الاثنين، 9 يوليو 2012

اعلام موريتانيا

 اعلام موريتانيا  - من اعلام موريتانيا




ﻧﺟﻭﻡ ﺍﻟﺻﺣﺭﺍء: ﻳﻘﻭﻝ ﺩ. ﻋﺑﺩ ﺍﻟﻠﻁﻳﻑ ﺍﻟﺧﺎﻟﺩﻱ "ﺇﻥ ﻣﻥ ﺍﻟﺷﻧﺎﻗﻁﺔ ﻋﻠﻣﺎء ﻻ ﻧﻐﺎﻟﻲ ﺇﺫﺍ ﻗﻠﻧﺎ ﻋﻧﻬﻡ ﺃﻧﻬﻡ ﻻ ﻳﻘﻠﻭﻥ ﺃﻫﻣﻳﺔ ﻋﻥ ﺃﻣﺛﺎﻝ ﺟﻣﺎﻝ ﺍﻟﺩﻳﻥ ﺍﻷﻓﻐﺎﻧﻲ ﻭﻣﺣﻣﺩ ﻋﺑﺩﻩ ﻭﺭﺷﻳﺩ ﺭﺿﺎ ﻭﺃﺑﻲ ﺍﻟﺛﻧﺎء ﺍﻷﻟﻭﺳﻲ ﻭﻋﺛﻣﺎﻥ ﺑﻥ ﺳﻧﺩ ﻭﺃﺿﺭﺍﺑﻬﻡ. ﻛﺎﻥ ﻣﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺑﻼﺩ ﻋﻠﻣﺎء ﺭﻓﻌﻭﺍ ﺍﺳﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻳﺎﺭ ﺍﻟﻌﺭﺑﻳﺔ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻳﺔ ﻓﻛﺎﻥ ﻟﻬﻡ ﺣﺿﻭﺭ ﻛﺑﻳﺭ ﻓﻲ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻣﻐﺭﺏ ﻭﺍﻟﺳﻭﺩﺍﻥ ﻭﺑﻼﺩ ﺍﻟﺷﺎﻡ ﻭﺗﺭﻛﻳﺎ ﻭﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻭﺍﻟﻬﻧﺩ ﻭﺍﻟﻳﻣﻥ.... ﻭﻛﺎﻥ ﺣﺿﻭﺭﻫﻡ ﺍﻟﺑﺎﺭﺯ ﻓﻲ ﻧﺟﺩ ﻭﺍﻟﺣﺟﺎﺯ ﺣﻳﺙ ﻛﺎﻧﻭﺍ ﻳﺄﺗﻭﻥ ﺑﻛﺛﺭﺓ ﻷﺩﺍء ﻓﺭﻳﺿﺔ ﺍﻟﺣﺞ . ﻭﻗﺩ ﺗﺣﺩﺙ ﺑﻌﺽ ﺃﻋﻼﻡ ﺍﻟﻔﻛﺭ ﺍﻟﻌﺭﺑﻲ ﺑﺈﻋﺟﺎﺏ ﻋﻥ 
ﻫﺅﻻء ﺍﻟﺷﻧﺎﻗﻁﺔ ، ﻓﻔﻲ ﺑﻼﺩ "ﺍﻟﻣﻐﺭﺏ ﺍﻟﻌﺭﺑﻲ ﻭﻧﺟﺩ" ﻣﺣﻣﺩ ﻳﺣﻳﻰ ﺍﻟﻭﻻﺗﻲ ﻭﻣﺣﻣﺩ ﺑﺣﻁﻳﻪ ﺑﻥ ﻋﺑﺩ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻓﻲ ﺗﻭﻧﺱ ، ﻭﻳﻘﻭﻝ ﺍﻟﻣﺅﺭﺥ ﺍﻟﻠﻳﺑﻲ ﺍﻟﻣﻌﺭﻭﻑ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻣﺻﺭﺍﺗﻲ ﺃﻧﻪ ﺃﺧﺫ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻓﻲ ﺑﺩﺍﻳﺔ ﺣﻳﺎﺗﻪ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻠﻣﺎء ﺍﻟﺷﻧﺎﻗﻁﺔ ﺃﺑﻧﺎء ﻣﺎﻳﺎﺑﻲ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻷﻋﻣﺵ ﺍﻟﺟﻛﻧﻲ ﺻﺎﺣﺏ ﻣﺣﺿﺭﺓ ﻛﺑﻳﺭﺓ ﻓﻲ ﺗﻧﺩﻭﻑ ﺟﻧﻭﺏ ﺍﻟﺟﺯﺍﺋﺭ، ﻭﻛﺎﻧﺕ ﻟﺑﻼﺩ ﺷﻧﻘﻳﻁ ﺳﻔﺎﺭﺓ ﻗﺩﻳﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺑﻼﻁ ﺍﻟﻣﻠﻛﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﻐﺭﺏ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺷﺎﻋﺭ ﺍﻟﻛﺑﻳﺭ ﺳﻳﺩﻱ ﻋﺑﺩ ﷲ ﺑﻥ ﻣﺣﻣﺩ ﺑﻥ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻟﻌﻠﻭﻱ ﻋﻠﻰ ﺻﻠﺔ ﻭﺛﻳﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣﻭﻟﻰ ﺇﺳﻣﺎﻋﻳﻝ ﺳﻠﻁﺎﻥ ﺍﻟﻣﻐﺭﺏ ﻭﺍﺑﻧﻪ ﻣﺣﻣﺩ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻛﺎﻥ ﺣﺎﻛﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺳﻭﺱ ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺷﻌﺭﺍء ﺍﺑﻥ ﺭﺍﺯﻛﻪ ﻭﻋﺑﺩ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺑﻥ ﻣﺣﻣﺩ ﺳﺎﻟﻡ ﻭﺃﺣﻣﺩ ﺍﺑﻥ ﻣﺣﻣﺩ ﻛﺎﻧﺕ ﻟﻬﻡ 




ﻣﺳﺎﺟﻼﺕ ﺷﻌﺭﻳﺔ ﻣﻊ ﻋﻠﻣﺎء ﻓﺎﺱ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺟﻬﺎﺩ ﻟﺷﻳﺦ ﻣﺎء ﺍﻟﻌﻳﻧﻳﻥ ﻓﻲ ﺇﻗﻠﻳﻡ ﺍﻟﺻﺣﺭﺍء ﺍﻟﻐﺭﺑﻳﺔ . ﻭﻗﺩ ﺗﺟﻭﻝ ﻣﺣﻣﺩ ﻣﺣﻣﻭﺩ ﺍﺑﻥ ﺍﻟﺗﻼﻣﻳﺩ: ﻓﻲ ﻋﺩﺩ ﻣﻥ ﺍﻟﺑﻠﺩﺍﻥ ﻭﺃﺩﻯ ﻓﺭﻳﺿﺔ ﺍﻟﺣﺞ ﻭﺑﻬﺭ ﺍﻟﻧﺎﺱ ﺑﺳﻌﺔ ﻋﻠﻣﻪ ﻭﻗﻭﺓ ﺣﺎﻓﻅﺗﻪ ﻭﺟﺭﺃﺗﻪ ﻭﺗﻭﻁﺩﺕ ﻋﻼﻗﺗﻪ ﺑﻣﻠﻙ ﺍﻷﺭﺩﻥ ﻋﻧﺩﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﻣﻳﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺣﺟﺎﺯ ﻭﻟﻛﻧﻪ ﻟﻡ ﻳﻭﻓﻕ ﻓﻲ ﻣﺭﺍﻋﺎﺓ ﺧﻭﺍﻁﺭ ﺍﻟﻛﺛﻳﺭﻳﻥ ﻓﺎﻧﺗﻘﺩ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻣﺎء ﺍﻟﻣﺩﻳﻧﺔ ﻭﺩﺧﻝ ﻓﻲ ﺟﺩﻝ ﻣﻊ ﻋﻠﻣﺎء ﻣﺻﺭ ﺣﻭﻝ ﻣﺳﺎﺋﻝ ﻋﺩﻳﺩﺓ ﻓﺗﻣﺕ ﻣﺿﺎﻳﻘﺗﻪ ﻣﺭﺍﺭﺍ ﻭﻛﺎﻧﺕ ﻋﻼﻗﺗﻪ ﻭﻁﻳﺩﺓ ﺑﺎﻟﺷﻳﺦ ﻣﺣﻣﺩ ﻋﺑﺩﻩ ﻭﻣﺣﻣﺩ ﺭﺷﻳﺩ ﺭﺿﺎ، ﻭﻭﺻﻔﻪ ﺍﻟﺯﺭﻛﻠﻲ ﻓﻲ "ﺍﻷﻋﻼﻡ" ﺑﺄﻧﻪ )ﻋﻼﻣﺔ ﻋﺻﺭﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺍﻷﺩﺏ( ﻭﺍﺳﺗﻌﺭﺽ ﺍﻟﺩﻛﺗﻭﺭ ﺃﺣﻣﺩ ﺣﺳﻥ ﺍﻟﺯﻳﺎﺕ ﺷﻳﺋﺎ ﻣﻥ ﺗﺎﺭﻳﺧﻪ ﻭﻣﻌﺎﺭﻛﻪ ﻭﺑﻌﺽ ﺃﻋﻣﺎﻟﻪ ﺍﻟﺟﻠﻳﻠﺔ ﻭﺫﻛﺭ ﺃﻧﻪ ﻧﺷﺭ ﺍﻟﻣﺧﺻﺹ ﻭﺣﺭﺭ ﺍﻟﻘﺎﻣﻭﺱ . ﻭﺗﻘﺩﻳﺭﺍ ﻟﻣﻛﺎﻧﺗﻪ ﻛﻠﻔﻪ ﺍﻟﺳﻠﻁﺎﻥ ﺍﻟﻌﺛﻣﺎﻧﻲ ﻋﺑﺩ ﺍﻟﺣﻣﻳﺩ ﺑﺎﻟﺳﻔﺭ ﺇﻟﻰ ﺇﺳﺑﺎﻧﻳﺎ ﻟﻭﺿﻊ ﻓﻬﺭﺱ ﻟﻠﻣﺧﻁﻭﻁﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺑﻳﺔ ﻭﺃﻋﻁﺎﻩ ﺳﻔﻳﻧﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻳﺭﺍﻓﻘﻪ ﺃﺣﺩ ﺍﻟﻌﻠﻣﺎء ﺍﻟﺗﻭﻧﺳﻳﻳﻥ ﻭﻋﻧﺩﻣﺎ ﺃﻧﺟﺯ ﻣﻬﻣﺗﻪ ﺭﻓﺽ ﺗﺳﻠﻳﻡ ﺍﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻟﻠﺳﻠﻁﺎﻥ ﻟﺳﻭء ﺗﻔﺎﻫﻡ ﺣﺩﺙ ﺑﻳﻧﻬﻣﺎ . ﻭﻻ ﺗﺯﺍﻝ ﻧﺳﺧﺔ ﻣﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻣﺧﻁﻭﻁﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﻛﺗﺑﺔ ﺍﻟﻭﻁﻧﻳﺔ ﺍﻟﺗﻭﻧﺳﻳﺔ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻣﻠﻙ ﺃﻭﺳﻛﺎﺭ ﻣﻠﻙ ﺍﻟﺳﻭﻳﺩ ﻭﺍﻟﻧﺭﻭﻳﺞ ﻗﺩ ﻁﻠﺏ ﻣﻥ ﺍﻟﺳﻠﻁﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﻭﻓﺩ ﺇﻟﻳﻪ ﺍﻟﺷﻳﺦ ﺍﻟﺷﻧﻘﻳﻁﻲ ﻟﻳﺣﺩﺛﻪ ﻋﻥ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻭﺃﺷﻌﺎﺭﻫﻡ. ﻣﺣﻣﺩ ﺃﻣﻳﻥ ﻓﺎﻝ ﺍﻟﺧﻳﺭ ﺍﻟﺷﻧﻘﻳﻁﻲ: ﺗﻭﻁﺩﺕ ﻋﻼﻗﺗﻪ ﺑﺎﻟﻣﺻﻠﺢ ﺍﻟﺑﺣﺭﻳﻧﻲ ﺍﻟﺷﻳﺦ ﻋﺑﺩ ﺍﻟﻭﻫﺎﺏ ﺍﻟﺯّﻳﺎﻧﻲ ﻭﺑﺄﻣﻳﺭ ﺍﻟﻛﻭﻳﺕ ﺍﻟﺷﻳﺦ ﺟﺎﺑﺭ ﺍﻷﺣﻣﺩ ﺍﻟﺻﺑﺎﺡ، ﻭﺍﺣﺗﻔﻝ ﺑﻪ ﺍﻟﻧﺎﺩﻱ ﺍﻟﻌﺭﺑﻲ ﺑﺎﻟﻛﻭﻳﺕ ﻋﺩﺓ ﻣﺭﺍﺕ ﻭﻓﻲ ﻣﺣﺎﻓﻅﺔ ﺍﻟﺑﺻﺭﺓ ، ﺃﻗﺎﻡ ﻓﻲ ﻗﺭﻳﺔ "ﺍﻟﺯﺑﻳﺭ"ﻭ ﺃﺳﺱ ﺑﻬﺎ )ﺟﻣﻌﻳﺔ ﺍﻟﻧﺟﺎﺓ ﻭﻣﺩﺭﺳﺗﻬﺎ( ﻭﺷﺎﺭﻙ ﻓﻲ ﻣﻌﺭﻛﺔ ﺍﻟﺷﻌﻳﻳﺔ ﺿﺩ ﺍﻹﻧﻛﻠﻳﺯ ﻭﻗﺩ ﺧﺻﺻﺕ ﻟﻪ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﺃﻭﻝ ﻛﺗﺎﺏ ﻣﻁﺑﻭﻉ ﻓﻲ ﺳﻠﺳﻠﺔ "ﺃﻋﻼﻡ ﺍﻟﺑﺻﺭﺓ" . ﻣﺣﻣﺩ ﻣﺣﻣﻭﺩ ﺍﻟﺗﻧﺩﻏﻲ : ﺷﻬﺩ ﻟﻪ ﺍﻟﻌﻠﻣﺎء ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻳﻭﻥ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺁﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺣﻔﻅ ﻭﺍﻟﺣﺩﻳﺙ ﻭﻣﻌﺭﻓﺔ ﺭﺟﺎﻟﻪ ، ﺍﻧﺗﻘﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺭﺩﻥ ﻭﺩﻓﻥ ﻓﻲ ﻋﻣﺎﻥ ، ﻭﻗﺩ ﻗﻠﺩ ﺍﻟﻣﻠﻙ ﺍﺑﻧﻪ ﻣﺣﻣﺩﺍ ﻋﺩﺓ ﻣﻧﺎﺻﺏ ﻛﻘﺎﺿﻲ ﺍﻟﻘﺿﺎﺓ ﻭﻭﺯﻳﺭﺍ ﻟﻠﻌﺩﻝ ﺛﻡ ﻋﻳﻧﻪ ﺍﻟﻣﻠﻙ ﺣﺳﻳﻥ ﺳﻔﻳﺭﺍ. ﻣﺣﻣﺩ ﺍﻷﻣﻳﻥ ﺑﻥ ﺍﻟﻣﺧﺗﺎﺭ ﺍﻟﺷﻧﻘﻳﻁﻲ ﺍﻟﻣﻠﻘﺏ ﺍﺑﻥ ﺍﺧﻁﻭﺭ: ﺻﺎﺣﺏ" ﻛﺗﺎﺏ ﺃﺿﻭﺍء ﺍﻟﺑﻳﺎﻥ ﻓﻲ ﺇﻳﺿﺎﺡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺑﺎﻟﻘﺭﺁﻥ" . ﻭﻗﺩ ﺟﻣﻊ ﺍﻷﺳﺗﺎﺫ ﺍﻟﺧﻠﻳﻝ ﺍﻟﻧﺣﻭﻱ ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﻪ "ﺑﻼﺩ ﺷﻧﻘﻳﻁ ﺍﻟﻣﻧﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺭﺑﺎﻁ" ﺃﺳﻣﺎء ﺃﻛﺛﺭ ﻣﻥ 12 ﻋﻼﻣﺔ ﻣﻥ ﺍﻷﻋﻼﻡ ﺍﻟﺷﻧﺎﻗﻁﺔ ﻓﻲ ﻣﺻﺭ ﺃﺷﻬﺭﻫﻡ : ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺳﻳﺩﻱ ﻋﺑﺩ ﷲ ﺑﻥ ﺍﻟﺣﺎﺝ ﺍﺑﻥ ﺇﺑﺭﺍﻫﻳﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻣﺭ ﻋﺎﺋﺩﺍ ﻣﻥ ﺍﻟﺣﺞ ﻓﺄﻛﺭﻣﻪ ﺍﻷﻣﻳﺭ ﻣﺣﻣﺩ ﻋﻠﻲ ﻭﺃﻫﺩﺍﻩ ﻓﺭﺳﺎ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﺑﺎﻋﻬﺎ ﻟﻳﺷﺗﺭﻱ ﻛﺗﺎﺏ "ﺷﺭﺡ ﺍﻟﺣﻁﺎﺏ ﻋﻠﻲ ﺧﻠﻳﻝ" ﺛﻡ ﻭﺍﺻﻝ ﺭﺣﻠﺗﻪ ﻭﺟﺎﻫﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﻐﺭﺏ ﺿﺩ ﺍﻟﺑﺭﺗﻐﺎﻟﻳﻳﻥ ﻭﺃﻛﺭﻣﻪ ﺍﻟﺳﻠﻁﺎﻥ ﺳﻳﺩﻱ ﻣﺣﻣﺩ. ﻣﺣﻣﺩ ﺣﺑﻳﺏ ﷲ ﺑﻥ ﻣﺎﻳﺎﺑﻲ : ﻛﺎﻥ ﺃﺳﺗﺎﺫﺍ ﻭﻣﺩﺭﺳﺎ ﺑﺎﻷﺯﻫﺭ ﺍﻟﺷﺭﻳﻑ ﻭﺗﺭﻙ 34 ﻣﺅﻟﻔﺎ ﺃﺑﺭﺯﻫﺎ ﻛﺗﺎﺏ "ﺯﺍﺩ ﺍﻟﻣﺳﻠﻡ ﻓﻳﻣﺎ ﺍﺗﻔﻕ ﻋﻠﻳﻪ ﺍﻟﺑﺧﺎﺭﻱ ﻭﻣﺳﻠﻡ" . ﻟﻘﺩ ﺗﺣﺩﺙ ﻋﻣﻳﺩ ﺍﻟﻌﺭﺑﻲ ﺩ. ﻁﻪ ﺣﺳﻳﻥ ﻋﻥ ﺍﻟﺷﻳﺦ ﺍﻟﺷﻧﻘﻳﻁﻲ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺫﻛﺭ ﻋﺎﻟﻣﺎ ﺑﻌﻳﻧﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻷﻳﺎﻡ"ﻛﺎﻥ ﺃﻭﻟﺋﻙ ﺍﻟﻁﻠﺑﺔ ﻳﺗﺣﺩﺛﻭﻥ ﺑﺄﻧﻬﻡ ﻻ ﻳﺭﻭﺍ ﻗﻁ ﻗﺭﻳﺑﺎ ﻟﻠﺷﻳﺦ ﺍﻟﺷﻧﻘﻳﻁﻲ ﻓﻲ ﺣﻔﻅ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺭﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﺣﺩﻳﺙ ﺳﻧﺩﺍ ﻭﻣﺗﻧﺎ ﻋﻥ ﻅﻬﺭ ﻗﻠﺏ )...( ﻭﻛﺎﻧﻭﺍ ﻳﺫﻛﺭﻭﻥ ﺃﻥ ﻟﻪ ﻣﻛﺗﺑﺔ ﻏﻧﻳﺔ ﺑﺎﻟﻣﺧﻁﻭﻁ ﻭﺍﻟﻣﻁﺑﻭﻉ ﻓﻲ ﻣﺻﺭ ﻭﺃﻭﺭﺑﺎ ﻭﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻘﻧﻊ ﺑﻬﺫﻩ ﺍﻟﻣﻛﺗﺑﺔ ﻭﺇﻧﻣﺎ ﻳﻧﻔﻕ ﺃﻛﺛﺭ ﻭﻗﺗﻪ ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻛﺗﺏ ﻗﺎﺭﺋﺎ ﺃﻭ ﻧﺎﺳﺧﺎ".


ﻭﻳﻘﻭﻝ ﺍﻷﻣﻳﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻷﺳﺑﻕ ﻟﻣﻧﻅﻣﺔ ﺍﻻﻟﻳﻛﺳﻭ ﺩ. ﻳﺣﻳﻰ ﺍﻟﺩﻳﻥ ﺻﺎﺑﺭ "ﻛﺎﻧﺕ ﺻﻭﺭﺓ ﺍﻟﺷﻧﺎﻗﻁﺔ ﻭﻣﺎ ﺗﺯﺍﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺑﻼﺩ ﺍﻟﻌﺭﺑﻳﺔ ﺃﻧﻬﻡ ﺍﻟﻣﻣﺛﻠﻭﻥ ﻟﻠﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﺭﺑﻳﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻳﺔ ﻓﻲ ﻧﻘﺎﺋﻬﺎ ﻭﺃﺻﺎﻟﺗﻬﺎ، ﻭﺃﻧﻬﻡ ﺳﻧﺩﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﺎﺻﻳﺔ ﺩﻳﺎﺭ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﺍﻟﻣﺭﺍﺑﻁﻭﻥ ﻓﻲ ﺛﻐﻭﺭﻫﺎ ﺣﻔﺎﻅﺎ ﻋﻠﻳﻬﺎ ﻭﻧﺷﺭﺍ ﻟﻬﺎ ﻭﺇﺷﻌﺎﻋﺎ ﺑﻬﺎ". ﻋﻠﻡ ﻭﺗﺟﺎﺭﺓ ﻭﻣﻌﺭﻓﺔ : ﻛﺎﻥ ﺳﻛﺎﻥ ﺍﻟﺻﺣﺭﺍء ﺑﺣﻛﻡ ﻁﺑﻳﻌﺗﻬﻡ ﺍﻟﺑﺩﻭﻳﺔ ﻳﻘﻁﻌﻭﻥ ﺍﻟﻣﺳﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﻁﻭﻳﻠﺔ ﺩﻭﻥ ﻣﺷﻘﺔ ﻭﻣﻊ ﺍﺳﺗﺧﺩﺍﻡ ﺍﻟﺟﻣﺎﻝ ﺍﻟﻌﺭﺑﻳﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺳﻧﺎﻡ ﺍﻟﻭﺍﺣﺩ "ﺳﻔﻳﻧﺔ ﺍﻟﺻﺣﺭﺍء" ﺣﺩﺛﺕ ﺛﻭﺭﺓ ﻓﻲ ﻭﺳﺎﺋﻝ ﺍﻟﻧﻘﻝ ﻋﺑﺭ ﺍﻟﺻﺣﺭﺍء . ﺣﻳﺙ ﻟﻡ ﺗﻌﺩ ﺍﻟﺭﻣﺎﻝ ﺣﻭﺍﺟﺯ ﻋﺎﺯﻟﺔ، ﻭﻧﺷﻁﺕ ﺣﺭﻛﺔ ﺍﻟﻘﻭﺍﻓﻝ ﻣﻧﺫ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺛﺎﻧﻲ ﺍﻟﻬﺟﺭﻱ ﻣﺳﺗﻔﻳﺩﺓ ﻣﻥ ﺍﻵﺑﺎﺭ ﺍﻟﺗﻲ ﺣﻔﺭﻫﺎ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺍﻟﻔﺎﺗﺣﻭﻥ ﻣﺛﻝ ﻋﺑﺩ ﺍﻟﺭﺣﻣﻥ ﺑﻥ ﺣﺑﻳﺏ ﺃﻭ ﺣﺑﻳﺏ ﺑﻥ ﺃﺑﻲ ﻋﺑﻳﺩﺓ ﺑﻥ ﻋﻘﺑﺔ ﺑﻥ ﻧﺎﻓﻊ، ﻭﺗﻌﺩﺩﺕ ﻣﺳﺎﻟﻙ ﺍﻟﺗﺟﺎﺭﺓ ﻋﺑﺭ ﺍﻟﺻﺣﺭﺍء ﻓﻛﺎﻧﺕ ﺍﻟﻘﻭﺍﻓﻝ ﺗﻧﻘﻝ ﺍﻟﺫﻫﺏ ﻭﺍﻟﺫﺭﺓ ﺍﻟﺑﻳﺿﺎء ﻣﻥ ﺍﻟﺟﻧﻭﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺷﻣﺎﻝ ﻭﺗﻧﻘﻝ ﺍﻟﻣﻠﺢ ﻭﺍﻟﻣﺻﻧﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﻧﺣﺎﺳﻳﺔ ﻭﺍﻟﺣﻠﻲ ﻭﺃﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﺯﻳﻧﺔ ﻭﺍﻟﻌﻁﻭﺭ ﻭﺍﻟﻘﻣﺢ ﻭﺍﻟﺯﻳﺕ ﻭﺍﻟﻣﻧﺳﻭﺟﺎﺕ ﻣﻥ ﺍﻟﺷﻣﺎﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺟﻧﻭﺏ ﻭﺍﺭﺗﺑﻁﺕ ﺍﻟﺻﺣﺭﺍء ﺗﺟﺎﺭﻳﺎ ﺑﺎﻷﻧﺩﻟﺱ ﺑﺩﻟﻳﻝ ﻭﺟﻭﺩ ﺍﻟﺻﻣﻎ ﺍﻟﻌﺭﺑﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺟﻠﺏ ﺇﻟﻳﻬﺎ ﻣﻥ ﺑﻼﺩ ﺷﻧﻘﻳﻁ . ﻭﻗﺩ ﻛﺎﻧﺕ ﺍﻟﻘﻭﺍﻓﻝ ﺗﻧﺗﻘﻝ ﺑﻳﻥ ﻣﺭﺍﻛﺯ ﺍﻹﺷﻌﺎﻉ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ ﻭﺍﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﺍﻟﺑﺎﺭﺯﺓ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺳﻳﺭ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﻭﺍﻓﻝ ﺭﺟﺎﻝ ﻋﻠﻡ ﻭﺩﻳﻥ ﻭﻛﺎﻧﺕ ﺍﻟﻣﺩﻥ ﺍﻟﻘﺩﻳﻣﺔ ﺗﺳﺗﻌﻳﻥ ﺑﻭﻅﺎﺋﻔﻬﺎ ﺍﻟﺗﺟﺎﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﻅﺎﺋﻔﻬﺎ ﺍﻟﺛﻘﺎﻓﻳﺔ ﻭﺍﻧﻁﺑﻌﺕ ﺍﻷﻏﺭﺍﺽ ﺍﻟﺩﻳﻧﻳﺔ ﻭﺍﻟﺛﻘﺎﻓﻳﺔ ﺑﺎﻟﺭﺣﻼﺕ ﻭﺍﻷﺳﻔﺎﺭ ﻧﺣﻭ ﺍﻟﺷﻣﺎﻝ ﻗﺎﺑﻠﺗﻬﺎ ﺣﺭﻛﺔ ﺍﻟﻬﺟﺭﺓ ﺍﻟﺑﺷﺭﻳﺔ ﻧﺣﻭ ﺍﻟﺟﻧﻭﺏ ﻓﻛﺎﻧﺕ ﺭﺍﻓﺩﺍ ﻟﻠﺣﻳﺎﺓ ﺍﻟﺛﻘﺎﻓﻳﺔ ﻭﻗﺩ ﻭﻁﺩﺕ ﺗﺟﺎﺭﺓ ﺍﻟﺻﺣﺭﺍء ﻟﻠﻧﻬﺿﺔ ﺍﻟﺛﻘﺎﻓﻳﺔ ﻓﻲ ﺑﻼﺩ ﺷﻧﻘﻳﻁ ﺣﺗﻰ ﺇﺫﺍ ﻫﻳﻣﻧﺕ ﺗﺟﺎﺭﺓ ﺍﻟﻣﺣﻳﻁﺎﺕ ﺍﺳﺗﻁﺎﻋﺕ ﺍﻟﺑﻼﺩ ﺃﻥ ﺗﺣﺎﻓﻅ ﻋﻠﻰ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﺍﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻣﺗﺣﺭﺭﺓ ﻣﻥ ﺃﻋﺑﺎء ﺍﻟﺗﺟﺎﺭﺓ ﻓﻲ ﻣﺑﺎﺩﻻﺗﻬﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﺷﻣﺎﻝ . ﻟﻘﺩ ﺍﻗﺗﺭﻧﺕ ﺍﻟﺭﺣﻼﺕ ﺑﺎﻟﻌﻠﻡ ﻭﺃﺻﺑﺣﺕ ﻣﺻﺩﺭ ﺷﻬﺭﺓ ﺃﺑﺭﺯ ﺣﻭﺍﺿﺭ ﺍﻟﺧﻼﻓﺔ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺣﺟﺎﺝ ﻳﻌﻭﺩﻭﻥ ﻭﻣﻌﻬﻡ ﺍﻟﻛﺗﺏ ﺑﻌﺩ ﺃﻥ ﺷﻬﺩﻭﺍ ﻣﻧﺎﻓﻊ ﻟﻬﻡ ﻭﺳﺎﻫﻡ ﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﻧﻘﻝ ﺍﻟﻣﻌﺎﺭﻑ ﻋﻥ ﻁﺭﻳﻕ ﺍﻟﻣﺭﺍﺳﻼﺕ ﻭﺍﻟﺗﻭﺍﺻﻝ ﺍﻟﺣﺿﺎﺭﻱ ﺑﻳﻥ ﺍﻟﻣﺳﺎﻓﺭﻳﻥ ﻣﻥ ﻣﺧﺗﻠﻑ ﺍﻟﺷﻌﻭﺏ ﻭﺍﻷﻣﻡ . ﻓﻘﺩ ﺳﺎﻫﻡ ﺍﻟﻌﻠﻣﺎء ﺍﻟﺷﻧﺎﻗﻁﺔ ﻓﻲ ﻧﺷﺭ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻭﺍﻟﻣﻌﺭﻓﺔ ﻓﻲ ﺃﻋﻣﺎﻕ ﺃﻓﺭﻳﻘﻳﺎ ﻭﻧﺳﺟﻭﺍ ﻭﺷﺎﺋﺞ ﻣﻌﺭﻓﻳﺔ ﻭﻋﻠﻣﻳﺔ ﻭﻗﺭﺍﺑﺎﺕ ﻧﺳﺏ ﻣﻊ ﺳﻛﺎﻧﻬﺎ ﻓﻭﻟﺩﺕ ﺫﺭﻳﺔ ﺑﻌﺿﻬﺎ ﻣﻥ ﺑﻌﺽ ﻓﻛﺎﻧﻭﺍ ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﺍﻟﺟﻧﻭﺩ ﺍﻟﻣﺟﻬﻭﻟﻳﻥ ﺍﻟﺫﻳﻥ ﻭﺍﺻﻠﻭﺍ ﺣﺭﻛﺔ ﺍﻟﻔﺗﺢ ﻭﻧﺷﺭ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻫﻧﺎﻙ . ﻳﻘﻭﻝ ﺃﻣﺎﺩﻭﺩﻳﺎ : "ﻟﻡ ﻳﺩﺧﻝ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻏﺭﺏ ﺃﻓﺭﻳﻘﻳﺎ ﻋﻥ ﻁﺭﻳﻕ ﺍﻟﻐﺯﻭ ﺍﻹﻣﺑﺭﻳﺎﻟﻲ ﻭﻻ ﻋﻥ ﻁﺭﻳﻕ ﺷﻭﺍﻁﺊ ﺍﻟﻧﻳﻝ ﻭﺇﻧﻣﺎ ﺩﺧﻝ ﻋﻥ ﻁﺭﻳﻕ ﺍﻟﺻﺣﺭﺍء". ﻭﻳﺅﻛﺩ ﺃﻏﻠﺏ ﺍﻟﻣﺅﺭﺧﻳﻥ ﺃﻧﻪ ﺑﺟﻬﻭﺩ ﻫﺅﻻء ﺍﻟﺷﻧﺎﻗﻁﺔ ﺗﻐﻠﻐﻠﺕ ﺍﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﺭﺑﻳﺔ ﻓﻲ ﺃﻓﺭﻳﻘﻳﺎ ﻭﻛﺎﻧﺕ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺑﻳﺔ ﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺗﺟﺎﺭﺓ ﺍﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧﺕ ﺑﺄﻳﺩﻱ ﺍﻟﻌﺭﺏ . ﻭﻟﻘﺩ ﺍﻧﻁﺑﻌﺕ ﺛﻘﺎﻓﺎﺕ ﺃﻓﺭﻳﻘﻳﺎ ﺍﻟﻐﺭﺑﻳﺔ ﺑﻁﺎﺑﻊ ﻟﻐﺔ ﻭﻋﻠﻭﻡ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻣﻧﺫ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺭﺍﺑﻊ ﺍﻟﻬﺟﺭﻱ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻣﺩ ﺍﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺑﻲ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻟﻡ ﻳﺗﺳﻊ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﻭﻥ ﺍﻷﺧﻳﺭﺓ ﺣﻳﺙ ﻛﺎﻥ ﻟﻠﻌﺭﺏ ﻓﻲ ﻋﺎﺻﻣﺔ ﻏﺎﻧﺎ ﺍﻟﻘﺩﻳﻣﺔ 12 ﻣﺳﺟﺩﺍ ﺃﻟﺣﻘﺕ ﺑﻛﻝ ﻣﺳﺟﺩ ﻣﺩﺭﺳﺔ ﻟﺗﻌﻠﻳﻡ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺑﻳﺔ ﻭﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺷﻧﺎﻗﻁﺔ ﻳﺗﺧﺫﻭﻥ ﺍﻟﺗﺟﺎﺭﺓ ﻭﺳﻳﻠﺔ ﻟﻠﻛﺳﺏ ﺍﻟﺣﻼﻝ ﻭﺃﺩﺍﺓ ﻟﺗﻳﺳﻳﺭ ﺳﺑﻝ ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﻓﻛﺎﻥ ﺣﺿﻭﺭﻫﻡ ﻭﺗﺄﺛﻳﺭﻫﻡ ﻳﻘﻭﻯ ﻭﻳﺗﻧﺎﻣﻰ ﻭﺍﻹﺳﻼﻡ ﻳﺯﺩﺍﺩ ﺑﻬﻡ ﺍﻧﺗﺷﺎﺭﺍ ﺟﻳﻼ ﺑﻌﺩ ﺟﻳﻝ ﻭﻣﻧﻁﻘﺔ ﻭﺭﺍء ﺃﺧﺭﻯ ﻭﻛﺎﻧﻭﺍ ﺑﺎﻧﺗﺷﺎﺭ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻳﺯﺩﺍﺩﻭﻥ ﻗﻭﺓ ﻭﻧﻔﻭﺫﺍ ﻭﺗﺄﺛﻳﺭ ﻭﻛﺛﺎﻓﺔ ﺣﺿﻭﺭ . ﻭﻗﺩ ﻗﺎﻭﻡ ﺍﻟﺷﻧﺎﻗﻁﺔ ﻣﺧﻁﻁﺎﺕ ﺍﻟﻣﺳﺦ ﻭﺍﻻﺳﺗﻳﻼﺏ ﺍﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻻﺳﺗﻌﻣﺎﺭ ﺍﻟﻔﺭﻧﺳﻲ ﺍﺳﺗﻁﺎﻉ ﺇﺿﻌﺎﻑ ﺍﻟﻣﻧﺎﻋﺔ ﺍﻟﺣﺿﺎﺭﻳﺔ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ ﻓﻘﺎﻡ ﺑﻔﺭﺽ ﺣﺻﺎﺭ ﺛﻘﺎﻓﻲ ﻋﺯﺯﻩ ﺑﺯﺭﻉ ﺍﻟﻣﺩﺭﺳﺔ ﺍﻻﺳﺗﻌﻣﺎﺭﻳﺔ ﻭﻭﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻭﺍﺟﻬﺔ ﺣﺎﺩﺓ ﻣﻊ ﺍﻟﻣﺣﺿﺭﺓ ﺍﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧﺕ ﺳﺑﺏ ﺍﺯﺩﻫﺎﺭ ﺣﺭﻛﺔ ﺍﻟﺗﺄﻟﻳﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﻥ 13 ﻫـ. ﻭﻛﻣﺎ ﻳﺻﻌﺏ ﺍﻟﺗﺄﻟﻳﻑ ﺗﺻﻌﺏ ﺃﻳﺿﺎ ﺻﻳﺎﻧﺔ ﺍﻟﻛﺗﺏ ﻭﺣﻔﻅﻬﺎ ﻭﺍﻟﻧﺎﺱ ﺍﻟﻳﻭﻡ ﻓﻲ ﺑﻼﺩ ﺷﻧﻘﻳﻁ ﻳﺄﺳﻔﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺗﺭﺍﺙ ﺃﺟﺩﺍﺩﻫﻡ ﺍﻟﺿﺎﺋﻊ ﻭﻫﻧﺎﻙ ﻋﺩﺓ ﻋﻭﺍﻣﻝ ﺃﺗﻠﻔﺕ ﻣﺧﻁﻭﻁﺎﺕ ﺃﺳﻼﻓﻬﻡ ﻛﺎﻟﺗﺭﺣﺎﻝ ﻭﺍﻷﻣﻁﺎﺭ ﻭﺍﻟﺣﺭﻭﺏ... ﻭﺣﻳﻥ ﺩﺧﻝ ﺍﻻﺳﺗﻌﻣﺎﺭ ﺟﻣﻊ ﺍﻟﻛﺛﻳﺭ ﻣﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻣﺧﻁﻭﻁﺎﺕ ﻭﻻ ﻳﺯﺍﻝ ﺑﻌﺿﻬﺎ ﻣﻭﺟﻭﺩﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﻛﺗﺑﺎﺕ ﺍﻟﻔﺭﻧﺳﻳﺔ ﻭﻣﻧﺫ ﺳﻧﻭﺍﺕ ﺑﺩﺃﺕ ﻋﺩﺓ ﻫﻳﺋﺎﺕ ﺗﻌﻧﻰ ﺑﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﻣﻥ ﺍﻟﺗﺭﺍﺙ ﺍﻟﺷﻧﻘﻳﻁﻲ. ﻓﺗﻡ ﺗﺄﺳﻳﺱ ﻣﻌﻬﺩ ﻣﻛﻠﻑ ﺑﺣﻔﻅ ﻭﺣﺻﺭ ﺍﻟﻣﺧﻁﻭﻁﺎﺕ ﻭﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﻋﻣﻝ ﻗﺎﻡ ﺍﻟﻣﻌﻬﺩ ﺑﺣﺻﺭ 3200 ﻛﺗﺎﺏ ﻣﺧﻁﻭﻁﺎ ﻭ2239 ﻣﻳﻛﺭﻭ ﻓﻳﻠﻡ ﻭ500 ﻣﻠﻑ ﻟﻠﺷﻌﺭ ﻭ 300 ﻣﻠﻑ ﺃﺧﺭﻯ. ﻭﻛﺎﻧﺕ ﺍﻟﻳﻭﻧﺳﻛﻭ ﺑﺎﻟﺗﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻣﻌﻬﺩ ﺍﻟﻭﻁﻧﻲ ﻟﻠﺑﺣﺙ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ ﻗﺩ ﻋﻘﺩﺕ ﻧﺩﻭﺓ ﺣﻭﻝ ﺍﻟﻣﺧﻁﻭﻁﺎﺕ ﻋﺎﻡ 1977 ﻓﻲ ﻧﻭﺍﻛﺷﻭﻁ ﺗﺄﻛﺩ ﺍﻟﻣﺷﺎﺭﻛﻭﻥ ﻓﻳﻬﺎ ﻣﻣﻥ ﺍﻟﺛﺭﻭﺓ ﺍﻟﺛﻘﺎﻓﻳﺔ ﺍﻟﻣﻁﻣﻭﺭﺓ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺑﻼﺩ ﻭﻗﺩﻣﺕ ﻗﻁﺭ ﻭﻟﻳﺑﻳﺎ ﺑﻌﺽ ﺍﻟﻣﺳﺎﻋﺩﺍﺕ ﻓﻲ ﻋﻣﻝ ﺍﻟﻣﻌﻬﺩ ﻭﺍﻋﺗﻧﺕ ﺃﻟﻣﺎﻧﻳﺎ ﻣﻳﺩﺍﻧﻳﺎ ﺑﺗﺻﻭﻳﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻣﺧﻁﻭﻁﺎﺕ ﻓﺄﻓﺎﺩﺕ ﺍﻟﺑﺎﺣﺛﻳﻥ ﻓﻲ ﺑﻌﺽ ﻣﻛﺗﺑﺎﺗﻬﺎ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻣﻌﻬﺩ ﻛﺫﻟﻙ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺃﻫﻡ ﻣﺎ ﺗﻡ ﺇﻧﺟﺎﺯﻩ ﻓﻲ ﻣﻳﺩﺍﻥ ﺍﻟﻔﻬﺭﺳﺔ ﺣﺗﻰ ﻋﺎﻡ 1987 ﻛﺎﻥ ﺩﻟﻳﻝ ﺍﻟﻣﺅﻟﻔﻳﻥ ﺍﻟﺷﻧﺎﻗﻁﺔ ﺍﻟﺫﻱ ﻭﺿﻌﻪ ﺍﻟﻣﺧﺗﺎﺭ ﺑﻥ ﺣﺎﻣﺩ ﻭﺍﻟﺧﺑﻳﺭ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ )ﻫﻳﻣﻭﻓﺳﻛﻲ( ﻭﻫﻧﺎﻙ ﺟﻬﻭﺩ ﺟﺑﺎﺭﺓ ﻗﺎﻡ ﺑﻬﺎ ﺍﻷﺳﺗﺎﺫ ﺍﻟﺧﻠﻳﻝ ﺍﻟﻧﺣﻭﻱ ﻣﻧﻬﺎ ﻛﺗﺎﺑﻪ "ﻣﺋﺎﺕ ﺍﻟﻣﺅﻟﻔﻳﻥ ﻭﺁﻻﻑ ﺍﻟﻣﺅﻟﻔﺎﺕ ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻫﻝ ﺍﻟﺗﺎﺭﻳﺦ". ﻭﺭﻏﻡ ﻛﻝ ﺍﻟﺟﻬﻭﺩ ﺍﻟﺭﺳﻣﻳﺔ ﻭﺍﻟﻔﺭﺩﻳﺔ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺣﺻﻳﻠﺔ ﺍﻟﻔﻬﺭﺳﺔ ﻭﺍﻟﺣﺻﺭ ﻭﺍﻻﻗﺗﻧﺎء ﻣﺎ ﺯﺍﻟﺕ ﺿﻳﻘﺔ ﻭﻗﺎﺻﺭﺓ.
ﻭﻛﺗﺏ ﺇﺑﺭﺍﻫﻳﻡ ﺍﻟﺩﻻﻝ / ﻛﺎﺗﺏ ﻭﺑﺎﺣﺙ ﺳﻭﺩﺍﻧﻲ: ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻣﻧﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺭﺑﺎﻁ ﻭﺃﺭﺽ ﺍﻟﻣﻠﻳﻭﻥ ﺷﺎﻋﺭ، ﻭﺑﻼﺩ ﺍﻟﺑﺩﻭ ﺍﻟﻌﻠﻣﺎء ﺍﻟﺫﻳﻥ ﻛﺳﺭﻭﺍ ﻭﻷﻭﻝ ﻣﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺗﺎﺭﻳﺦ ﻗﺎﻋﺩﺓ ﺗﻧﺎﻗﺽ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻭﺍﻟﺑﺩﺍﻭﺓ، ﻭﻗﺩ ﺗﺣﻳﺭ ﺃﺣﺩ ﻋﻠﻣﺎء ﺍﻻﺟﺗﻣﺎﻉ ﻣﻥ ﺍﻟﻔﺭﻧﺳﻳﺱ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﻔﺭﻳﺩﺓ. ﻭﻗﺎﻝ: "ﻷﻭﻝ ﻣﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺗﺎﺭﻳﺦ ﻳﻅﻬﺭ ﻣﺟﺗﻣﻊ ﺑﺩﻭﻱ ﻳﻛﺛﺭ ﻓﻳﻪ ﺍﻟﻌﻠﻣﺎء ﺍﻟﺫﻳﻥ ﻳﺩﺭﺳﻭﻥ ﻋﻠﻭﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﻣﺻﻁﻠﺢ ﺍﻟﺣﺩﻳﺙ ﻭﻓﺭﻭﻉ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺍﻟﺗﺎﺭﻳﺦ ﻭﺍﻟﻣﻧﻁﻕ ﻭﺍﻟﻣﻭﺳﻳﻘﻰ". ﻭﻻ ﺗﺳﺗﻐﺭﺏ ﺇﻥ ﻗﻳﻝ ﻟﻙ ﺇﻥ ﻧﺎﻗﺔ )ﺍﻟﻣﺧﺗﺎﺭ ﻭﻝ ﺑﻭﻧﺎ( ﺃﻭ ﻧﺎﻗﺔ )ﺳﻳﺩﻱ ﻋﺑﺩﷲ ﻭﻝ ﺣﺎﺝ ﺇﺑﺭﺍﻫﻳﻡ( ﺃﻭ ﻧﺎﻗﺔ )ﻣﺣﻧﻅ ﺑﺎﺑﺎ ﻭﻝ ﻋﺑﻳﺩ ﺍﻟﺩﻳﻣﺎﻧﻲ( ﻫﻲ ﻋﺑﺎﺭﺓ ﻋﻥ ﺟﺎﻣﻌﺎﺕ ﻣﺗﺣﺭﻛﺔ، ﻭﺃﻧﻬﺎ ﺗﺿﺎﻫﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻘﺭﻭﻳﻳﻥ ﺑﻔﺎﺱ- ﻭﻫﻲ ﺃﻭﻝ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺃﻧﺷﺋﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ – ﻭﺗﺿﺎﻫﻲ ﺟﺎﻣﻊ ﺍﻟﺯﻳﺗﻭﻧﺔ ﺑﺎﻟﻘﻳﺭﻭﺍﻥ، ﻭﺗﺿﺎﻫﻲ ﺍﻟﺟﺎﻣﻊ ﺍﻷﺯﻫﺭ ﺑﺎﻟﻘﺎﻫﺭﺓ.. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻣﺧﺗﺎﺭ ﻭﻝ ﺑﻭﻧﺎ: ﻭﻧﺣﻥ ﺭﻛﺏ ﻣﻥ ﺍﻷﺷﺭﺍﻑ ﻣﻧﺗﻅﻡ .... ﺃﺟﻝ ﺫﺍ ﺍﻟﻛﻭﻥ ﻗﺩﺭﺍً ﺩﻭﻥ ﺃﺩﻧﺎﻧﺎ ﻗﺩ ﺍﺗﺧﺫﻧﺎ ﻅﻬﻭﺭ ﺍﻟﻌﻳﺱ ﻣﺩﺭﺳﺔ .... ﺑﻬﺎ ﻧﺑﻳﻥ ﺩﻳﻥ ﷲ ﺗﺑﻳﺎﻧﺎ ﻭﻟﻛﻲ ﻻ ﻳﻛﻭﻥ ﺍﻟﻛﻼﻡ ﺟﺯﺍﻓﺎً ﺃﺳﻭﻕ ﻟﻙ ﺑﻌﺽ ﺍﻷﻣﺛﻠﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﺑﻥ ﺍﻟﺗﻼﻣﻳﺫ ﺍﻟﺗﺭﻛﺯﻱ ﺍﻟﺷﻧﻘﻳﻁﻲ ﻧﺎﻅﺭ ﻋﻠﻣﺎء ﺍﻷﺯﻫﺭ ﻭﺃﻟﻘﻭﺍ ﻟﻪ ﺍﻟﺳﻼﺡ، ﻭﻗﺩ ﺫﻛﺭﻩ ﻁﻪ ﺣﺳﻳﻥ ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﻪ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻭﻗﺎﻝ ﺇﻧﻪ ﻁﻠﺏ ﻣﻥ ﻋﻠﻣﺎء ﺍﻷﺯﻫﺭ ﺃﻥ ﻳﺟﻠﺳﻭﺍ ﻟﻪ ﺟﻠﺳﺔ ﺍﻟﺗﻼﻣﻳﺫ، ﻋﻠﻣﺎً ﺑﺄﻥ ﺍﺑﻥ ﺍﻟﺗﻼﻣﻳﺫ ﻫﺫﺍ ﻟﻡ ﻳﻛﻥ ﻓﻲ ﺑﻼﺩ ﺷﻧﻘﻳﻁ ﺑﻬﺫﺍ ﺍﻟﺻﻳﺕ ﻭﺍﻟﺷﻬﺭﺓ ﺍﻟﺗﻲ ﺣﻘﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﺷﺭﻕ. ﻭﻛﺫﻟﻙ ﺍﻟﻣﺟﻳﺩﺭﻱ ﻭﻝ ﺣﺏ ﷲ ﺍﻟﻳﻌﻘﻭﺑﻲ ﻭﻗﺩ ﺑﻬﺭ ﻋﻠﻣﺎء ﺍﻷﺯﻫﺭ ﺑﻘﻭﺓ ﺍﻟﺣﻔﻅ ﻭﺍﻻﺳﺗﻅﻬﺎﺭ، ﻭﺍﻟﻣﺟﻳﺩﺭﻱ ﻫﺫﺍ ﺟﺩﺗﻪ ﺳﻭﺩﺍﻧﻳﺔ ﻣﻥ ﺑﺭﺑﺭ ﻭﻗﺩ ﺯﺍﺭ ﺍﻟﺳﻭﺩﺍﻥ ﻓﻲ ﺯﻣﻥ ﺍﻟﺗﺭﻛﻳﺔ. ﻭﺗﺣﻳﺭ ﻋﻠﻣﺎء ﺍﻷﺯﻫﺭ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ )ﺍﻟﻘﺎﺭﻋﺔ ﺍﻟﺳﻣﺳﺩﻳﺔ( ﻭﻫﻲ ﺍﻣﺭﺃﺓ ﻣﻥ ﺑﻼﺩ ﺷﻧﻘﻳﻁ ﻛﺗﺏ ﻋﻧﻬﺎ ﺃﺣﻣﺩ ﺣﺳﻥ ﺍﻟﺯﻳﺎﺕ ﻓﻲ ﻣﺟﻠﺔ ﺍﻟﺭﺳﺎﻟﺔ. ﻭﻗﺩ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﻋﺑﺩ ﷲ ﺍﻟﻁﻳﺏ ﺍﻟﻣﺟﺫﻭﺑﻲ: ﺇﻥ ﺳﺑﺏ ﺍﻟﻧﻬﺿﺔ ﺍﻷﺩﺑﻳﺔ ﺑﻣﺻﺭ ﻗﺩﻭﻡ ﺍﻟﻌﻠﻣﺎء ﺍﻟﺷﻧﺎﻗﻁﺔ ﻣﻥ ﺍﻟﻐﺭﺏ. ﻭﺳﺋﻝ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﻣﺣﻣﻭﺩ ﺍﻟﺗﻳﺷﻳﺗﻲ – ﻭﻫﻭﻣﻥ ﺷﻳﻭﺥ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﻣﻬﺩﻱ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻣﻬﺩﻱ ﻳﺟﻠﻪ ﻭﻳﺣﻣﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﻧﻘﻪ – ﺳﺋﻝ ﻫﻝ ﺃﻋﻠﻡ ﺃﻧﺗﻡ – ﺃﻱ ﺍﻟﺷﻧﺎﻗﻁﺔ - ﺃﻡ ﺍﻟﻣﺻﺭﻳﻳﻥ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺕ ﺍﻟﺷﻣﻭﻉ ﻣﺗﻘﺩﺓ ﻓﺈﻧﻬﻡ ﻳﺗﺫﺍﻛﺭﻭﻥ ﻣﻌﻧﺎ ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﺍﻁﻔﺋﺕ ﺍﻟﺷﻣﻭﻉ ﻓﻬﻡ ﺑﻼ ﻓﺎﺋﺩﺓ، ﻗﺻﺩ ﺑﺫﻟﻙ ﺃﻧﻬﻡ ﻳﻌﺗﻣﺩﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻛﺗﺏ ﻭﺍﻟﻣﺭﺍﺟﻊ، ﺑﻳﻧﻣﺎ ﻳﺣﻣﻝ ﺍﻟﻌﻠﻣﺎء ﺍﻟﺷﻧﺎﻗﻁﺔ ﻋﻠﻭﻣﻬﻡ ﻓﻲ ﺻﺩﻭﺭﻫﻡ. ﻭﺫﻟﻙ ﻫﻭ ﻋﻳﻥ ﻧﻌﺕ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻟﻣﺣﻣﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻬﺩ ﺍﻟﻘﺩﻳﻡ )ﺇﻧﻬﻡ ﻳﺣﻣﻠﻭﻥ ﺃﻧﺎﺟﻳﻠﻬﻡ ﻓﻲ ﺻﺩﻭﺭﻫﻡ(.
ﻧﺑﺩﺃ ﻋﻠﻰ ﺑﺭﻛﺔ ﷲ:
ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﻟﻔﺎﺿﻝ ﺳﻳﺩﻱ ﻭﻟﺩ ﺃﺧﻠﻳﻝ ﻫﺫﻩ ﻧﺑﺫﺓ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻷﺟﻝ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﻟﺣﺑﺭ ﺍﻟﻬﻣﺎﻡ ﺍﻟﻔﻬﺎﻣﺔ ﻓﺭﻳﺩ ﻋﺻﺭﻩ ﻭﻳﺗﻳﻡ ﺩﻫﺭﻩ ﺳﻳﺩ ﻣﺣﻣﺩ ﻭﻟﺩ ﺃﺧﻠﻳﻝ ﺍﻟﺷﻣﺳﺩﻱ ﻧﺳﺑﺎ، ﻣﻭﺭﻳﺗﺎﻧﻲ ﻭﻁﻧﺎ،

ﺍﻷﻁﺎﺭﻱ ﺇﻗﻠﻳﻣﻳﺎ ﻭﻣﻧﺯﻻ. ﻭﺭﻏﻡ ﺃﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻔﻲ ﺑﺎﻟﻛﻝ ﻭﻻ ﺗﺟﻲ ﺇﻻ ﺑﺎﻷﻗﻝ ﺇﻻ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻌﺗﺑﺭ ﺑﺻﻳﺻﺎ ﺧﺎﻓﺗﺎ ﻋﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻧﺟﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻁﻠﻊ ﺑﻬﺫﺍ ﺍﻟﺟﺯء ﻣﻥ ﺍﻟﻭﻁﻥ ﺍﻟﻌﺭﺑﻲ ﻭﻭﻗﻑ ﺣﻳﺎﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﺣﺻﻳﻝ ﺃﻭﻓﺭ ﻛﻣﻳﺔ ﻣﻥ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠﻑ ﻓﻧﻭﻧﻪ ﺍﻟﻘﺩﻳﻣﺔ ﻭﺍﻟﺣﺩﻳﺛﺔ ﺷﺭﻗﻳﺔ ﻭﻏﺭﺑﻳﺔ ﺛﻡ ﺑﺛﻪ ﻭﻧﺷﺭﻩ ﺑﻳﻥ ﺃﺑﻧﺎء ﺟﻧﺳﻪ ﻭﺍﻣﺗﻁﻰ ﺍﻟﺟﻬﺩ ﻭﺍﻟﻣﺛﺎﺑﺭﺓ ﻓﻲ ﺳﺑﻳﻝ ﺫﻟﻙ ﻣﻥ ﻣﻬﺩﻩ ﺇﻟﻰ ﻟﺣﺩﻩ ﻭﺍﻟﻣﻘﺻﻭﺩ ﻫﻧﺎ ﺇﺯﺍﺣﺔ ﺍﻟﺳﺗﺎﺭ ﺣﺳﺏ ﻣﺟﻬﻭﺩﻧﺎ ﺍﻟﻣﺗﻭﺍﺿﻊ ﻋﻥ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻳﻪ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻛﻭﻛﺏ ﺍﻟﺳﺎﻁﻊ ﺍﻟﻣﺗﺗﺎﻟﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺭﻓﺽ ﺃﻱ ﻗﻭﻝ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻛﻭﻥ ﻟﻣﺳﺎﺭﻩ ﺃﺛﺭﺍ ﻣﺧﻠﺩﺍ ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠﻑ ﺍﻻﺗﺟﺎﻫﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻣﻳﺔ ﻛﻣﺎ ﺗﺷﻬﺩ ﺑﺫﻟﻙ ﺗﺂﻟﻳﻔﻪ ﺍﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻭﻣﺩﺍﺭﺳﻪ ﺍﻟﻣﺷﻬﻭﺭﺓ ﻭﺭﺣﻼﺗﻪ ﻓﻲ ﻁﻠﺏ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻭﺍﻟﻧﺳﻙ ﻣﻥ ﻣﻐﺭﺏ ﺍﻟﻣﻌﻣﻭﺭ ﺇﻟﻰ ﻣﺷﺭﻗﻬﺎ. ﻭﻟﺩ ﺳﻳﺩ ﻭﻟﺩ ﺃﺧﻠﻳﻝ ﻣﻥ ﺃﺑﻭﻳﻳﻥ ﻛﺭﻳﻣﻳﻥ ﻳﻧﺗﻣﻳﺎﻥ ﻟﺑﻳﺕ ﻋﻠﻡ ﻭﺷﺭﻑ ﺇﺩﺭﻳﺱ ﻭﻋﺯ ﻟﺳﻧﺔ 1290ﻫـ ﺑﻣﺩﻳﻧﺔ ﺃﻁﺎﺭ ﻭﺗﺭﺑﻰ ﻓﻳﻬﺎ ﻣﺗﺭﺩﺩﺍ ﺑﻳﻥ ﻣﺩﺍﺭﺳﻬﺎ ﻭﻋﻠﻣﺎﺋﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠﻑ ﺍﻟﻔﻧﻭﻥ ﻣﻥ ﻗﺭﺁﻥ ﻭﺣﺩﻳﺙ ﻭﺳﻳﺭﺓ ﻭﻓﻘﻪ ﻭﻧﺣﻭ ﻭﺻﺭﻑ ﻭﻣﻧﻁﻕ ﻭﺑﻳﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺭ ﺫﻟﻙ.. ﻏﻳﺭ ﺃﻥ ﻫﻣﺗﻪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻳﺔ ﻭﺣﻔﻅﻪ ﺍﻟﺭﺍﺳﺦ ﻭﻓﻬﻣﻪ ﺍﻟﻣﻠﻬﻡ ﺃﺑﻳﺎ ﻋﻠﻳﻪ ﺍﻹﻗﺎﻣﺔ ﺩﺍﺧﻝ ﺣﺩﻭﺩ ﻭﻁﻧﻪ ﻭﺍﻻﻛﺗﻔﺎء ﺑﻣﺎ ﺣﺻﻝ ﻣﻥ ﻋﻠﻡ ﻭﻋﺭﻓﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﺳﻘﻁ ﺭﺃﺳﻪ ﺑﻝ ﺩﻓﻌﻪ ﻁﻣﻭﺣﻪ ﺍﻟﻣﺗﺯﺍﻳﺩ ﻓﻲ ﺗﻭﺳﻳﻊ ﻭﺃﺣﻛﺎﻡ ﺩﺍﺋﺭﺓ ﻋﺭﻓﺎﻧﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﺟﺗﻳﺎﺯ ﺣﺩﻭﺩ ﺑﻼﺩﻩ ﻟﻠﺗﻌﺭﻑ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺑﺎﺏ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻭﺍﻟﺟﺎﻣﻌﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺑﻼﺩ ﺍﻷﺟﻧﺑﻳﺔ ﺭﻏﻡ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺕ ﺗﺯﺧﺭ ﺑﻪ ﺑﻼﺩﻩ )ﺗﻌﺗﺑﺭ ﺁﻥ ﺫﺍﻙ ﻓﻲ ﻣﺳﺗﻭﻯ ﺍﻟﺟﺎﻣﻌﺎﺕ ﺍﻟﻌﺻﺭﻳﺔ ﺇﻥ ﻟﻡ ﺗﻛﻥ ﺗﻔﻭﻗﻬﺎ ﻓﻲ ﻭﻓﺭﺓ ﺍﻟﻣﻭﺍﺩ ﻭﺍﻹﺗﻘﺎﻥ ﻭﺍﻟﺑﺣﺙ ﻭﺍﻟﻐﻭﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺣﻘﺎﺋﻕ ﻓﻲ ﺟﻣﻳﻊ ﺍﻟﻔﻧﻭﻥ ﻭﺍﻟﻣﻳﺎﺩﻳﻥ ﻣﻌﻧﻰ ﻭﻣﺑﻧﻰ(. ﻭﻛﺎﻥ ﺭﺣﻣﻪ ﷲ ﻣﺣﻘﺎ ﻓﻲ ﻁﻠﺑﻪ ﻣﺧﻠﺻﺎ ﻟﺭﺑﻪ ﻓﻲ ﺗﻌﻠﻳﻣﻪ ﻻ ﻳﺻﺭﻓﻪ ﻋﻥ ﺫﺍﻟﻙ ﺻﺎﺭﻑ ﻓﺑﺩﺃ ﺍﻟﺧﺭﻭﺝ ﻣﻥ ﺑﻼﺩﻩ ﻓﻲ ﻁﻠﺏ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺃﻭﺍﺋﻝ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻥ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﻣﻳﻼﺩﻱ ﺍﻟﻌﺷﺭﻳﻥ ﺑﻌﺯﻳﻣﺔ ﺻﺎﺭﻣﺔ ﻓﻲ ﺃﺩﺍء ﻓﺭﻳﺿﺔ ﺍﻟﺣﺞ ﻏﺎﺩﺭ ﻣﺩﻳﻧﺔ ﺃﻁﺎﺭ ﻣﺗﺟﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻣﻐﺭﺏ ﺍﻷﻗﺻﻰ ﻓﻧﺯﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺷﻳﺦ ﻣﺎء ﺍﻟﻌﻳﻧﻳﻥ ﺍﻟﻘﻁﺏ ﺍﻟﺭﻭﺣﺎﻧﻲ ﺑﺗﻳﺯﻧﻳﺕ ﻓﻣﻛﺙ ﻣﻌﻪ ﻭﺃﻧﻬﻝ ﻓﻲ ﺣﺿﺭﺗﻪ ﻣﻥ ﺍﻟﻣﻌﻳﻧﻳﻥ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭ ﻭﺍﻟﺑﺎﻁﻥ ﺛﻡ ﻭﺩﻋﻪ ﻣﺗﻭﺟﻬﺎ ﺇﻟﻲ ﻓﺎﺱ ﺍﻟﻣﺣﺭﻭﺳﺔ ﻭﺩﺭﺱ ﻓﻳﻬﺎ ﻋﻠﻭﻡ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﻟﻧﺣﻭ ﻭﺍﻟﺻﺭﻑ ﺛﻡ ﻏﺎﺩﺭﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺭﺍﻛﺵ ﺛﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺟﺎﻣﻊ ﺍﻷﺯﻫﺭ ﺑﻣﺻﺭ ﻭﺃﻗﺎﻡ ﺑﻪ ﻭﺍﻧﻛﺏ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻣﻛﻧﻭﻥ ﻓﻲ ﺛﻼﺛﺔ ﺍﻟﻔﻧﻭﻥ ﻭﻋﻠﻭﻡ ﺍﻟﺑﻼﻏﺔ ﻣﻥ ﻣﻧﻁﻕ ﻭﺑﻳﺎﻥ ﻭﻋﺭﻭﺽ، ﺛﻡ ﻣﻧﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺧﺭﻁﻭﻡ ﻭﺃﻗﺎﻡ ﺑﻬﺎ ﻣﺷﺗﻐﻼ ﺑﺎﻟﺗﻁﻠﻊ ﻓﻲ ﻋﻠﻭﻡ ﺍﻹﻧﺳﺎﻧﻳﺔ ﺛﻡ ﺑﻌﺩ ﺣﻳﻥ ﻭﺩﻉ ﺍﻟﺧﺭﻁﻭﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺟﺎﻣﻊ ﺍﻷﻣﻭﻱ ﺑﺩﻣﺷﻕ ﺩﺭﺱ ﺍﻷﺩﺏ ﻭﺍﻟﺗﺎﺭﻳﺦ ﺑﺈﺗﻘﺎﻥ، ﻭﻏﺎﺩﺭ ﺩﻣﺷﻕ ﺍﻟﻌﺎﺻﻣﺔ ﺍﻟﺳﻭﺭﻳﺔ ﻣﺗﺎﺑﻌﺎ ﺭﺣﻠﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺑﻼﺩ ﺍﻟﻣﻘﺩﺳﺔ ﻭﺍﻟﻘﺩﺱ ﻭﺣﺞ ﺍﻟﻔﺭﺽ ﻭﺃﻗﺎﻡ ﺑﺎﻟﻣﺩﻳﻧﺔ ﺍﻟﻣﻧﻭﺭﺓ ﻣﺩﺓ ﺍﻧﻘﻁﻊ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻟﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻧﻳﺔ ﻣﻥ ﺭﺳﻡ ﻭﺗﺟﻭﻳﺩ ﻭﺇﺗﻘﺎﻥ ﻟﻠﻘﺭﺍءﺍﺕ ﺍﻟﺳﺑﻊ ﻭﺃﻟﻑ ﺑﻬﺎ ﻛﺗﺎﺑﻪ ﺍﻟﻣﺳﻣﻰ "ﺗﻠﺧﻳﺹ ﻏﻳﺙ ﺍﻟﻧﻔﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺭﺍءﺍﺕ ﺍﻟﺳﺑﻊ" ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻳﻘﻭﻝ ﻓﻲ ﺧﻁﺑﺗﻪ: ﻳﻘﻭﻝ ﺭﺍﺟﻲ ﻏﻔﻭﺭ ﺭﺑﻪ ﺍﻟﺟﻠﻳﻝ ..... ﺍﺑﻥ ﻣﺣﻣﺩ ﺍﺑﻥ ﺫﺍﻙ ﺍﺑﻥ ﺧﻠﻳﻝ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻣﺩﻳﻧﺔ ﺍﻟﻣﻧﻭﺭﺓ ﺃﺻﺎﺑﺗﻪ ﺣﻣﻰ ﻓﻘﺎﻝ ﻣﺗﺿﺭﻋﺎ ﻟﺧﺎﻟﻘﻪ ﻭﻣﺗﻭﺳﻼ: ﻳﺎ ﻧﺯﻫﺕ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺇﻳﺎﻙ ﺇﻳﺎﻙ ..... ﻻ ﺗﺄﺧﺫﻧﻲ ﻟﺩﻯ ﺣﻣﺎ ﺣﻣﺎﻙ ﺩﺧﻠﺕ ﻓﻲ ﺣﺭﻡ ﺍﻟﻣﺧﺗﺎﺭ ﺯﺍﺋﺭﻩ ..... ﺩﻧﻳﺎﻙ ﺗﺻﻠﺢ ﺑﻬﺎ ﻧﻔﺳﻲ ﻭﺃﺧﺭﺍﻙ ﻭﻛﺎﻥ ﻋﻧﺩ ﺇﻟﺗﻣﺎﺳﻪ ﻟﻠﺣﺟﺭ ﺍﻷﺳﻭﺩ ﺗﺿﺭﻉ ﺇﻟﻰ ﺧﺎﻟﻔﻪ ﺑﺄﺑﻳﺎﺕ ﻳﻘﻭﻝ ﻓﻳﻬﺎ: ﺇﻟﻬﻲ ﻗﺩ ﻗﻠﺕ ﻓﻲ ﻧﺹ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ..... ﺃﺟﺑﺏ ﺩﻋﺎء ﺍﻟﺩﺍﻋﻲ ﺇﺫﺍ ﺩﻋﺎﻧﻲ ﺇﻟﻰ ﺳﺑﻳﻝ ﺍﻟﻬﺩﻯ ﻳﻬﺩﻱ ﺟﻧﺎﻧﻲ ..... ﻳﺩﻱ ﻗﺩﻣﻲ ﻛﺫﺍ ﺑﺻﺭﻱ ﻟﺳﺎﻧﻲ ﻭﺑﻌﺩ ﺍﻟﻌﻭﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﻭﻁﻧﻪ ﺍﻧﺗﺩﺏ ﺑﻳﻥ ﺍﻟﻭﻓﻭﺩ ﺍﻟﻌﺭﺑﻳﺔ ﺍﻟﻣﺷﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﻧﺩﻭﺓ ﻋﻠﻣﻳﺔ ﺑﺑﻼﺩ ﺍﻟﻧﺭﻭﻳﺞ ﻭﺃﺳﻧﺩﺕ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﺍﻟﻭﻓﻭﺩ ﺇﻟﻰ ﻭﻓﺩ ﺍﻟﺷﻧﺎﻗﻁﺔ ﺍﻟﺫﻱ ﺿﻡ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺏ ﺳﻳﺩﻱ ﻭﻟﺩ ﺃﺧﻠﻳﻝ ﺍﻷﺳﺗﺎﺫ ﺍﻟﺷﻬﻳﺭ ﺍﻟﻼﻣﻊ ﻣﺣﻣﺩ ﻣﺣﻣﻭﺩ ﺑﻥ ﺗﻼﻣﻳﺫ ﺍﻟﺗﺭﻛﺯﻱ ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻭﺳﻛﺎﺭ ﺍﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣﻠﻙ ﺍﻟﺳﻭﻳﺩ ﻭﺍﻟﻧﺭﻭﻳﺞ ﻫﻭ ﺍﻟﺩﺍﻋﻲ ﻟﻠﺛﺭﻭﺓ ﺍﻟﻌﻠﻣﻳﺔ ﻓﺎﻧﺷﺩ ﺳﻳﺩﻱ ﺑﻥ ﺃﺧﻠﻳﻝ ﺑﻬﺫﻩ ﺍﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻗﺻﻳﺩﺓ ﺭﺍﺋﻌﺔ ﻧﺎﻟﺕ ﺇﻋﺟﺎﺑﻪ ﻭﺇﻋﺟﺎﺏ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﻣﺷﺎﺭﻛﻳﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻧﺩﻭﺓ ﻳﻘﻭﻝ ﻓﻳﻬﺎ: ﺩﻋﺎ ﺩﻋﻭﺓ ﻟﻠﻌﻠﻡ ﻋﻣﺕ ﻭﺧﺻﺻﺕ ..... ﻓﺄﺿﺣﻰ ﺑﻬﺎ ﺍﺳﻛﺎﺭ ﻳﻌﻠﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻧﺟﻡ ﺛﻡ ﻋﺎﺩ ﻣﻥ ﺍﻟﻧﺩﻭﺓ ﻭﻫﻭ ﻣﺻﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﺟﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﻭﻛﺭﻩ ﻓﺄﺯﻣﻊ ﺍﻟﻌﻭﺩﺓ ﻓﻲ ﺭﻓﻘﺔ ﻣﻥ ﺯﻣﻼﺋﻪ ﻭﺃﺑﻧﺎء ﻭﻁﻧﻪ ﻭﻣﺭﻭﺍ ﺑﺩﻣﺷﻕ ﻭﻛﺎﻧﻭﺍ ﺃﺛﻧﺎء ﺫﻫﺎﺑﻬﻡ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺣﺭﻣﻳﻥ ﻗﺎﺑﻠﻭﺍ ﻣﻠﻛﻬﺎ ﻭﻭﻋﺩﻫﻡ ﺑﺎﻟﻣﺳﺎﻋﺩﺓ، ﻋﺩﺓ ﻟﻡ ﺗﺗﺣﻘﻕ ﺣﺗﻰ ﻏﺎﺩﺭﻭﺍ ﻓﺄﺻﺭﻭﺍ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻣﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﺫﻛﻳﺭ ﺑﺎﻟﻭﻋﺩ ﺍﻟﺳﺎﺑﻕ ﻓﻘﺩﻡ ﺳﻳﺩﻱ ﻭﻟﺩ ﺃﺧﻠﻳﻝ ﻗﻁﻌﺔ ﺃﺩﺑﻳﺔ ﻳﻘﻭﻝ ﻓﻳﻬﺎ: ﺳﻼﻣﻲ ﺇﻟﻳﻛﻡ ﻟﻥ ﺗﺳﻌﻪ ﺍﻟﺟﺭﺍﺋﺩ ..... ﻭﻣﻭﺟﺑﻪ ﺍﻟﺗﻧﺑﻳﻪ ﻭﷲ ﺷﺎﻫﺩ ﻓﻲ ﺭﻣﺿﺎﻥ ﻓﻔﻲ ﺩﻣﺷﻕ ﺃﺗﻳﺗﻛـﻡ ..... ﺑـﺧــﻁ ﺃﻧـﺎﻣــﻠﻲ ﺃﺧــــﺫﺗـــﻪ ﺑﺳــﺭﻋﺔ ﻭﻗـــﺭﺃﺗــﻪ ﻗــﻠــــــﺕ ..... ﺃﻭﺍﻥ ﺍﻟﻔـــﻁﺭ ﻟﻛﻥ ﺃﺳﺎﻋـــﺩ ﻟﺗﻘﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻛـــــــــــــــﺭﺳﻲ ﺛﻡ ..... ﻭﺇﻧﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻛﺭﺳﻲ ﻗﺎﻋﺩ ﺛﻡ ﺗﺎﺑﻊ ﻁﺭﻳﻘﻪ ﺇﻟﻰ ﺗﻭﻧﺱ ﺍﻟﺧﺿﺭﺍء ﻭﺍﺗﺻﻝ ﺑﻣﺷﺎﻫﻳﺭ ﻋﻠﻣﺎﺋﻬﺎ ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻛﺛﺭ ﺍﺗﺻﺎﻟﻪ ﺑﺎﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻫﻭ ﺃﺟﻠﻬﻡ ﻭﺃﻭﺭﻋﻬﻡ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻭﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺃﺣﻣﺩ ﺑﻳﺭﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﻣﺗﺩﺣﻪ ﺳﻳﺩﻱ ﺑﻘﺻﻳﺩﺓ ﺫﻛﺭ ﻓﻳﻬﺎ ﺩﺭﺟﺔ ﻋﻠﻣﻪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻳﺔ ﻭﺟﻭﺩﺓ ﻧﻔﺳﻪ ﺍﻹﻧﺳﺎﻧﻳﺔ ﻳﻘﻭﻝ ﻓﻲ ﻣﻁﻠﻌﻬﺎ: ﺃﻧﻌﻡ ﺑﺷﻳﺦ ﺍﻟﻣﺳﻠﻣﻳﻥ ﻭﺃﻛﺭﻡ ..... ﺑﺳﻳﺎﺩﺓ ﺍﻷﺳﺗﺎﺫ ﺃﺣﻣﺩ ﺑﻳﺭﻡ ﻭﺑﻌﺩ ﻣﺎ ﺷﻔﻰ ﻏﻠﻳﻠﻪ ﻣﻥ ﻣﻧﺎﺑﻳﻊ ﺍﻟﺟﺎﻣﻊ ﺍﻟﻘﻳﺭﻭﺍﻧﻲ ﺗﺎﺑﻊ ﺳﻔﺭ ﻋﻭﺩﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﻭﻁﻧﻪ ﻣﻥ ﺗﻭﻧﺱ ﺇﻟﻰ ﺑﺣﺭ ﺍﻟﺳﻧﻐﺎﻝ ﻭﻛﺎﻧﺕ ﺁﻧﺫﺍﻙ ﺗﻌﺭﻑ ﺑﺑﻼﺩ )ﺍﻧﺗﻭﻛﻝ( ﻭﻣﻧﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﺑﻲ ﺗﻠﻣﻳﺕ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻣﺳﺗﻌﻣﺭ ﻗﺩ ﻓﺗﺢ ﺑﻬﺎ ﺃﻱ ﻣﺩﻳﻧﺔ ﺃﺑﻲ ﺗﻠﻣﻳﺕ ﺃﻭﻝ ﻣﺩﺭﺳﺔ ﻟﺗﻠﻘﻳﻥ ﻟﻐﺗﻪ ﻟﻠﻧﺷﺄ ﺍﻟﻣﻭﺭﻳﺗﺎﻧﻲ ﺳﻣﺎﻫﺎ ﻣﺩﺭﺳﺔ ﺑﻧﻲ ﺍﻟﻌﺭﻓﺎﻥ ﻷﻧﻪ ﺣﻅﺭ ﻓﻳﻬﺎ ﺍﻟﺗﻌﻠﻳﻡ ﻋﻠﻰ ﻏﻳﺭ ﺃﺑﻧﺎء ﺍﻷﻧﻭﻑ ﺍﻟﺷﺎﻣﺧﺔ. ﻓﺎﻧﺗﺩﺏ ﺳﻳﺩ ﻭﻟﺩ ﺃﺧﻠﻳﻝ ﺩﺧﻭﻟﻬﺎ.. ﻭﺧﻼﻝ ﻣﺩﺓ ﻟﻡ ﺗﺗﺟﺎﻭﺯ ﺍﻟﺳﻧﺗﻳﻥ ﺗﺭﺟﻡ ﻓﻳﻬﺎ ﻣﻥ ﺍﻟﻔﺭﻧﺳﻳﺔ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻌﺭﺑﻳﺔ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺣﺻﻰ ﻋﺩﺩﺍ ﻣﻥ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻧﺣﻭﻳﺔ ﻭﻣﻔﺭﺩﺍﺕ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻓﻣﻥ ﺫﻟﻙ ﻧﻅﻣﻪ ﻷﺣﺩﻯ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﻳﻘﻭﻝ ﻓﻳﻪ: ﻓﺻﻝ ﻭﻣﺎﺗﺿﺎﺽ ﻣﻥ ﻟﻔﻅﻳﻥ **** ﺍﺳﻡ ﺃﻓﻌﻠﻳﻥ ﺃﻭ ﻭﺻﻔﻳﻥ **** ﻣﻣﺎ ﻓﺭﺃﺗﻪ ﻟﺩﻯ ﺑﺗﻠﻣﻳﺕ ***** ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ﻣﻳﻠﻧﻳﻑ ﺻﺎﺕ ﺩﺯﻭﻳﺕ )1918.( ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻳﺿﺎ : ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺿﻣﻳﺭ ﺃﻥ ﺃﺭﺩﺕ ﺗﻌﻠﻡ ..... ﺃﻣﺎ ﺧﻁﺎﺏ ﻏﺑﻳﺔ ﺗﻛﻠﻡ ﻭﻫﻭ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻗﺩ ﻳﺭﺩ ..... ﺃﻣﺎﻡ ﻣﺭﻛﺏ ﻭﺃﻣﺎﻡ ﻣﻔﺭﺩ ﻣﺭﻛﺏ ﺃﻗﺳﺎﻣﻪ ﻧﻭ ﺗﻭ ﻓﻭ ﻭﺇﻝ ..... ﻣﻔﺭﺩ ﺿﻣﻳﺭ ﺝ ﺗﻲ ﻭﺇﻝ ﻭﻣﻥ ﺃﺑﻲ ﺗﻠﻣﻳﺕ ﺗﻭﺟﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻁﺎﺭ ﻭﻣﺎ ﺇﻥ ﻭﻁﺋﺕ ﻗﺩﻣﺎﻩ ﺻﻌﻳﺩ ﻣﺳﻘﻁ ﺭﺃﺳﻪ ﺣﺗﻰ ﺍﻟﺗﻑ ﺣﻭﻟﻪ ﻁﻠﺑﺔ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻭﺿﺭﺑﺕ ﺇﻟﻳﻪ ﺃﻛﺑﺎﺩ ﺍﻟﻌﻳﺱ ﻣﻥ ﺟﻣﻳﻊ ﺃﻧﺣﺎء ﺍﻟﻭﻁﻥ ﺍﻟﻣﻭﺭﻳﺗﺎﻧﻲ ﺑﻝ ﻣﻥ ﺧﺎﺭﺟﻪ ﻣﻥ ﺃﺑﻧﺎء ﺍﻟﻣﻐﺭﺏ ﻭﺃﺑﻧﺎء ﺍﻟﺳﻧﻳﻐﺎﻝ ﻭﺍﻟﺳﻭﺩﺍﻥ ﺍﻟﻔﺭﻧﺳﻳﺔ ) ﺩﻭﻟﺔ ﻣﺎﻟﻲ ( ﻭﻏﻳﺭﻫﻣﺎ ﻣﻥ ﺍﻟﺩﻭﻝ ﺍﻹﻓﺭﻳﻘﻳﺔ. ﻭﻛﺎﻧﺕ ﻣﺩﺭﺳﺗﻪ ﻛﻌﺑﺔ ﺍﻟﻁﻼﺏ ﻣﻥ ﺟﻣﻳﻊ ﺍﻟﺑﻠﺩﺍﻥ ﻟﻺﺷﺗﻣﺎﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﻔﻧﻭﻥ ﻭﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﺗﻲ ﻳﺭﻏﺏ ﺍﻟﻁﺎﻟﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺗﺧﺻﺹ ﻓﻳﻬﺎ، ﻛﻣﺎ ﺗﻣﻳﺯﺕ ﺑﺎﻹﺗﻘﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺗﺩﺭﻳﺱ ﻭﻭﻓﺭﺓ ﺍﻟﻣﻭﺍﺩ ﻭﺟﺩﺓ ﻻﺧﺗﻳﺎﺭ ﻭﺍﻟﻌﻧﺎﻳﺔ ﺑﺎﻟﺗﻼﻣﻳﺫ ﻭﻛﺭﻡ ﺿﻳﺎﻓﺗﻬﻡ. ﻭﻛﺎﻥ ﺭﺣﻣﻪ ﷲ ﻟﻔﻁﺭﻩ ﻭﻁﻣﻭﺣﻪ ﻭﻧﻔﻭﺫ ﺑﺻﻳﺭﺗﻪ ﻗﺩ ﺃﺩﺭﻙ ﺣﺎﺟﺔ ﺑﻼﺩﻩ ﺇﻟﻰ ﻣﻭﺍﻛﺑﺔ ﺍﻷﻣﻡ ﻓﻲ ﻣﻳﺩﺍﻥ ﺍﻟﺣﺿﺎﺭﺓ ﺍﻟﻌﺻﺭﻳﺔ ﻓﺳﺎﺭﻉ ﺇﻟﻰ ﺗﺣﺭﻳﺽ ﻣﻭﺍﻁﻧﻳﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﺳﻠﻳﻡ ﺃﺑﻧﺎﺋﻬﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻣﺩﺭﺳﺔ ﺍﻟﻔﺭﻧﺳﻳﺔ ﻋﻧﺩﻣﺎ ﻓﺗﺣﺕ ﺃﺑﻭﺍﺑﻬﺎ ﻗﺑﻝ ﺧﻣﺳﻳﻥ ﺳﻧﺔ ﻭﻗﺩ ﺭﻓﺽ ﺍﻟﺳﻛﺎﻥ ﺁﻧﺫﺍﻙ ﺗﻠﻘﻳﻥ ﺍﻟﻔﺭﻧﺳﻳﺔ ﻷﻁﻔﺎﻟﻬﻡ ﻓﺄﻫﺎﺏ ﺑﻬﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺩﻭﻝ ﻋﻥ ﺭﺃﻳﺗﻬﻡ ﻭﺃﺭﺳﻝ ﺍﻟﺻﺑﻳﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻣﺩﺭﺳﺔ ﻣﻧﺎﺷﺩﺍ ﻓﻲ ﻗﻁﻌﺗﻪ ﺍﺳﺗﻬﻠﻬﺎ: ﻋﻠﻳﻛﻡ ﺑﺗﻘﻭﻯ ﷲ ﻭﺍﻟﺻﺑﺭ ﻭﺍﺑﺗﻐﻭﺍ ..... ﺳﻳﺎﺳﺔ ﺩﻳﻧﻛﻡ ﻣﻊ ﺍﻷﺧﺭﻳﺎﺕ ﻭﻫﻛﺫﺍ ﻓﻘﺩ ﺍﻧﻔﻕ ﺟﻣﻳﻊ ﺣﻳﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﺗﻌﻠﻡ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻭﺗﻌﻠﻳﻣﻪ. ﻭﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺏ ﺗﺩﺭﻳﺳﻪ ﻓﻘﺩ ﻗﺑﻝ ﺗﺣﺕ ﺿﻐﻁ ﺭﻏﺑﺔ ﺃﺭﺑﺎﺏ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻭﺍﻟﻣﻌﺭﻓﺔ ﻣﻥ ﻣﺩﻳﻧﺗﻪ ﺗﻘﻠﻳﺩ ﺇﻣﺎﻣﺔ ﺍﻟﻣﺳﺟﺩ ﺍﻟﻌﺗﻳﻕ ﺑﺄﻁﺎﺭ ﻓﻛﺎﻥ ﺍﻟﻣﻌﻠﻡ ﻓﻳﻪ ﻭﺍﻟﻣﺣﺩﺙ ﺣﺗﻰ ﻗﺿﻰ ﻧﺣﺑﻪ ﺳﻧﺔ 1364 ﺭﺿﻭﺍﻥ ﷲ ﻋﻠﻳﻪ. ﻭﻗﺩ ﺁﻟﻑ ﺭﺣﻣﻪ ﷲ ﻛﺗﺏ ﻛﺛﻳﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻧﺣﻭ ﻭﺍﻟﺻﺭﻑ ﻭﺍﻟﺗﺟﻭﻳﺩ ﻣﻧﻬﺎ ﻛﺗﺎﺑﻪ ﺍﻟﺫﻱ ﺳﻣﺎﻩ "ﻣﺑﻳﻥ ﺍﻟﺣﻘﺎﺋﻕ". ﻛﺎﻥ ﺭﺣﻣﻪ ﷲ ﺁﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻭﺍﻷﺩﺏ ﺗﻘﻳﺎ ﻭﺭﻋﺎ ﺧﻔﻳﻑ ﺍﻟﻅﻝ ﻳﻣﺗﺎﺯ ﺑﺩﻗﺔ ﺍﻟﺗﻌﺑﻳﺭ ﻭﺟﺯﺍﻟﺔ ﺍﻟﻠﻔﻅ، ﻭﺍﺿﺢ ﺍﻟﺑﻳﺎﻥ ﺟﻳﺩ ﺍﻟﺳﺑﻙ ﻭﺍﻓﺭ ﺍﻟﻣﺎﺩﺓ ﺳﺭﻳﻊ ﺍﻟﻔﻬﻡ ﻟﻠﺳﺎﻣﻊ، ﻭﻛﺎﻥ ﺗﻐﻣﺩﻩ ﷲ ﺑﺭﺣﻣﺗﻪ ﻣﻊ ﻏﺯﺍﺭﺓ ﻋﻠﻣﻪ ﻭﺷﺩﺓ ﻭﺭﻋﻪ ﻳﻣﻳﻝ ﺃﺣﻳﺎﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻁﺭﻑ ﻳﺭﻳﺩ ﺑﺫﺍﻟﻙ ﺇﺯﺍﻟﺔ ﺍﻟﺗﻌﺏ ﻋﻥ ﺃﺫﻫﺎﻥ ﺍﻟﺳﺎﻣﻌﻳﻥ ﻓﻣﻥ ﺫﻟﻙ ﺍﻧﻪ ﻓﻲ ﺑﻌﺽ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻭﻗﻊ ﺑﻳﻧﻪ ﻭﺑﻌﺽ ﺃﺳﺎﺗﺫﺗﻪ ﺧﻼﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﻓﻲ ﻣﺎ ﺣﺩﺙ ﻟﻠﻐﺩﻳﺩ ﻣﻊ ﻓﺭﻗﺗﻪ ﺍﻟﻔﺯﺍﻉ، ﻓﻧﻅﻡ ﻓﻲ ﺫﺍﻟﻙ ﻗﻁﻌﺔ ﻅﺭﻳﻔﺔ ﻳﻘﻭﻝ ﻓﻳﻬﺎ: ﺑﻳﻧﻲ ﻭﺑﻳﻥ ﻣﻘﺭﺋﻲ ﺷﺎﻋﺎ ..... ﺗﻌﺎﻗﺏ ﺍﻟﻐﺩﻳﺩ ﻭﺍﻟﻔﺯﺍﻋﺎ )ﺍﻟﻐﺩﻳﺩ : ﺍﺳﻡ ﺭﺟﻝ ﺩﻟﻳﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﻔﺎﻭﺯ، ﻭﺍﻟﻔﺯﺍﻉ : ﻟﻔﻅ ﺗﻌﺑﻳﺭ ﺣﺳﺎﻧﻲ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻔﺭﻗﺔ ﻣﻥ ﺍﻟﺭﺟﺎﻝ ﺗﺫﻫﺏ ﻓﻲ ﺗﺣﺻﻳﻝ ﺍﻟﻣﻌﻳﺷﺔ 


ﻳﻘﻭﻝ ﺳﻳﺩﻱ ﺑﻥ ﺧﻠﻳﻝ ﺍﻟﺷﻣﺳﺩﻱ : ﺍﻟﺣﻣﺩ  ﻭﺻﻭﻝ ﻷﺑﺩﻯ ﻭﻛﺗﺎﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺻﺭﻑ ﻭﺍﻟﻣﺳﻣﻰ "ﻓﺗﺢ ﺍﻟﺭﺏ ﺫﻱ ﺍﻟﺟﻼﻝ ﻋﻠﻰ ﺑﺯﻭﻍ ﺍﻟﻬﻼﻝ ﻻﻣﻳﺔ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ" ﺍﻟﺫﻱ ﺁﻟﻔﻪ ﺑﻣﺭﺍﻛﺵ ﻭﻛﺗﺎﺏ "ﺗﺧﻠﻳﺹ ﻏﻳﺙ ﺍﻟﻧﻔﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺭﺍءﺍﺕ ﺍﻟﺳﺑﻊ" ﻳﻘﻭﻝ: ﻳﻘﻭﻝ ﺭﺍﺟﻲ ﻋﻔﻭ ﺭﺑﻪ ﺍﻟﺟﻠﻳﻝ ..... ﺍﺑﻥ ﻣﺣﻣﺩ ﺍﺑﻥ ﺫﺍﻙ ﺍﺑﻥ ﺧﻠﻳﻝ ﻭﻛﺗﺎﺏ "ﺍﺧﺗﻼﻑ ﺍﻟﺑﺩﻭﺭ ﺍﻟﺳﺑﻊ" ﺇﻟﻰ ﻏﻳﺭ ﺫﻟﻙ ﻣﻥ ﺍﻟﻣﺅﻟﻔﺎﺕ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﺩﺍﺭﺳﻬﺎ ﺍﻟﻁﻼﺏ ﻭﺗﺩﺍﺭﺳﻬﺎ ﺃﺭﺑﺎﺏ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻭﺍﻟﻔﻬﻡ ﻣﻥ ﺃﺟﻼء ﻭﻁﻧﻪ ﻭﺧﺎﺭﺟﻪ. ﻭﻗﺩ ﺗﻭﻓﻲ ﺭﺣﻣﻪ ﷲ ﻓﻲ ﺭﺍﺑﻊ ﺷﻬﺭ ﺟﻣﺎﺩﻱ ﺍﻷﺧﻳﺭ ﻣﻥ ﺳﻧﺔ 1364ﻫـ ﻭﺩﻓﻥ ﻅﻬﺭﺍ ﻓﻲ ﻟﻣﻘﺑﺭﺓ ﺃﻭﻻﺩ ﻣﻳﺞ ﺍﻟﺷﻬﻳﺭﺓ ﻓﻲ ﺃﻁﺎﺭ، ﻭﺑﻔﻘﺩﺍﻧﻪ ﺧﻣﺩﺕ ﺟﺫﻭﺓ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺍﻟﻭﺿﺎءﺓ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻣﺩﻳﻧﺔ ﻭﺃﺻﻳﺏ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻭﺍﻟﺗﻌﻠﻡ ﺍﻟﺣﺿﺎﺭﻱ ﻭﺍﻟﻧﻬﺿﺔ ﺍﻷﺩﺑﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺑﻼﺩ ﺑﻛﺑﻭﺓ ﻟﻡ ﻳﻧﻬﺽ ﻣﻧﻬﺎ ﺍﻟﺟﻭﺍﺩ ﻟﻠﺣﺩﺍء ﻭﺧﺻﻭﺻﺎ ﻓﻥ ﺍﻟﺗﺟﻭﻳﺩ ﻭﺍﻟﺑﻼﻏﺔ ﻓﺈﻧﺎ  ﻭﺇﻧﺎ ﺇﻟﻳﻪ ﺭﺍﺟﻌﻭﻥ ﺗﻐﻣﺩﻩ ﷲ ﺑﺭﺣﻣﺗﻪ ﻭﺍﺳﻛﻧﻪ ﻓﺳﻳﺢ ﺟﻧﺎﺗﻪ ﺇﻧﻪ ﻗﺭﻳﺏ ﻣﺟﻳﺏ. ﻗﺎﻝ ﻓﻳﻪ ﻟﻣﺧﺗﺎﺭ ﺑﻥ ﺣﺎﻣﺩﻥ: ﻭﻟﻘﺩ ﺷﺎﻫﺩﻧﺎ ﺍﻟﺫﻱ ﺷﺎﻫﺩﻩ ..... ﻭﺷﻬﺩﻧﺎ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﻹﻳﻣﺎﻥ ﻓﺟﺯﻯ ﷲ ﺳﻳﺩ ﻧﺟﻝ ﺧﻠﻳﻝ ..... ﻋﻥ ﺧﻠﻳﻝ ﻭﺍﻟﻘﻳﺭﻭﺍﻥ ﻭﻣﻥ ﺃﺑﻳﺎﺕ ﺍﻟﺗﻌﺯﻳﺔ: ﺳﻳﺩ ﺫﺍ ﻧﺟﻝ ﺍﻟﺧﻠﻳﻝ ﻗﺩ ﻣﺿﻲ ..... ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ....  ﻣﺿﻲ ﻓﻲ ﺭﺍﺑﻊ ﺟﻣﺎﺩﻯ ﺫﺍ ﺍﻷﺧﻳﺭ ..... ﻋﻠﻳﻪ ﺭﺣﻣﺔ ﺍﻹﻟﻪ ﺍﻟﻘﺩﻳﺭ ﻭﺧﻼﺻﺔ ﺍﻟﻘﻭﻝ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺗﺳﻊ ﺁﻓﺎﻗﻪ ﻓﻲ ﺷﺗﻲ ﺍﻟﻔﻧﻭﻥ ﻭﺷﺩﺓ ﺗﻌﻠﻕ ﻫﻣﺗﻪ ﺑﺑﺙ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻭﻗﻭﺓ ﺍﻧﺩﻓﺎﻋﻪ ﻧﺣﻭ ﺗﻭﺳﻳﻊ ﺩﺍﺋﺭﺓ ﺍﻟﻌﺭﻓﺎﻥ ﻟﺑﻼﺩﻩ، ﺗﺟﺭﺩ ﻟﻠﺗﺩﺭﻳﺱ ﻭﺍﻣﺗﻁﻰ ﺳﻧﺎﻡ ﺍﻟﺟﺩ ﻭﺍﻹﺧﻼﺹ ﻣﻥ ﺃﻭﻝ ﻳﻭﻡ ﺭﺟﻊ ﻓﻳﻪ ﺇﻟﻰ ﻭﻁﻧﻪ ﻓﻛﻡ ﻣﻥ ﻁﺎﻟﺏ ﻧﻬﻝ ﻣﻥ ﻣﺩﺭﺳﺗﻪ ﻓﻲ ﻋﻠﻭﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺍﻟﺣﺩﻳﺙ ﻭﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺍﻟﻧﺣﻭ ﻭﺍﻟﺻﺭﻑ ﻭﺍﻟﺑﻳﺎﻥ، ﻭﻛﻡ ﺟﺎء ﺗﻐﺭﻳﻅ ﻣﺩﺭﺳﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺳﻧﺔ ﻁﻼﺑﻬﺎ ﻓﻬﺫﺍ ﻣﺣﻣﺩ ﻋﺑﺩ ﺍﻟﺭﺣﻣﻥ ﻳﻘﻭﻝ: ﻧﺯﻟﻧﺎ ﺑﺣﻣﺩ ﷲ ﻋﻠﻰ ﺇﻣـــﺎﻡ ..... ﺍﻷﻧـــﺎﻡ ﻭﻗــﻭﻡ ﻓﻲ ﻭﻡ ﺑﺩﺍﺭ ﺍﻹﺧـــــﺎء ﻭﺩﺍﺭ ﺍﻟﺳــﺧﺎء ..... ﻭﺩﺍﺭ ﺍﻟﺻـــﻔﺎء ﻭﺩﺍﺭ ﺍﻟﻌـــﻠﻭﻡ ﻭﻗﺎﻝ ءﺍﺑﻭ ﺍﻟﺗــــﻧﺩﻗﻲ: ﺭﺃﻳـﺕ ﺳــﻳﺩ ﻧـﺟــﻝ ﺧـﻠﻳـﻝ ﻳﻁﺎﻟﻊ ..... ﻣــﺳﺎﺋـﻝ ﻋـﻭﺹ ﻣﺎﻟـﻬﻥ ﻣﻁﺎﻟﻊ ﻭﻟﻳﺱ ﻫﺫﺍ ﺑﺎﻷﻣﺭ ﺍﻟﻐﺭﻳﺏ ﻓﻘﺩ ﺃﺿﺎﻑ ﺇﻟﻰ ﻋﻠﻭﻡ ﺑﻼﺩﻩ ﺍﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧﺕ ﺗﻛﺗﺳﺏ ﻁﺎﺑﻊ ﺍﻟﺗﻘﻠﻳﺩ ﻭﺍﻟﺑﺩﺍﻭﺓ ﻣﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﺑﻼﺩ ﺍﻟﺷﺭﻳﻔﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﻬﺎ ﺍﻟﺣﺿﺎﺭﻳﺔ ﻓﺭﺟﻊ ﻣﺗﺿﻠﻌﺎ ﻓﻲ ﺷﺗﻰ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﻭﺍﻟﻔﻧﻭﻥ.. ﻭﻻ ﺯﺍﻟﺕ ﻣﻛﺗﺑﺔ "ﺳﻳﺩﻱ ﻭﻟﺩ ﺃﺧﻠﻳﻝ" ﺇﺣﺩﻯ ﺃﺷﻬﺭ ﺍﻟﻣﻛﺗﺑﺎﺕ ﻓﻲ ﺃﻁﺎﺭ ﺣﺗﻰ ﻳﻭﻣﻧﺎ ﻫﺫﺍ..
ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﻟﻘﻁﺏ ﺑﻥ ﺍﻟﺷﻳﺦ ﺍﻟﻣﻌﻠﻭﻡ: ﻫﻭ ﺍﻟﻘﻁﺏ ﺑﻥ ﺍﻟﺷﻳﺦ ﺍﻟﻣﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﺑﺻﺎﺩﻱ ﺍﻟﻣﺗﻭﻓﻲ ﺳﻧﺔ 1394 ﻫـ. ﺃﺧﺫ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻋﻥ ﺃﺑﻳﻪ ﻭﻧﺷﺄ ﻣﻌﻪ ﻭﻁﻭﻯ ﺭﺩﺍء ﺷﺑﺎﺑﻪ ﻟﻁﻠﺏ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﻣﻥ ﻣﺣﻅﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﺧﺭﻯ ﻓﻣﻥ ﺷﻳﻭﺧﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺑﻳﺔ ﻋﺑﺩ ﷲ ﺍﻟﻌﺗﻳﻕ ﺑﻥ ﺫﻱ ﺍﻟﺧﻼﻝ ﺍﻟﻳﻌﻘﻭﺑﻲ ﻭﺍﻟﺷﻳﺦ ﺑﻥ ﺃﺣﻣﺩ ﻣﺣﻣﻭﺩ ﺍﻷﺑﻳﻳﺭﻱ ﻭﻣﻧﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻧﺣﻭ ﻭﺍﻟﺗﺻﺭﻳﻑ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺃﺑﻲ ﺑﻥ ﺣﻳﻣﻭﺩ ﺍﻟﺟﻛﻧﻲ ﺍﻟﻣﺗﻭﻓﻲ 1360 ﻫـ ﻭﻣﻧﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﺳﺭﺓ ﺁﻝ ﻣﺣﻣﺩ ﺑﻥ ﻣﺣﻣﺩ ﺳﺎﻟﻡ ﻭﻣﺣﻅﺭﺓ ﺍﻟﻛﺣﻼء ﻭﺍﻟﺻﻔﺭﺍء ﻭﻗﺩ ﻗﺭﺃ ﺍﻟﻁﺏ ﻋﻠﻰ ﺃﻭﻓﻰ ﺑﻥ ﻣﺣﻣﺩ ﺑﻥ ﺃﻭﻓﻰ ﺍﻷﻟﻔﻐﻲ ﺛﻡ ﻓﺗﺢ ﻟﻪ ﻓﻳﻪ ﺑﻌﺩ ﺫﺍﻟﻙ. ﻭﻗﺩ ﺳﺎﻛﻥ ﻓﺗﺭﺓ ﻣﻥ ﻋﻣﺭﻩ ﺍﺳﺭﺓ ﺁﻝ ﺍﻟﺷﻳﺦ ﻣﺣﻣﺩ ﺍﻟﺣﺟﺎﺟﻳﻳﻥ ﺛﻡ ﺑﻌﺩ ﺫﺍﻟﻙ ﺟﻠﺱ ﻟﻠﺗﺩﺭﻳﺱ ﻟﻠﻁﻠﺑﺔ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻊ ﻋﻠﻣﻪ ﺁﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﺑﺭﺍء ﺍﻟﻌﻠﻳﻝ ﻭﺍﻟﻣﻔﺎﺗﺣﺔ ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺿﻣﻳﺭ ﻭﺃﺧﺑﺎﺭﻩ ﻭﻛﺭﺍﻣﺎﺗﻪ ﻣﺷﻬﻭﺭﺓ ﻟﻠﺟﻣﻳﻊ ﻭﺍﻟﺫﻳﻥ ﻋﺎﺻﺭﻭﻩ ﻳﺣﺩﺛﻭﻥ ﻋﻧﻪ ﺑﻛﺭﺍﻣﺎﺕ ﻏﺭﻳﺑﺔ ﻭﻣﻛﺎﺷﻔﺎﺕ ﻋﺟﻳﺑﺔ ﻭﻋﺯﻭﻑ ﻋﻥ ﺍﻟﺩﻧﻳﺎ ﻭﺯﻫﺩ ﻓﻳﻬﺎ. ﻭﻛﺎﻥ ﺷﺎﻋﺭﺍ ﻟﻁﻳﻑ ﺍﻟﻣﺄﺧﺫ ﻭﺷﻌﺭﻩ ﻗﻠﻳﻝ ﻭﻣﻧﻪ: ﻓﻣﺎ ﻋﻳﺵ ﻳﻁﻳﺏ ﺑﻐﻳﺭ ﻋﻠﻡ .... ﻭﻛﺄﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻅﺎﻡ ﻟﻬﺎ ﺩﺑﻳﺏ ﻓﻠﻭﻻ ﺍﻟﻛﺄﺱ ﻣﺎ ﺷﺭﺣﺕ ﺻﺩﻭﺭ .... ﻭﻟﻭﻻ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻣﺎ ﻋﺭﻑ ﺍﻟﻠﺑﻳﺏ ﻭﻗﺩ ﺗﺭﺟﻣﻪ ﺍﻟﻣﺅﺭﺥ ﺍﻟﻣﺧﺗﺎﺭ ﻭﻟﺩ ﺣﺎﻣﺩ ﻭﺍﻟﻣﺭﺣﻭﻡ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﺑﻥ ﺍﻟﺷﻳﺦ ﺳﻳﺩﻳﺎ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺧﻪ ﻓﻘﺎﻝ ) ﻭﺍﻟﻘﻁﺏ ﻭﻫﻭ ﻣﻥ ﺍﻟﺻﺎﻟﺣﻳﻥ ﺃﻫﻝ ﺍﻟﻛﺷﻑ ﺍﻟﺻﺣﻳﺢ ﻭﻳﻌﺎﻟﺞ ﺍﻟﻣﺭﺿﻰ ﻭﻗﻝ ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻳﻪ ﻣﺭﻳﺽ ﺇﻻ ﺑﺭﺃ ﺑﺈﺫﻥ ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ _ ﺇﻟﻰ ﻗﻭﻟﻪ: ﻭﻗﺩ ﻋﺭﻑ ﺑﻬﺫﺍ ﻋﻧﺩ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﺧﺎﺹ ﻭﻫﻭ ﻣﻛﺭﻡ ﻟﻛﻝ ﻣﻥ ﻗﺩﻡ ﻋﻠﻳﻪ ﻣﻥ ﺍﻟﻣﺭﺿﻰ ﻭﺍﻟﺳﺎﺋﻠﻳﻥ ﻋﻥ ﻋﻠﻠﻬﻡ ﻭﻳﻘﺭﺉ ﺍﻟﺗﻼﻣﻳﺫ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺃﺣﻭﺍﻟﻪ ﻁﻳﺑﺔ ﻭﺷﻣﺎﺋﻠﻪ ﻣﺭﺿﻳﺔ ﻭﺃﺧﻼﻗﻪ ﺯﻛﻳﺔ ﻣﺗﺩﻳﻥ ﻏﺎﻳﺔ ﻋﺎﺑﺩ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﺃﻣﺭﻩ ﻣﻧﻘﻁﻌﺎ ﻟﻬﺎ ﻭﻗﺩ ﺧﺎﻟﻁ ﺍﻟﻧﺎﺱ ﺑﻌﺩ ﺫﺍﻟﻙ ﻣﺧﺎﻟﻁﺔ ﻻ ﺗﺧﻝ ﻭﻻ ﺗﻧﻘﺹ ﻋﺑﺎﺩﺗﻪ ........ﺍﻟﺦ ﻗﺎﻝ ﻓﻳﻪ ﺍﻷﺳﺗﺎﺫ ﻣﺣﻣﺩ ﺑﻥ ﺍﻟﻛﺭﺍﺭ ﺍﻟﻳﻌﻘﻭﺑﻲ ﻳﻣﺩﺣﻪ : ﺍﻟﻛﺄﺱ ﻳﻅﻬﺭ ﻣﻥ ﻓﺅﺍﺩ ﺍﻟﻛﻳﺱ .... ﺿﻭء ﺍﻟﻣﻧﺎﺭﺓ ﻓﻲ ﺳﻭﺍﺩ ﺍﻟﺣﻧﺩﺱ ﻓﺗﺭﻯ ﺍﻟﻠﺳﺎﻥ ﻋﻥ ﺍﻟﻔﺅﺍﺩ ﻣﺗﺭﺟﻣﺎ .... ﻳﺑﺩﻱ ﺿﻣﺎﺋﺭﻩ ﻷﻫﻝ ﺍﻟﻣﺟﻠﺱ ﻛﺎﻟﻘﻁﺏ ﻳﻅﻬﺭ ﻣﺎ ﺧﻔﻲ ﻣﻥ ﻏﺎﻣﺽ .... ﻟﻠﺳﺎﺋﻠﻳﻥ ﻭﻛﻧﻪ ﺳﺭ ﺍﻷﻧﻔﺱ ﻟﻡ ﺗﺣﻛﻪ ﺍﻟﻣﺭﺁﺓ ﻓﻲ ﺗﺻﻭﻳﺭﻫﺎ .... ﺷﻛﻝ ﺍﻟﺣﻘﻳﻘﺔ ﺇﻧﻬﺎ ﻟﻡ ﺗﻧﺑﺱ ﻓﺎﻟﻘﻁﺏ ﺇﻥ ﻗﻳﺱ ﺍﻟﺭﺟﺎﻝ ﺑﻌﻘﻠﻪ .... ﺑﺎﻧﺕ ﺣﻘﻳﻘﺔ ﺃﺣﻣﻕ ﻣﻥ ﻛﻳﺱ ﻭﻟﻡ ﻳﺯﻝ ﺟﺎﺩﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺑﺎﺩﺓ ﻭﺑﺙ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻭﺍﻻﻧﻔﺎﻕ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺗﻭﻓﻲ ﻓﺟﺭ ﻳﻭﻡ ﺍﻻﺛﻧﻳﻥ ﻣﺗﻡ ﺫﻱ ﺍﻟﺣﺟﺔ ﺁﺧﺭ ﻳﻭﻡ ﻣﻥ ﺳﻧﺔ 1394ﻫـ ﻭﺩﻓﻥ ﺑﺗﺎﺗﻳﻠﺕ ﻭﺭﺛﺎﻩ ﻛﺛﻳﺭﻭﻥ ﻣﻧﻬﻡ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﻟﺗﺎﻩ ﺑﻥ ﻳﺣﻅﻳﻪ ﺑﻥ ﻋﺑﺩ ﺍﻟﻭﺩﻭﺩ، ﻣﻥ ﻣﺭﺛﻳﺗﻪ: ﻣﺿﻰ ﺍﻟﻘﻁﺏ ﻏﻭﺙ ﺍﻟﻧﺎﺱ ﻳﺎ ﻟﻙ ﻣﻥ ﻗﻁﺏ .... ﻟﺑﻳﺏ ﻛﺭﻳﻡ ﻣﻭﺻﻝ ﺣﺿﺭﺓ ﺍﻟﺭﺏ ﺗﻘﻲ ﻧﻘﻲ ﺻﺎﻟﺢ ﻭﺍﺑﻥ ﺻﺎﻟﺢ .... ﻟﺑﻳﺏ ﻛﺭﻳﻡ ﻣﻭﺻﻝ ﺣﺿﺭﺓ ﺍﻟﺭﺏ ﻭﻣﻧﻬﺎ : ﺗﻭﺧﻰ ﺍﻋﺗﺯﺍﻻ ﻋﻧﺩ ﻓﺗﻧﺔ ﺩﻫﺭﻩ .... ﻋﻠﻰ ﻣﻧﻬﺞ ﺍﻟﺻﻭﻓﻲ ﻓﻲ ﻣﺳﻠﻙ ﺍﻟﻘﺭﺏ
ﺍﻟﻁﺎﻟﺏ ﻭﻟﺩ ﺧﻠﻳﻝ ﺍﻟﺷﻧﻘﻳﻁﻲ: ﻭﻟﺩ ﺍﻟﻁﺎﻟﺏ ﺑﻣﻭﺿﻊ ﻳﺳﻣﻰ ﺍﻛﺑﺭﺕ ﻗﺭﺏ ﺗﺎﻣﺷﻛﻁ ﻭﻫﻭ ﻣﺣﻝ ﻗﺑﺭ ﺃﻣﻪ ﻋﺎﻡ 1786 ﻣﻳﻼﺩﻳﺔ، ﻭﺗﻭﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1906 ﻣﻳﻼﺩﻳﺔ ﺑﺗﺎﻣﺷﻛﻁ ﺑﺎﻟﺣﻭﺽ ﺍﻟﻐﺭﺑﻲ ﺃﻱ ﺍﻧﻪ ﻋﺎﺵ 120 ﺳﻧﺔ. ﻫﻭ ﺍﻟﻁﺎﻟﺏ ﺍﻟﻣﻠﻘﺏ "ﺁﻏﺎ" ﻭﻣﻌﻧﺎﻫﺎ ﺍﻟﻣﺭﺍﺑﻁ ﺑﻠﻐﺔ ﺍﻟﺗﻭﺍﺭﻕ، ﺑﻥ ﺧﻠﻳﻝ ﺑﻥ ﺍﻟﻁﺎﻟﺏ ﺍﻋﻣﺭ ﺑﻥ ﺍﻟﻁﺎﻟﺏ ﺍﺣﻣﺩ ﺍﻟﻣﻠﻘﺏ ﻧﻭﺡ ﺑﻥ ﻋﺑﺩ ﺍﻟﻔﺗﺎﺡ ﺑﻥ ﻟﻣﺭﺍﺑﻁ ﺑﻥ ﺁﺑﻪ، ﻭﺃﻣﻪ ﻫﻲ ﺑﻧﺕ ﺳﻳﺩ ﺇﺑﺭﺍﻫﻳﻡ ﺑﻥ ﻣﺣﻣﺩ ﺍﻟﻣﻠﻘﺏ ﻛﺭﻛﻝ ﺑﻥ ﺍﻟﻁﺎﻟﺏ ﺇﺑﺭﺍﻫﻳﻡ ﺑﻥ ﻟﻣﺭﺍﺑﻁ ﺑﻥ ﺁﺑﻪ، ﻭﻫﻲ ﺃﺧﺕ ﻣﺣﻣﺩ ﻓﺎﻝ ﺑﻥ ﺳﻳﺩ ﺇﺑﺭﺍﻫﻳﻡ ﺍﻟﻣﻠﻘﺏ ﺁﺩﻩ. ﻭﻗﺩ ﺗﻭﻟﻰ ﺧﺎﻟﻪ ﻣﺣﻣﺩ ﻓﺎﻝ ﺍﻟﻣﻠﻘﺏ ﺁﺩﻩ ﺗﺭﺑﻳﺗﻪ ﻓﻳﻣﺎ ﺑﻌﺩ. ﺗﻭﻓﻳﺕ ﻭﺍﻟﺩﺓ ﺍﻟﻁﺎﻟﺏ ﻋﻧﺩ ﻭﻻﺩﺗﻪ ﻓﺗﺯﻭﺝ ﺃﺑﻭﻩ ﺧﻠﻳﻝ ﺑﺧﺎﻟﺗﻪ. ﺍﺑﺗﺩﺃ ﺍﻟﻁﺎﻟﺏ ﺗﻌﻠﻣﻳﻪ ﻓﻲ ﺑﻳﺕ ﺃﺑﻳﻪ ﺧﻠﻳﻝ ﻭﻓﻲ ﻣﺣﻳﻁﻪ ﻛﺄﻗﺭﺍﻧﻪ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺯﻣﻥ ﺛﻡ ﻗﺎﺩﺗﻪ ﺭﺣﻠﺔ ﺍﻟﺗﻌﻠﻡ ﺇﻟﻰ ﻭﻻﺗﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧﺕ ﻣﺭﻛﺯﺍ ﻋﻠﻣﻳﺎ ﻓﺩﺭﺱ ﻋﻠﻰ ﺷﻳﻭﺧﻬﺎ ﻣﻌﻅﻡ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻣﻌﺭﻭﻓﺔ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺯﻣﻥ ﺣﻳﺙ ﺃﻣﺿﻰ ﺯﻫﺎء 15 ﺳﻧﺔ ﻓﻲ ﺭﺣﻠﺗﻪ ﺍﻟﻌﻠﻣﻳﺔ ﺛﻡ ﺭﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﻗﻭﻣﻪ ﻭﺷﺭﻉ ﻓﻲ ﺑﻧﺎء ﻣﺟﺗﻣﻊ ﺳﻳﺣﻣﻝ ﻻﺣﻘﺎ ﻟﻘﺏ ﺍﻟﻁﺎﻟﺏ ﺃﻱ ﺃﻫﻝ ﺁﻏﻪ، ﺃﺿﺎﻓﻪ ﺇﻟﻰ ﻧﻔﺳﻪ ﻛﻣﺎ ﺣﺻﻝ ﻣﻊ ﻟﻣﺭﺍﺑﻁ ﺳﻳﺩ ﻣﺣﻣﻭﺩ ﺍﻟﺣﺎﺟﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻛﻭﻥ ﻣﺟﺗﻣﻊ ﺣﻣﻝ ﺍﺳﻣﻪ )ﺃﻱ ﺃﻫﻝ ﺳﻳﺩ ﻣﺣﻣﻭﺩ( ﻭﺑﻬﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﺟﺗﻣﻊ ﺍﻟﻁﺎﻟﺏ ﺍﻗﺭﺏ ﺇﻟﻳﻪ ﻣﻥ ﻗﺑﻳﻠﺗﻪ، ﻭﻫﻭ ﻣﺟﺗﻣﻊ ﺍﺧﺫ ﻓﻲ ﺍﻟﺗﻭﺳﻊ ﻭﺍﻟﺗﻣﺩﺩ ﺣﻳﺙ ﺍﻧﺗﺳﺑﺕ ﺇﻟﻳﻪ ﻛﺛﻳﺭ ﻣﻥ ﺍﻟﻣﺟﻣﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺗﻲ ﻋﺎﻧﻰ ﺑﻌﺿﻬﺎ ﻣﻥ ﺍﻟﻅﻠﻡ ﻭﺍﻟﻧﻬﺏ، ﻓﻛﺎﻥ ﺍﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺍﻟﺟﺩﻳﺩ ﺍﻟﻣﺳﻣﻰ ﺃﻫﻝ ﺁﻏﻪ ﻣﺄﻣﻧﺎ ﻟﻠﺟﻣﻳﻊ ﺣﻳﺙ ﻋﻣﻬﻡ ﺑﺭﻋﺎﻳﺗﻪ.


ﻭﺗﻌﺩﺩﺕ ﻣﻛﻭﻧﺎﺕ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻓﺿﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺧﺻﻭﺹ ﺍﻟﺑﻭﺻﺎﺩﻳﻭﻥ ﺍﻻﻧﺻﺎﺭﻳﻭﻥ ﻭﺍﻟﺯﻭﺍﻳﺎ ﻭﺍﻷﺷﺭﺍﻑ ﻭﺍﻻﻋﺟﺎﻡ ﺃﻱ ﺍﻟﻁﻭﺍﺭﻕ ﻭﺍﻟﺯﻧﻭﺝ ﻭﺍﻧﻣﺎﺩﻱ ﻭﻣﺟﻣﻭﻋﺎﺕ ﻣﻥ ﺍﻟﻘﺑﺎﺋﻝ ﺍﻷﺧﺭﻯ ﻛﺎﻫﻝ ﺇﺑﺭﺍﻫﻳﻡ ﻭﻟﺩ ﺍﻋﻝ ﻭﻏﻳﺭﻫﻡ. ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻁﺎﻟﺏ ﺭﺟﻝ ﺩﻧﻳﺎ ﻭﺃﺧﺭﻯ ﻓﻘﺩ ﻛﻭﻥ ﻭﺃﺩﺍﺭ ﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣﺗﻌﺩﺩ ﺍﻷﺻﻭﻝ ﻭﺍﻷﻋﺭﺍﻕ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺣﺭﺹ ﻋﻠﻰ ﺣﺳﻥ ﻋﻼﻗﺎﺗﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﺟﻣﻳﻊ، ﻓﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺻﻠﺔ ﻁﻳﺑﺔ ﺑﺟﻣﻳﻊ ﺍﻟﻘﺑﺎﺋﻝ ﺍﻟﻣﺣﺎﺭﺑﺔ ﻭﺍﻟﻘﺑﺎﺋﻝ ﺍﻟﺯﺍﻭﻳﺔ، ﻭﻅﻝ ﻳﺟﻭﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﺣﻳﻁ ﺍﻟﻣﻣﺗﺩ ﻣﻥ ﺟﻧﻭﺏ ﻣﻭﺭﻳﺗﺎﻧﻳﺎ ﺇﻟﻰ ﺷﺭﻗﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺷﻣﺎﻟﻬﺎ ﻭﺻﻭﻻ ﻟﻣﺎ ﻳﻌﺭﻑ ﺍﻟﻳﻭﻡ ﺑﻣﺎﻟﻲ ﻭﺍﻟﺟﺯﺍﺋﺭ ﺣﻳﺙ ﻭﺟﺩﺕ ﻟﻪ ﺣﺩﺍﺋﻕ ﻧﺧﻳﻝ ﻓﻲ ﺍﺭﺽ ﻣﺎﻟﻲ ﺷﺭﻕ ﻣﺩﻳﻧﺔ ﺍﺯﻭﻳﺭﺍﺕ ﻭﻫﻲ ﻣﻭﺿﻊ ﺷﺭﻋﺔ ﺑﻳﺕ ﺃﺣﻔﺎﺩﻩ ﻭﻋﺎﺋﻠﺔ ﻣﻥ ﺍﺭﻗﻳﺑﺎﺕ ﺍﻟﺫﻳﻥ ﻛﺎﻧﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﻁﺎﻟﺏ. ﻭﻗﺩ ﺫﻛﺭ ﺍﺣﻣﺩ ﺑﻥ ﺍﻷﻣﻳﻥ ﻧﺯﻳﻝ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ﻓﻲ ﻣﺻﺭ ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﻪ "ﺍﻟﻭﺳﻳﻁ ﻓﻲ ﺗﺭﺍﺟﻡ ﺃﺩﺑﺎء ﺷﻧﻘﻳﻁ" ﺧﻼﻝ ﻛﻼﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻧﻁﻘﺔ ﻣﻘﻁﻳﺭ ﻓﻲ ﺷﻣﺎﻝ ﺷﺭﻗﻲ ﻣﻭﺭﻳﺗﺎﻧﻳﺎ ﺍﻟﺣﺎﻟﻳﺔ ﺫﻛﺭ ﻟﻪ ﺑﺋﺭ ﺗﻌﺭﻑ ﺑﺑﺋﺭ ﺍﻟﻁﺎﻟﺏ ﺑﻥ ﺍﻟﺧﻠﻳﻝ ﻭﺗﻘﻊ ﺷﻣﺎﻝ ﺍﺯﻭﻳﺭﺍﺕ ﺑﺎﻟﻘﺭﺏ ﻣﻥ ﺍﻟﺣﺩﻭﺩ ﻣﻊ ﺍﻟﺟﺯﺍﺋﺭ. ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺣﻣﺩ ﺍﺑﻥ ﺍﻷﻣﻳﻥ ﺍﻧﻪ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﻁﺎﻟﺏ ﻧﻔﺳﻪ، ﻭﺍﻥ ﺍﻟﺑﺋﺭ ﻗﺩﻳﻣﺔ ﻟﻛﻥ ﺍﻟﻁﺎﻟﺏ ﺃﻋﺎﺩ ﺣﻔﺭﻫﺎ ﻭﻭﺟﺩ ﻟﺩﻯ ﺣﻔﺭﻫﺎ ﺭﻣﺎﺣﺎ ﻭﻗﺳﻳﺎ. ﻭﻧﻅﺭﺍ ﻟﻘﻠﺔ ﺍﻟﻣﺎء ﻓﻘﺩ ﻋﻣﺩ ﺍﻟﻁﺎﻟﺏ ﺇﻟﻰ ﺇﺣﻳﺎء ﺍﻟﺻﺣﺎﺭﻱ ﻋﺑﺭ ﺍﻛﺗﺷﺎﻑ ﺍﻟﻣﻳﺎﻩ ﻭ ﺣﻔﺭ ﺁﺑﺎﺭﺍ ﻛﺛﻳﺭﺓ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺻﺣﺎﺭﻱ ﻭ ﺍﻟﺗﻲ ﻟﻡ ﻳﻛﻥ ﻳﺧﻁﺭ ﺑﺑﺎﻝ ﺍﺣﺩ ﻋﺑﻭﺭﻫﺎ ﺃﺣﺭﻯ ﺍﻟﺳﻛﻥ ﻓﻳﻬﺎ ﻣﺗﻐﻠﺑﺎ ﺑﺫﻟﻙ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻁﺵ ﺍﻟﺫﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻬﺩﺩ ﺍﻟﻧﺎﺱ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺑﻼﺩ ﺍﻟﺻﺣﺭﺍﻭﻳﺔ ﻭﻣﻣﻬﺩﺍ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﻟﻠﻘﻭﺍﻓﻝ ﺍﻟﺗﺟﺎﺭﻳﺔ ﻭﻏﻳﺭﻫﺎ. ﻭﻗﺩ ﻣﻛﻧﺗﻪ ﻣﻌﺎﺭﻓﻪ ﻣﻥ ﻣﻌﺭﻓﺔ ﻓﻧﻭﻥ ﻛﺛﻳﺭﺓ ﻛﻔﻥ ﺍﻛﺗﺷﺎﻑ ﺍﻟﻣﻳﺎﻩ ﻭﺍﻟﻣﻌﺎﺩﻥ، ﻭﻣﻧﻪ ﺍﻋﺗﺑﺭﻣﺭﻛﺯ ﺑﺣﻭﺙ ﺍﻟﺻﺣﺭﺍء ﺍﻟﻛﺑﺭﻯ ﻓﻲ ﻟﻳﺑﻳﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻁﺎﻟﺏ ﺑﻥ ﺧﻠﻳﻝ ﺍﺣﺩ ﺃﻋﻼﻡ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﺗﺭﺑﻳﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺻﺣﺭﺍء ﺍﻟﻛﺑﺭﻯ ﻭﻗﺩ ﺗﻡ ﺗﺩﻭﻳﻥ ﺍﺳﻣﻪ ﻣﻥ ﻁﺭﻑ ﺍﻟﻣﺭﻛﺯ ﺍﻟﻣﺫﻛﻭﺭ ﺿﻣﻥ ﻻﺋﺣﺔ ﻋﻠﻣﺎء ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺍﻟﻣﺷﻬﻭﺭﻳﻥ. ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻁﺎﻟﺏ ﺑﺣﻕ ﺭﺟﻝ ﺳﻳﺎﺳﺔ ﻭﺩﻫﺎء ﺑﺭﻏﻡ ﺍﻥ ﻋﻣﻪ ﻋﺑﺩ ﷲ ﺑﻥ ﺍﻟﻁﺎﻟﺏ ﺍﻋﻣﺭ ﻫﻭ ﻣﻥ ﺣﻣﻝ ﻟﻘﺏ ﺍﻟﺩﺍﻫﻳﺔ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻁﺎﻟﺏ ﺑﺣﻕ ﺣﻣﻝ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻣﻌﻧﻰ ﻓﻘﺩ ﻛﺎﻧﺕ ﻓﺗﺭﺓ ﺍﻟﻁﺎﻟﺏ ﻓﺗﺭﺓ ﺗﻣﻳﺯﺕ ﺑﺎﻟﻧﻬﺏ ﻭﺍﻟﺳﻠﺏ ﻭﺍﻧﺗﺷﺎﺭ ﺍﻟﻅﻠﻡ ﻭﺍﻟﻔﺳﺎﺩ ﻭﻛﺛﺭﺕ ﺍﻟﺣﺭﻭﺏ ﻓﺣﺭﺹ ﺍﻟﻁﺎﻟﺏ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻻ ﻳﺳﺗﻅﻝ ﺑﻁﺑﻝ ﺃﻱ ﺑﻅﻝ ﺃﻳﺔ ﻣﺟﻣﻭﻋﺔ ﻣﻔﺿﻼ ﺍﺳﺗﻘﻼﻝ ﻣﺟﻣﻭﻋﺗﻪ ﺗﺣﺕ ﻅﻝ ﺍﻟﺷﻣﺱ، ﻭﻣﻥ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﻗﺑﻳﻠﺔ ﺃﺭﻗﻳﺑﺎﺕ ﻏﺯﺕ ﺃﻫﻝ ﺗﻛﺎﻧﺕ ﻓﻲ ﺇﻣﺎﺭﺓ ﺍﻷﻣﻳﺭﺍﻟﻌﺎﺩﻝ ﺑﻛﺎﺭ ﻭﻟﺩ ﺃﺳﻭﻳﺩ ﺍﺣﻣﺩ ﻓﺄﺭﺳﻝ ﺑﻛﺎﺭ ﻟﺟﻣﻳﻊ ﺍﻟﻘﺑﺎﺋﻝ ﻭﻣﻥ ﺿﻣﻧﻬﺎ ﺟﻣﺎﻋﺔ ﺍﺩﻳﺑﻭﺳﺎﺕ ﺍﻷﻧﺻﺎﺭﻳﺔ ﺃﻱ ﺍﻟﺑﻭﺻﺎﺩﻳﻭﻥ ﻳﻁﻠﺏ ﻣﻧﻬﺎ ﺩﻓﻊ ﺟﻣﺎﻝ ﻟﺟﻳﺷﻪ ﺃﻭ ﺍﻟﺩﻓﺎﻉ ﻋﻥ ﻣﺎﻟﻬﺎ ﺿﺩ ﺍﻟﻐﺯﻭﺍﺕ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ ﻣﻥ ﺍﻟﺷﻣﺎﻝ، ﻓﻘﺎﻡ ﺍﻟﻁﺎﻟﺏ ﺑﺎﻻﺭﺗﺣﺎﻝ ﺇﻟﻰ ﺟﻬﺔ ﺃﺭﻗﻳﺑﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺷﻣﺎﻝ ﻭﻧﺯﻝ ﺑﻘﻭﻣﻪ ﻣﻌﻬﻡ ﺛﻡ ﻣﻸ ﺃﻭﻋﻳﺔ ﺟﻠﺩ ﻣﻥ ﻧﺑﺎﺕ ﺍﻟﺣﺎﺫ ﺍﻟﺫﻱ ﻫﻭ ﻣﻥ ﻧﺑﺎﺕ ﺗﻳﺭﺱ ﺣﻳﺙ ﺃﺭﻗﻳﺑﺎﺕ ﻭﺣﻣﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺟﻣﺎﻝ ﻭﺃﺭﺳﻝ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﺑﻛﺎﺭ ﺑﻌﺽ ﺗﻼﻣﺫﺗﻪ ﻣﻥ ﺃﻫﻝ ﺇﺑﺭﺍﻫﻳﻡ ﻭﻟﺩ ﺍﻋﻝ، ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻬﻡ ﻗﻭﻟﻭﺍ ﻟﺑﻛﺎﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺟﻣﺎﻝ ﺻﺩﻗﺔ ﺃﺭﺳﻠﻬﺎ ﺍﻟﻁﺎﻟﺏ ﻳﺭﻳﺩ ﺍﻧﻪ ﻟﻥ ﻳﻌﻁﻲ ﻣﺩﺍﺭﺍﺕ ﻭﺍﻧﻣﺎ ﺻﺩﻗﺔ ﻟﻣﻥ ﻳﻁﻠﺑﻬﺎ ﻭﻫﻭ ﻣﻊ ﺫﻟﻙ ﻳﺩﺭﻙ ﺍﻥ ﺍﻻﻣﻳﺭ ﻟﻥ ﻳﺄﺧﺫ ﺍﻟﺻﺩﻗﺔ، ﻓﻠﻣﺎ ﻭﺻﻠﻭﺍ ﺣﻠﺔ ﺍﻹﻣﺎﺭﺓ ﻭﺳﻣﻊ ﺍﻻﻣﻳﺭﺑﻛﺎﺭ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻭﻓﺩ ﻭﻭﺟﺩ ﺃﻥ ﺍﻷﻭﻋﻳﺔ ﻣﻣﻠﻭءﺓ ﻣﻥ ﻧﺑﺎﺕ ﺍﻟﺣﺎﺫ، ﻭﻫﻭ ﺻﺎﺣﺏ ﻋﻘﻝ ﻭﺩﻫﺎء ﻭﺣﻛﻣﺔ ﺍﺑﺗﺳﻡ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻠﺣﺿﻭﺭ ﻫﺩﺩﻧﺎﻫﻡ ﺑﺎﺭﻗﻳﺑﺎﺕ ﻓﺎﺭﺗﺣﻠﻭﺍ ﺇﻟﻳﻬﻡ، ﻭﺍﻟﺗﻔﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻭﻓﺩ ﻗﺎﺋﻼ ﺭﺩﻭﺍ ﺍﻟﺟﻣﺎﻝ ﻟﻠﻁﺎﻟﺏ ﻭﺑﻠﻐﻭﻩ ﻣﻧﻲ ﺍﻟﺳﻼﻡ ﻭﻗﻭﻟﻭﺍ ﻟﻪ ﺃﻥ ﺍﻳﺩﻭﻋﻳﺵ ﻳﻌﻧﻲ ﻗﺑﻳﻠﺗﻪ ﻻ ﺗﺄﺧﺫ ﺍﻟﺻﺩﻗﺔ ﻭﺍﻥ ﺗﻛﺎﻧﺕ ﺃﻫﻼ ﻭﻭﻁﻥ ﻟﻠﻁﺎﻟﺏ ﻭﺗﺭﺣﺏ ﺑﻪ ﻣﺗﻰ ﺟﺎء. ﻭﺗﺩﻝ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺭﻭﺍﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺣﺗﺭﺍﻡ ﻭ ﺍﻟﺗﻘﺩﻳﺭ ﺍﻟﺫﻳﻥ ﺣﻅﻰ ﻳﻬﻣﺎ ﺍﻟﻁﺎﻟﺏ ﻓﻲ ﻣﺣﻳﻁ ﻣﺿﻁﺭﺏ ﻛﺎﻥ ﻫﻭ ﻣﺎ ﻳﻣﻳﺯ ﺗﻠﻙ ﺍﻟﻔﺗﺭﺓ، ﺭﺣﻣﻪ ﷲ ﻭﻁﻳﺏ ﺛﺭﺍﻩ..
ﺣﺑﻳﺏ ﷲ ﺑﻥ ﺍﻷﻣﻳﻥ ﺑﻥ ﺍﻟﺣﺎﺝ )1193ﻫـ - 1264:(ـﻫ ﻫﻭ ﻋﻼﻣﺔ ﺯﻣﺎﻧﻪ ﻭﻣﺟﺗﻬﺩ ﺃﻭﺍﻧﻪ ﺣﺑﻳﺏ ﷲ ﺑﻥ ﺍﻷﻣﻳﻥ ﺑﻥ ﺍﻟﺣﺎﺝ ﺑﻥ ﻣﺣﻣﺫﻥ ﺑﻥ ﻳﻔﻠّﻲْ ﺑﻥ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﻣﺧﺗﺎﺭ ﺑﻥ ﺍﻟﻔﺎﺿﻝ ﺑﻥ ﻳﺩﺃﻣﻬﻡ )ﺍﻟﻔﺎﻟﻠﻲ ﺍﻛﺩﻣﻬﻡ( ﺑﻥ ﻳﻌﻘﻭﺏ ﺍﻟﺟﺎﻣﻊ ﺑﻥ ﺃﺣﻣﺩ ﺑﻥ ﺃﺑﻲ ﺑﻛﺭ ﺑﻥ ﻣﻬﻧﺽ ﺃﻣﻐﺭ ﺑﻥ ﻣﻬﻧﺽ ﺁﺵ ﺑﻥ ﻳﻣﻐﻳﺵ ﺑﻥ ﻋﻠﻲ ﺑﻥ ﺍﻟﺣﺎﺝ ﻋﺑﺩ ﺍﻟﺭﺣﻣﻥ ﺍﻟﺷﻘﺭﻭﻱ )ﺑﻥ ﻋﻠﻲ( ﺑﻥ ﺍﻟﺷﺭﻳﻑ ﺃﺑﻲ ﺑﺯﻭﻝ ﺑﻥ ﻳﺣﻲ ﺍﻟﻘﻠﻘﻣﻲ . ﻭﺃﻣﻪ : ﺳﺎﺭﻩ ) ﺻﺎﺭَﻩ ( ﺑﻧﺕ ﺍﻟﺣﺎﺝ ﺑﻥ ﺣﺏَ ﺍﻟﻝﱠ ﺍﺑﻥ ﺍﻟﻔﻎ ﺃﺣﻣﺩ . ﻭﻟﺩ ﺳﻧﺔ 1193 ﻓﻲ ﻣﻧﻁﻘﺔ ﺍﻟﻌﻘﻝ ﻋﻧﺩ ﺍﻋﻭﻳﻧﺎﺕ ) ﺗﻥ ﻣﺣﻣﺩ ( ﻧﺷﺄ ﻓﻲ ﺑﻳﺕ ﻭﺍﻟﺩﻩ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺭﺋﻳﺱ ﺍﻷﻣﻳﻥ ﺑﻥ ﺍﻟﺣﺎﺝ ، ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺳﺗﺎﺫ ﻣﺣﻅﺭﺓ ﻳﻔﺩ ﺇﻟﻳﻬﺎ ﻁﻠﺑﺔ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻛﻣﺎ ﻛﺎﻧﺕ ﺃﺳﺭﺗﻬﻡ ﺍﻷﻭﺳﻊ ) ﺁﻝ ﺍﻟﻔﺎﺿﻝ ﺑﻥ ﻳﺩﻣﻬﻡ ( ﻓﻲ ﺃﻭﺝ ﺍﺯﺩﻫﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻋﺭﻓﺕ ﺑﻪ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﺟﻣﻳﻊ . ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺑﻳﺕ ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻧﺷﺄ ﺣﺑﻳﺏ ﷲ ﻭﺗﺭﻋﺭﻉ ﻭﺗﻠﻘﻰ ﻓﻭﺍﺗﺢ ﺩﺭﺍﺳﺎﺗﻪ ، ﻭﻟﻣﺎ ﺷﺏّ ﺍﺭﺗﺣﻝ ﺇﻟﻰ ﻣﺣﻅﺭﺓ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺃﺣﻣﺩُ ﺑﻥ ﺍﻟﺑﺧﺎﺭﻱ ﺍﻟﺗﻧﺩﻏﻲ ﺍﻟﺣِﻠﱢﻲّ ﺍﻟﺑُﻭﺳﻳﺩﻱّ ﺍﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧﺕ ﺗﺯﺧﺭ ﺑﻁﻠﺑﺔ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻣﻥ ﺃﺷﻬﺭ ﻋﻠﻣﺎء ﻋﺻﺭﻩ ﻭﻗﺩ ﺻﺣﺑﻪ ﺣﺑﻳﺏ ﷲ ﻭﺃﻋﺟﺏ ﺑﻪ ﺇﻋﺟﺎﺑﺎ ﺑﺎﻟﻐﺎً ﻭﻣﺩﺣﻪ ﻭﻗﺩﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺟﻣﻳﻊ.. ﻭﺑﻌﺩ ﻭﻓﺎﺓ ﻭﺍﻟﺩﻩ ﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﺣﻳﻪ ﻭﺗﻔﺭﻍ ﻟﻠﺗﺩﺭﻳﺱ ﻭﺍﻹﻓﺗﺎء ﻭﺍﻟﺭﺋﺎﺳﺔ ﺍﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻳﺔ . ﻭﻗﺩ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺷﻌﺭ ﻭﻫﻭ ﻣﺎ ﻳﺯﺍﻝ ﻓﺗﻰ ﻳﺎﻓﻌﺎً ﻓﻳﻣﺎ ﺗﻘﻭﻝ ﺍﻟﺭﻭﺍﻳﺎﺕ ، ﻟﻛﻥ ﺃﻗﺩﻡ ﻧﺹ ﻭﺟﺩﻧﺎﻩ ﻟﻪ ﻫﻭ ﻗﺻﻳﺩﺗﻪ ﺍﻟﺗﻲ ﺍﺳﺗﻧﺟﺩ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺳﻳﺩﻱ ﻋﺑﺩ ﷲ ﺑﻥ ﺃﻟﻔﻎ ﺍﻟﻣﺧﺗﺎﺭ ﺑﻥ ﺑﺎﺍﻧﺑﻠﻲ ﻓﻲ ﻧﺎﺯﻟﺔ ﻧﺯﻟﺕ ﺑﻪ ﻣﻠﺧﺻﻬﺎ ﺃﻧﻪ ﺗﺯﻭﺝ ﻭﻫﻭ ﻓﻲ ﺣﺩﻭﺩ ﺍﻟﻌﺷﺭﻳﻥ ﻣﻥ ﻋﻣﺭﻩ ﻗﺑﻝ ﺃﻥ ﻳﻛﻣﻝ ﺩﺭﺍﺳﺗﻪ ﺑﺧﺩﻳﺟﺔ ﺑﻧﺕ ﺣﺑﻳﺏ ﺑﻥ ﺍﻣﺑﻳﻥ ﺍﻟﺗﻲ ﺫﻛﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺷﻌﺭﻩ ﻋﺩﺓ ﻣﺭﺍﺕ : ﻟﻼﻋﺞ ﺣﺏ ﻣﻥ ﺧﻭﻳﺩﻳﺞ ﻣﺿﻣﺭ .... ﻣﺗﻰ ﺗَﻛْﺭَ ﻳﺫﻋﺭْﻙ ﺍﻟﺧﻳﺎﻝ ﻓﺗﺳﻬﺭ ﻓﺧﺎﻑ ﻭﺍﻟﺩﻩ ﺃﻥ ﻳﻧﻘﻁﻊ ﻋﻥ ﺍﻟﺩﺭﺍﺳﺔ ﻓﺣﺎﻭﻝ ﻓﺳﺦ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻭﺇﺑﻁﺎﻟﻪ ، ﻭﻟﻛﻥ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺳﻳﺩﻱ ﻋﺑﺩ ﷲ ﺍﻟﻣﺫﻛﻭﺭ ﻟﻣﺎ ﺳﻣﻊ ﻗﻭﻝ ﺣﺑﻳﺏ ﷲ : ﻟﺳﺕ ﺃﺳﻠﻭ ﺧﺩﻳﺞَ ﻣﺎ ﺩﻣﺕ ﺣﻳﺎ .... ﻭﺍﻟﻣﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺣﺭﺍﻡ ﺣﺭﺍﻡ ﻭﺭﺃﻯ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺑﺎﻟﻲ ﺑﺷﻁﻁﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﻬﺭ ﻭﻟﻭﻛﺎﻥ ﻋﺷﺭﻳﻥ ﻓﺗﻳﺔ ﺇﺑﻝ ﺃﻭ ﺑﻘﺭ : ﻧﻠﺕ ﺭﺑﺣــﺎ ﻣﻥ ﺍﻟﻛﺭﻳﻣﺔ ﺁﺑﺎ .... ء ﻭﻧﻔﺳﺎ ﻭﺍﻷﻣﻬﺎﺕ ﻛﺭﺍﻡ ﺑﺻﺩﺍﻕٍ ﻋﺷﺭﻳﻥ ﻭﻫﻲ ﻟﻌﻣﺭﻱ .... ﻣﺛﻠﻬﺎ ﺑﺎﻷﻟﻭﻑ ﻟﻳﺱ ﻳﺳﺎﻡ ﻗﺎﻝ ﺣﻛﻡ ﺍﻟﻐﻼﻡ ﻟﻧﻔﺳﻪ . ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺣﻣﺩ ﺑﻥ ﺃﺑﻥُ ﻗﺩ ﺟﻣﻊ ﺩﻳﻭﺍﻧﻪ ﻭﻟﻛﻧﻪ ﺗﻠﻑ ﻣﻊ ﻣﺎ ﺗﻠﻑ ﻓﻲ ﺣﺭﻳﻕ ﺧﺻﺔ ﺧﻠّﻳﻪ ﺑﻥ ﺑﻳﺎﻩ ، ﻭﻫﻭ ﺃﻭﻟﻰ ﺃﺧﻁﺭ ﺛﻼﺙ ﻛﻭﺍﺭﺙ ﺃﺗﺕ ﻋﻠﻰ ﻛﻧﻭﺯ ﺗﺭﺍﺛﻳﺔ ﺷﻘﺭﻭﻳﺔ ﻻ ﺗﻘﺩﺭ ﻗﻳﻣﺗﻬﺎ ﺑﺷﻲء ، ﻭﺍﻟﺛﺎﻧﻳﺔ ﻫﻲ ﻧﻬﺏ ﻣﻛﺗﺑﺔ ﺁﻝ ﺃﻣﻳﻥُ ﻣﻥ ﻣﺧﺎﺯﻧﻬﻡ ﺑـ )ﺗﻥ ﺍﻋﺑﻳﺩ ﺍﻟﻝﱠ ( ﻁﻳﻠﺔ ﺍﻟﺳﻧﻭﺍﺕ ﻣﻥ ) 1353-1365 ( ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻧﻬﺏ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﺳﺗﻭﻯ ﻓﻳﻪ ﻣﻥ ﻟﻠﻛﺗﺏ ﻣﻛﺎﻧﺔ ﻓﻲ ﻧﻔﺳﻪ ﻭﻣﻥ ﻻ ﻗﻳﻣﺔ ﻟﻬﺎ ﻋﻧﺩﻩ ، ﻭﺍﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻫﻲ ﺣﺭﻳﻕ ﺧﺻﺔ ﺃﻫﻝ ﺍﻟﻐﺯﺍﻟﻲ ﻓﻲ ) ﺗﻧﺑﻠﻳﻥ ( ﺳﻧﺔ 1966 ﻡ ، ﻭﻫﻭ ﺣﺭﻳﻕ ﺗﻠﻘﻰ ﻓﻳﻪ ﺁﻝ ﺍﻟﻐﺯﺍﻟﻲ – ﻭﺣﻕ ﻟﻬﻡ – ﺗﻌﺎﺯﻱ ﻣﻥ ﺃﻛﺛﺭ ﻣﻥ ﺟﻬﺔ ﻣﺛﻝ : ﺩﻣﻭﻉ ﺍﻟﺿﺎﺩ ﺗﺫﺭﻑ ﺑﺎﻧﻬﻣﺎﻝ .... ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻘﺎﺽ ﻣﻛﺗﺑﺔ ﺍﻟﻐﺯﺍﻟﻲ ﻣﻥ ﺃﺷﻬﺭ ﺁﺛﺎﺭﻩ:- ﻛﺗﺎﺏ )ﺍﻟﻬﺑﺔ ﺍﻟﺟﺯﻳﻠﺔ ﻓﻲ ﺷﺭﺡ ﺍﻟﻭﺳﻳﻠﺔ( ﻭﻫﻭ ﻣﺅﻟﻑ ﻧﻔﻳﺱ ﻓﻲ ﻣﻭﺿﻭﻋﻪ ﺷﺭﺡ ﺑﻪ ﻭﺳﻳﻠﺔ ﺍﺑﻥ ﺑﻭﻧﻪ.- )ﺍﻟﺑﺭﻫﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻹﺟﻣﺎﻋﻳﺎﺕ( ﻭﻫﻭ ﻧﻅﻡ ﺃﻭﺭﺩ ﻓﻳﻪ ﻛﻝ ﻣﺎ ﺃﺟﻣﻌﺕ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻳﺔ ﻋﻠﻳﻪ ﻣﻥ ﻋﻘﺎﺋﺩ ﻭﺷﺭﺍﺋﻊ؛ ﻭﻫﻭ ﻓﻲ ﻣﻭﺿﻭﻋﻪ ﻭﺑﺷﺭﺡ ﺍﻟﺣﺎﺭﺙ ﺑﻥ ﻣﺣﻧﺽ ﺑﻥ ﺳﻳﺩﻱ ﻋﺑﺩ ﺍﻟﻝ ﻣﻥ ﺃﻧﻔﺱ ﻣﺎ ﻳﻘﺗﻧﻳﻪ ﻣﻥ ﻟﻪ ﺍﻫﺗﻣﺎﻡ ﺑﻧﻔﺎﺋﺱ ﺍﻟﻛﺗﺏ.- ﺭﺳﺎﺋﻝ ﻓﻘﻬﻳﺔ ﺫﻫﺏ ﻓﻳﻬﺎ ﻣﺫﻫﺏ ﺍﻟﻘﺎﺋﻠﻳﻥ ﺑﺄﻥ ﻁﻼﻕ ﺍﻟﺛﻼﺙ ﺇﺫﺍ ﻭﻗﻌﻥ ﺩﻓﻌﺔ ﻻ ﻳﻌﺩ ﺃﻛﺛﺭ ﻣﻥ ﻁﻠﻘﺔ ﻭﺍﺣﺩﺓ ﻭﺗﻘﺎﺑﻠﻬﻣﺎ ﺭﺳﺎﺋﻝ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ ﻣﺣﻧﺽ ﺑﺎﺑﻪ ﺑﻥ ﺍﻋﺑﻳﺩ ﺍﻟﺩﻳﻣﺎﻧﻲ ﺗﺫﻫﺏ ﺍﻟﻣﺫﻫﺏ ﺍﻟﻣﺷﻬﻭﺭ ﻋﻧﺩ ﺍﻟﻣﺎﻟﻛﻳﺔ.- ﺭﺳﺎﺋﻝ ﻓﻲ ﻣﺳﺎﺋﻝ ﺃﺧﺭﻯ ﺧﺎﻟﻔﻪ ﻓﻳﻬﺎ ﻋﺩﺩ ﻣﻥ ﺍﻟﻌﻠﻣﺎء ﻛﺎﻥ ﺃﺟﺭﺃﻫﻡ ﻋﻠﻳﻪ ﺍﻟﺷﻳﺦ ﺍﻟﺷﺎﻋﺭ ﺣﺎﻣﺩ ﺑﻥ ﺁﻣﺯﻭﻏﺯﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﺑﺎﺩﻟﻪ ﺍﻟﻧﺛﺭ ﺑﺎﻟﻧﺛﺭ ﻭﺍﻟﺷﻌﺭ ﺑﺎﻟﺷﻌﺭ.- ﻗﺻﻳﺩﺓ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺣﺎﻧﺙ ﻓﻲ ﻳﻣﻳﻥ ﺍﻟﺣﺭﺍﻡ ﻻ ﺗﺣﺭﻡ ﻋﻠﻳﻪ ﺯﻭﺟﺗﻪ ﺑﺎﻟﺿﺭﻭﺭﺓ، ﻭﻣﻁﻠﻌﻬﺎ: ﻟﻛﻝ ﺳﻔﻳﻪ ﺑـ)ﺍﻟﺣﺭﺍﻡ( ﺃﻟﻳﺔ .... ﻭﺇﻥ ﻟﻡ ﻳﻧﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻧﺳﺎء ﺣﺭﺍﻡ- ﺩﻳﻭﺍﻥ ﺷﻌﺭ ﺛﺭﻱ ﻣﺎ ﻳﺯﺍﻝ ﺃﻛﺛﺭﻩ ﻣﻔﻘﻭﺩﺍ.


ﺗﻭﻓﻲ ﺣﺑﻳﺏ ﷲ ﺑﻥ ﺍﻷﻣﻳﻥ ﺑﻥ ﺍﻟﺣﺎﺝ ﺳﻧﺔ 1364ﻫـ ﻭﺩﻓﻥ ﺑـ )ﺗﻥ ﺑﻠﻳﻥ(.
ﻭﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﺔ ﻗﺩﻳﻣﺔ ﻷﺑﻲ ﺑﻛﺭ ﺑﻥ ﻓﺗﻰ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺣﺎﺭﺙ ﺑﻥ ﺳﻳﺩ ﻋﺑﺩ ﺍﻟﻝ ﺟﺎء – ﻛﻣﺎ ﺫﻛﺭ ﻟﻲ ﺑﺎﺏ ﺑﻥ ﺃﺣﻣﺩ ﺑﻥ ﺍﻟﺷﻳﺦ ﻣﺣﻣﺩﻥ ﻋﺑﺩ ﺍﻟﺭﺣﻣﻥ ﻭﻫﻭ ﺑﺎﻟﻎ ﺍﻟﺛﻘﺔ ﻭﺍﻟﺿﺑﻁ - ﻣﺎ ﻣﺿﻣﻭﻧﻪ: ... ﻭﺃﻁﻠﺏ ﻣﻧﻙ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎﺭﻙ ﺃﻧﻔﺫ ﻛﻠﻣﺔ ﻭﺃﻟﺯﻡ ﺃﻣﺭﺍ ﺃﻥ ﺗﺳﻌﻰ ﻓﻲ ﺗﺧﻔﻳﺽ ﻣﻘﺎﺩﻳﺭ ﺍﻟﻣﻬﻭﺭ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺣﻳﺎء ﻣﻥ ﻋﺷﺭﻳﻥ ﺗﺑﻳﻌﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻫﻭ ﺃﺧﻑ ﻭﺃﻳﺳﺭ ﺃﺩﺍء ﻷﻥ ﺍﻟﻣﻬﺭ ﺑﻣﺳﻣﺎﻩ ﺍﻟﺟﺎﺭﻱ ﻻ ﻳﻛﺎﺩ ﻳﺅﺩﻯ ﻛﻣﺎ ﻳﻧﺑﻐﻲ ... ﻭﺍﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻫﺫﻩ ﺑﺣﻭﺯﺓ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻣﺫﻛﻭﺭ ﻧﺳﺧﺔ ﻣﻧﻬﺎ. ﻭﻗﺩ ﺑﻳﻥ ﺣﺑﻳﺏ ﷲ ﺃﻥ ﺳﺑﺏ ﺇﻓﺗﺎﺋﻪ ﺃﺣﻳﺎﻧﺎ ﺑﻐﻳﺭ ﻣﺷﻬﻭﺭ ﺍﻟﻣﺫﻫﺏ ﺍﻟﻣﺎﻟﻛﻲ ﻭﺍﻋﺗﻣﺎﺩﻩ ﻣﺫﺍﻫﺏ ﺃﺧﺭﻯ ﻫﻭ ﺍﻟﺭﻓﻕ ﺑﺎﻟﻣﺳﺗﻔﺗﻳﻥ ﻓﻬﻭ ﻳﻘﻭﻝ: ﺭﻓﻳﻕ ﺑﺎﻷﻧــــــــــﺎﻡ ﷲ ﺇﻧـــــــــﻲ .... ﺭﺟﺎء ﺍﻟﺭﻓﻕ ﺃﺭﻓﻕ ﺑﺎﻷﻧــــﺎﻡ ﻭﻗﺩ ﺟﻌﻝ ﺍﺧﺗﻼﻑ ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺭﺣﻣـــــﻰ .... ﺃﺃﺭﻏﺏ ﻋﻥ ﻋﻁﺎ ﻣﻠﻙ ﺭُﺣﺎﻡ ﻛﻣﺎ ﻳﺅﻛﺩ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻔﺗﻲ ﺇﻻ ﺑﺄﻗﻭﺍﻝ ﺍﻟﺳﻠﻑ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻥ ﺍﻷﻣﺔ ﻭﻟﻛﻥ ﺍﻟﺑﻌﺽ ﻻ ﻳﺗﻧﺑﻪ ﻟﺫﻟﻙ ﻓﻬﻭ ﻳﻘﻭﻝ: ﻭﻟﻡ ﺁﺕ ﺇﻻ ﻧﻬﺞ ﻣَﻥ ﻗﺑﻝ ﻋﺻﺭﻧﺎ .... ﻭﻟﻛﻧﻧﻲ ﺁﺕ ﺑﻣﺎ ﻳﺟﻬﻝ ﺍﻟﻌﺻﺭ
ﺍﻟﺷﻳﺦ ﺳﻳﺩﻱّ ﺑﻥ ﺍﻟﻣﺧﺗﺎﺭ ﺑﻥ ﺍﻟﻬﻳﺑﺔ: ﻫﻭ ﺍﻟﺷﻳﺦ ﺳﻳﺩﻱّ ﺑﻥ ﺍﻟﻣﺧﺗﺎﺭ ﺑﻥ ﺍﻟﻬﻳﺑﻪ ﺑﻥ ﺃﺣﻣﺩ ﺩﻭﻟﻪ ﺑﻥ ﺃﺑﺎﺑﻙ ، ﻭﺍﺳﻣﻪ ﺃﺑﻭﺑﻛﺭ ﺑﻥ ﻣﺣﻡْ ﺍﻟﻣﻠﻘﺏ ﺍﻧﺗﺷﺎﻳﺕ، ﺟﺩّ ﺃﻭﻻﺩ ﺍﻧﺗﺷﺎﻳﺕ ، ﻭﻫﻡ ﺑﻁﻥ ﻣﻥ ﺑﻁﻭﻥ ﺃﻭﻻﺩ ﺃﺑﻳﻳﺭﻱ. ﺃﻣﺎ ﺃﻣﻪ ﻓﻬﻲ ﻋﺎﺋﺷﺔ ﺑﻧﺕ ﺃَﻟَﻔَﻎَ ﻋﺑﻳﺩ ﺑﻥ ﺍﻟﻔﺎﻟﻝً )ﺑﻼﻡ ﻣﻐﻠﻅﺔ ﺃﻱ ﺍﻟﻔﺎﺿﻝ( ، ﺑﻥ ﺃﺑﺎﺑﻙ ﺣﻳﺙ ﻳﺗﻠﻘﻰ ﻧﺳﺏ ﺃﺑﻭﻳﻪ . ﻭﺃﺧﻭﺍﻝ ﺃﻣﻪ ﺇﺩﺑﻌﻣﺭ ﻣﻥ ﻗﺑﻳﻠﺔ ﺃﻭﻻﺩ ﺃﺑﻳﻳﺭﻱ. ﻭﻟﺩ ﺍﻟﺷﻳﺦ ﺳﻳﺩﻱ ﺳﻧﻪ 1190 ﻫـ، ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺳﻧﺔ ﺍﻟﻣﻌﺭﻭﻓﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺣﻭﻟﻳﺎﺕ ﺍﻟﻣﻭﺭﻳﺗﺎﻧﻳﺔ ﺑﻌﺎﻡ " ﺍﻟﻣﺭﻓﻙ " ﺑﻧﻭﺍﺣﻲ ﻣﺩﻳﻧﺔ ﺑﻭﺗﻠﻣﻳﺕ.
ﻭﻳﺗﺿﺢ ﻣﻥ ﺧﻼﻝ ﺗﺗﺑﻊ ﻣﺳﻳﺭﺓ ﺍﻟﺷﻳﺦ ﺳﻳﺩﻱً ﺍﻟﺩﺭﺍﺳﻳﺔ ﻭﺟﻭﺩ ﺃﺭﺑﻊ ﻣﺭﺍﺣﻝ ﺑﺎﺭﺯﺓ ﻫﻲ: ﻣﺭﺣﻠﺔ ﺗﻌﻠّﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ : ﺣﻳﺙ ﺩﺭﺱ ﺍﻟﺷﻳﺦ ﺳﻳﺩﻱّ ﻋﻠﻰ ﺧﺎﻟﻪ ﻭﺳﻣﻳﻪ ﺍﻟﺳﻳﺩ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺳﻳﺩﻱّ ﺑﻥ ﺃﻟﻔﻎ ﻋُﺑَﻳْﺩْ، ﺛﻡ ﺗﻧﻘﻝ ﺇﻟﻰ ﺷﻳﺦ ﺁﺧﺭ ﻫﻭ ﺍﻟﻁﺎﻟﺏ ﺍﻷﻣﻳﻥ ﺑﻥ ﺍﻟﻁﺎﻟﺏ ﺍﻟﻣﺧﺗﺎﺭ، ﻭﻫﻭ ﻣﻥ ﻗﺑﻳﻠﺔ ﺗﻳﻣﺭﻛﻳﻭﻥ. ﻭﻳﻘﺎﻝ ﺇﻧﻪ ﻗﺿﻰ ﺃﺭﺑﻊ ﺳﻧﻳﻥ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻣﺭﺣﻠﺔ ﻭ ﻫﻭ ﺑﻣﺭﺍﺑﻊ ﺃﻭﻻﺩ ﺃﺑﻳﻳﺭﻱ. ﻭﻗﺩ ﺗﻭﺟﺕ ﺩﺭﺍﺳﺗﻪ ﺑﺎﺗﻘﺎﻧﻪ ﺣﻔﻅ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺑﺭﻭﺍﻳﺔ ﻧﺎﻓﻊ ﻣﻥ ﻁﺭﻳﻘﻪ ﺍﻟﻣﺷﻬﻭﺭﺗﻳﻥ ﻭﺭﺵ ﻭﻗﺎﻟﻭﻥ. ﻣﺭﺣﻠﺔ ﺗﻌﻠّﻡ ﻋﻠﻭﻡ ﺍﻵﻟﺔ ﻭﻋﻠﻰ ﻋﺎﺩﺓ ﻁﻼﺏ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻓﻲ ﻣﻧﻁﻘﺗﻪ ﺗﻭﺟﻪ ﺍﻟﺷﻳﺦ ﺳﻳﺩﻱّ ﻟﻁﻠﺏ ﻋﻠﻭﻡ ﺍﻵﻟﺔ ﻣﻥ ﻟﻐﺔ ﻭﻧﺣﻭ ﻭﺑﻼﻏﺔ ﻭ ﻣﻧﻁﻕ، ﻓﺣﻝ ﺑﻣﺣﻅﺭﺓ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺣﺭﻣﻪ ﺑﻥ ﻋﺑﺩ ﺍﻟﺟﻠﻳﻝ ﺍﻟﻌﻠﻭﻱ ﻓﻘﺭﺃ ﻋﻠﻳﻪ ﺍﻟﻧﺣﻭ ﻭﺍﻟﺻﺭﻑ ﻭﻋﻠﻭﻡ ﺍﻟﺑﻼﻏﺔ ﻣﻥ ﻣﻌﺎﻥ ﻭﺑﻳﺎﻥ ﻭﺑﺩﻳﻊ ﺑﺎﻻﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻣﻧﻁﻕ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺩ ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ. ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻥ ﺍﻟﺗﻘﺎﻟﻳﺩ ﺍﻟﻣﻌﺭﻓﻳﺔ ﺃﻥ ﻳﺑﺩﺃ ﺍﻟﻁﺎﻟﺏ ﺍﻵﻟﺔ ﺃﻭ ﻣﺎ ﻳﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻌﻘﻠﻳﺔ ﻗﺑﻝ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﻏﻳﺭﻩ ﻟﻳﺗﺳﻧﻰ ﻟﻪ ﻓﻬﻡ ﺍﻟﻧﺻﻭﺹ ﺍﻟﺷﺭﻋﻳﺔ ﻣﻥ ﻓﻘﻪ ﻭ ﺃﺻﻭﻝ ﻭﺳﻧﺔ ﻭﺗﻔﺳﻳﺭ، ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﻣﺩﺍﺭﻙ ﺍﻟﻁﺎﻟﺏ ﻭﺁﻓﺎﻗﻪ ﺍﻟﻣﻌﺭﻓﻳﺔ ﺳﺗﻛﻭﻥ ﺃﻛﺛﺭ ﺍﺳﺗﻌﺩﺍﺩﺍ ﻟﻔﻬﻡ ﺍﻷﺳﺱ ﻭ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﺗﻲ ﺍﻧﺑﻧﺕ ﻋﻠﻳﻬﺎ ﺍﻷﺣﻛﺎﻡ ﺍﻟﻔﻘﻬﻳﺔ ﻭﺗﺄﻭﻳﻼﺕ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎء ﻭ ﺍﺟﺗﻬﺎﺩﺍﺗﻬﻡ . ﻭﻗﺩ ﺃﻁﻠﻊ ﺍﻟﺷﻳﺦ ﺳﻳﺩﻱّ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻣﺑﺎﺣﺙ ﺍﻟﻧﺣﻭﻳﺔ ﻭﺍﻟﺑﻼﻏﻳﺔ ﻭﻏﻳﺭﻫﺎ. ﻭﻛﺎﻧﺕ ﺍﻟﻔﺗﺭﺓ ﺍﻟﺯﻣﻧﻳﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﻗﺿﺎﻫﺎ ﺍﻟﺷﻳﺦ ﺳﻳﺩﻱ ﻣﻊ ﺷﻳﺧﻪُ ﺣﺭﻣﻪ ﺑﻥ ﻋﺑﺩ ﺍﻟﺟﻠﻳﻝ ﺛﻼﺙ ﻋﺷﺭﺓ ﺳﻧﺔ ﻓﻲ ﺁﺑﺎﺭ ﻗﺑﻳﻠﺔ ﺇﻳﺩﻭﻋﻠﻲ ﺍﻟﻣﻌﺭﻭﻓﺔ ﻣﺣﻠﻳﺎ ﺑﺎﻟﻌﻘﻝ. ﻣﺭﺣﻠﺔ ﺗﻌﻠّﻡ ﺍﻟﻔﻘﻪ: ﻓﻘﺩ ﺍﺗﺟﻪ ﺍﻟﺷﻳﺦ ﺳﻳﺩﻱ ﻧﺣﻭ ﻣﺣﻅﺭﺓ ﺃﺧﺭﻯ ﻋﺭﻓﺕ ﺃﺳﺎﺳﺎ ﺑﺎﻟﺗﻌﻣﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻔﻘﻬﻳﺔ ﻭ ﻣﺎ ﻳﺗﻌﻠﻕ ﺑﻬﺎ، ﻭﻛﺎﻧﺕ ﻟﻬﺎ ﺑﺫﻟﻙ ﺷﻬﺭﺓ ﻋﻣﺕ ﻣﻭﺭﻳﺗﺎﻧﻳﺎ ، ﺃﻻ ﻭﻫﻲ ﻣﺣﻅﺭﺓ: ﺃﻫﻝ ﺣﺑﻳﺏ ﷲ ﺑﻥ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻣﻥ ﻗﺑﻳﻠﺔ ﺇﻳﺩﻳـﭽﺑّـﻪ ﻭﺍﺳﻣﻬﺎ ﺍﻟﺻﻔﺭﺍء ﻭﺍﻟﻛﺣﻼء. ﻭﻗﺩ ﺣﻝ ﺍﻟﺷﻳﺦ ﺳﻳﺩﻱ ﺑﻬﺫﻩ ﺍﻟﻣﺣﻅﺭﺓ، ﺣﻳﺙ ﺩﺭﺱ ﻋﻠﻰ ﺷﻳﺧﻳﻬﺎ ﺣﺑﻳﺏ ﷲ ﻭﺍﺑﻧﻪ ﻣﺣﻣﺩ ﻣﺣﻣﻭﺩ ، ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﻗﻭﺍﻋﺩﻩ. ﻭﺗﻘﻭﻝ ﺍﻟﺭﻭﺍﻳﺔ ﺇﻥ ﻣﻛﺛﻪ ﻓﻲ ﻣﺣﻅﺭﺓ ﺣﺑﻳﺏ ﷲ ﺑﻥ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺩﺍﻡ ﺍﺭﺑﻊ ﺳﻧﻳﻥ، ﺣﻳﺙ ﺃﺗﻘﻥ ﻣﺧﺗﺻﺭ ﺧﻠﻳﻝ ﺇﺗﻘﺎﻧﺎ ﺗﺎﻣﺎ ، ﻟﺫﻛﺎء ﺍﻟﺗﻠﻣﻳﺫ ﻭﻋﻧﺎﻳﺔ ﺍﻷﺳﺗﺎﺫ. ﻣﺭﺣﻠﺔ ﺍﻟﺗﺭﺑﻳﺔ ﺍﻟﺭﻭﺣﻳﺔ : ﺣﻳﺙ ﺍﻧﺗﻘﻝ ﺍﻟﺷﻳﺦ ﺳﻳﺩﻱ ﻓﻲ ﺳﻔﺭ ﺑﻌﻳﺩ ﻗﺎﺩﻩ ﻣﻥ ﻣﻧﻁﻘﺔ ﺍﻟﻘﺑﻠﻪ ﺣﻳﺙ ﻧﺷﺄ ﺇﻟﻰ ﻣﻧﻁﻘﺔ ﺃﺯﻭﺍﺩ )ﺑﺟﻣﻬﻭﺭﻳﺔ ﻣﺎﻟﻲ ﺣﺎﻟﻳﺎ( ﻓﺎﺗﺻﻝ ﺑﺣﺿﺭﺓ ﺍﻟﺷﻳﺦ ﺳﻳﺩﻱ ﺍﻟﻣﺧﺗﺎﺭ ﺍﻟﻛﻧﺗــﻲ . ﻭﻣﺭ ﻓﻲ ﻁﺭﻳﻘﻪ ﻧﺣﻭ ﺃﺯﻭﺍﺩ ﺑﻣﺩﻳﻧﺔ ﺗﻳﺷﻳﺕ ﺣﻳﺙ ﻋﻛﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻧﻅﺭ ﻓﻲ ﻣﻛﺗﺑﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻐﻧﻳﺔ، ﻛﻣﺎ ﻣﺭ ﺃﻳﺿﺎ ﺑﻭﻻﺗﻪ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺷﻬﺭﺓ ﺍﻟﻌﻠﻣﻳﺔ. ﻭﻗﺩ ﻟﺑﺙ ﺍﻟﺷﻳﺦ ﺳﻳﺩﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺣﺿﺭﺓ ﺍﻟﻛﻧﺗﻳﺔ ﺍﻟﻣﺧﺗﺎﺭﻳﺔ ﺳﺕ ﻋﺷﺭ ﺳﻧﺔ؛ ﺧﻣﺳﺔ ﺷﻬﻭﺭ ﻣﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻳﺎﺓ ﺍﻟﺷﻳﺦ ﺳﻳﺩﻱ ﺍﻟﻣﺧﺗﺎﺭ ﻭ ﺍﻟﺑﺎﻗﻲ ﻣﻊ ﺍﺑﻧﻪ ﺍﻟﺷﻳﺦ ﺳﻳﺩﻱ ﻣﺣﻣﺩ ﺍﻟﺧﻠﻳﻔﺔ. ﻓﻘﺩ ﻭﺻﻝ ﺍﻟﻰ ﺍﺯﻭﺍﺩ ﺃﻭﺍﺧﺭ ﺳﻧﺔ 1225ﻫـ ﻭﻏﺎﺩﺭﻫﺎ ﺃﻭﺍﺧﺭ ﺳﻧﺔ 1242ﻫـ . ﻭﻗﺩ ﺍﺟﺎﺯﻩ ﺍﻟﺷﻳﺦ ﺳﻳﺩﻱ ﻣﺣﻣﺩ ﺍﻟﺧﻠﻳﻔﺔ ﻭﺍﺑﻧﻪ ﺍﻟﺷﻳﺦ ﺳﻳﺩﻱ ﺍﻟﻣﺧﺗﺎﺭ ﺍﻟﺻﻐﻳﺭ )ﺑﺎﺩﻱ( . ﻭﻛﺫﻟﻙ ﺃﺟﺎﺯﻩ ﺍﻟﺷﻳﺦ ﺳﻳﺩﻱ ﺃﻋﻣﺭ ﻭ ﺍﻟﺷﻳﺦ ﺣﺑﻳﺏ ﷲ ﺃﺑﻧﺎ ﺍﻟﺷﻳﺦ ﺳﻳﺩﻱ ﺍﻟﻣﺧﺗﺎﺭ ﺍﻟﻛﺑﻳﺭ. ﻭﻗﺩ ﻛﺗﺏ ﺍﻟﺷﻳﺦ ﺳﻳﺩﻱ ﻭﻫﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﺣﺿﺭﺓ ﺍﻟﻛﻧﺗﻳﺔ ﻣﺗﺷﻭﻗﺎ ﻟﻠﻌﻭﺩﺓ، ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺎﺋﻡ ﻋﻠﻳﻬﺎ ﺍﻟﺷﻳﺦ ﺳﻳﺩﻱ ﻣﺣﻣﺩ ﺍﻟﺧﻠﻳﻔﺔ ﻳﻁﻠﺏ ﺍﻹﺫﻥ ﺑﺎﻟﺭﺟﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﺩﻳﺎﺭﻩ. ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺫﻛﺭ ﻓﻲ ﻣﻛﺎﺷﻔﺎﺗﻪ ﺃﻥ ﺻﺎﻟﺣﻲ ﺃﻭﻻﺩ ﺃﺑﻳﻳﺭﻱ ﻛﺎﻧﻭﺍ ﻳﺯﻭﺭﻭﻧﻪ ﻭﻫﻭ ﻓﻲ ﺃﺯﻭﺍﺩ ﻭﻣﻥ ﺍﺑﺭﺯﻫﻡ ﻛﻣﺎ ﺗﻘﻭﻝ ﺍﻟﺭﻭﺍﻳﺔ، ﺍﻟﺷﻳﺦ ﺍﻟﻣﺣﻣﻭﺩ ﻭﻫﻭ ﺻﺎﻟﺢ ﻣﺷﻬﻭﺭ ﻣﻥ ﺇﺩﺑﻌﻣﺭ. ﻓﺭﺣﻠﺔ ﺍﻟﺷﻳﺦ ﺳﻳﺩﻱ ﻟﻁﻠﺏ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﻛﺎﻧﺕ ﻣﺩﺗﻬﺎ ﻗﺭﻳﺑﺎ ﻣﻥ ﺳﺑﻊ ﻭﺍﺭﺑﻌﻳﻥ ﺳﻧﺔ .
ﻋﻭﺩﺓ ﺍﻟﺷﻳﺦ ﺳﻳﺩﻱ ﻣﻥ ﺍﻟﻣﺣﻅﺭﺓ ﺍﻟﻛﻧﺗﻳﺔ : ﻋﺎﺩ ﺍﻟﺷﻳﺦ ﺳﻳﺩﻱ ﻣﻥ ﻋﻧﺩ ﺃﺷﻳﺎﺧﻪ ﺍﻟﻛﻧﺗﻳﻳﻥ ﻋﺎﻟﻣﺎ ﻻ ﻳﺷﻕ ﻏﺑﺎﺭﻩ ﻭﻣﺭﺑﻳﺎ ﻋﺎﺭﻓﺎ ﺑﺄﺳﺭﺍﺭ ﺍﻟﻘﻠﻭﺏ، ﻓﺗﻠﻘﺗﻪ ﻗﺑﻳﻠﺗﻪ ﺃﻭﻻﺩ ﺃﺑﻳﻳﺭﻱ ﺑﺎﻟﺗﺭﺣﻳﺏ ﻭﺍﻻﻛﺭﺍﻡ، ﻭﺗﺫﻛﺭ ﺍﻟﺭﻭﺍﻳﺔ ﺃﻧﻪ ﺯﺍﺭﻫﺎ ﻣﺟﻣﻭﻋﺔ ﻣﺟﻣﻭﻋﺔ، ﻓﺯﺍﺭ ﺇﺩﻣﻳﺟﻥ ﻋﻧﺩ ﺑﺋﺭ ﺍﻟﻣﺭﻋﻲ، ﻭﺃﺩﺑﻌﻣﺭ ﻋﻧﺩ ﺍﻟﻭﺍﺳﻁﺔ ﻭﺃﻫﻝ ﻣﺣﻧﺽ ﻧﻠﻠﻪ ﻋﻧﺩ ﻣﺎﻟﻳﻝ ﻭﺃﻭﻻﺩ ﺍﻧﺗﺷﺎﻳﺕ ﻋﻧﺩ ﺃﻛﺟﺟﻭ ﻭﺃﻫﻝ ﺃﺣﻣﺩ ﺍﻟﻔﺎﻟﻝ ﻭﺃﻭﻻﺩ ﺧﺎﺟﻳﻝ ﻭ ﺇﺩﺍﺩﻫﺱ ﺇﻟﻰ ﻏﻳﺭ ﺫﻟﻙ ﻓﻛﺎﻥ ﻳﺣﻝ ﺑﺎﻟﺣﻲ ﻓﻳﺟﺩ ﺍﻵﺫﺍﻥ ﺻﺎﻏﻳﺔ ﻟﺩﻋﻭﺗﻪ ﻻﺻﻼﺣﻳﺔ ﻭﺍﻟﻘﻠﻭﺏ ﻣﻁﻣﺋﻧﺔ ﺑﺎﻻﺳﺗﻧﺎﺭﺓ ﺑﺗﻭﺟﻳﻬﺎﺗﻪ. ﻭﻣﻥ ﺍﻟﻣﻼﺣﻅ ﺃﻥ ﺍﻟﺷﻳﺦ ﺳﻳﺩﻱ ﺟﺎء ﻣﻥ ﺃﺯﻭﺍﺩ ﻭﻫﻭ ﻳﺣﻣﻝ ﻓﻛﺭﺓ ﺇﺻﻼﺡ ﻣﺟﺗﻣﻌﻪ ﻓﺑﺩﺃ ﺑﻣﺣﻳﻁﻪ ﺍﻟﺧﺎﺹ )ﺃﻭﻻﺩ ﺃﺑﻳﻳﺭﻱ ( ﻟﻳﻌﻣﻡ ﺑﻌﺩ ﺫﻟﻙ ﺗﺄﺛﻳﺭﻩ ﻭﺗﻭﺟﻳﻬﻪ. ﻭﺑﻌﺩ ﺫﻟﻙ ﺗﺯﻭﺝ ﺑﻣﺣﺟﻭﺑﺔ ﺑﻧﺕ ﻋﺎﻟﻲ ﺑﻥ ﻋﺑﺩﻱ )ﺃﻣﺎﻣﻪ(، ﻣﻥ ﺃﻫﻝ ﻣﺣﻧﺽ ﻧﻠﻠﻪ ﻭﻟﻪ ﻣﻧﻬﺎ ﺍﺑﻧﻪ ﺍﻟﻭﺣﻳﺩ ﺍﻟﺷﻳﺦ ﺳﻳﺩﻱ ﻣﺣﻣﺩ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺷﺎﻋﺭ.
ﻭﻗﺩ ﺃﺧﺫ ﻋﻥ ﺍﻟﺷﻳﺦ ﺳﻳﺩﻱ ﻁﺎﺋﻔﺔ ﻛﺑﻳﺭﺓ ﻣﻥ ﻁﻼﺏ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻭ ﺗﻼﻣﻳﺫﻩ، ﻭ ﻗﺩ ﻛﺎﻧﺕ ﻟﻬﻡ ﺗﺄﺛﻳﺭﺍﺗﻬﻡ ﺍﻟﻭﺍﺳﻌﺔ ﻓﻲ ﻣﻧﺎﻁﻘﻬﻡ.
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺷﻳﺦ ﺳﻳﺩﻱ ﺣﻠﻳﻣﺎ ﺛﺑﺗﺎ، ﻋﺎﻟﻣﺎ ﻣﺗﺿﻠﻌﺎ، ﻣﺗﺑﻌﺎ ﻟﻠﺳﻧﺔ ﻣﺅﺗﻣﺭﺍ ﺑﺄﻭﺍﻣﺭﻫﺎ ﻭﻣﺑﺗﻌﺩﺍ ﻋﻥ ﻧﻭﺍﻫﻳﻬﺎ، ﻭﻣﺩﺭﺳﺎ ﺗﺧﺭﺝ ﻋﻠﻰ ﻳﺩﻩ ﻁﻼﺏ ﻛﺛﻳﺭﻭﻥ. ﻭﻛﺎﻥ ﺳﺎﻋﻳﺎ ﻓﻲ ﻣﺻﺎﻟﺢ ﺍﻟﻣﺳﻠﻣﻳﻥ ﺑﺟﻠﺏ ﺍﻟﻣﻧﺎﻓﻊ ﻟﻬﻡ ﻭﺩﻓﻊ ﺍﻟﻣﺿﺎﺭ ﻋﻥ ﺳﺎﺣﺗﻬﻡ ﻫﺫﺍ ﻓﺿﻼ ﻋﻥ ﻛﻔﺎﻟﺔ ﺿﻌﺎﻓﻬﻡ ﻭﺍﻟﻧﻔﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻓﻘﺭﺍﺋﻬﻡ ﻭﺗﺳﻳﻳﺭ ﻣﺻﺎﻟﺣﻬﻡ . ﻭﻗﺩ ﻭﻓﺩﺕ ﺃﺻﻧﺎﻑ ﺍﻟﻧﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﺑﺎﺑﻪ، ﻭ ﻳﺗﺿﺢ ﺫﻟﻙ ﻣﻥ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺷﻌﺭ ﺍﻟﻛﺛﻳﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻗﻳﻝ ﻓﻳﻪ ﻓﺻﻳﺣﺎ ﻭﻋﺎﻣﻳﺎ. ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺷﻳﺦ ﺳﻳﺩﻱ ﺣﺭﻣﺎ ﺁﻣﻧﺎ ﻭﺭﻛﻧﺎ ﻣﻧﻳﻌﺎ ﻻ ﻳﺧﺷﻰ ﺍﻟﻌﺩﻭﺍﻥ ﺑﺣﺭﻣﻪ، ﻣﻬﻳﺑﺎ ﻋﻧﺩ ﺃﻫﻝ ﺍﻟﺳﻠﻁﺔ. ﻳﻘﻭﻝ ﺻﺎﺣﺏ ﺍﻟﻭﺳﻳﻁ : "ﻭﻛﺎﻧﺕ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻓﻲ ﺍﺭﺽ ﺷﻧﻘﻳﻁ ﺗﺟﻌﻠﻪ ﺣﺭﻣﺎ ﺁﻣﻧﺎ ﻓﻳﺟﺗﻣﻊ ﻋﻧﺩﻩ ﺃﺣﺩﻫﻡ ﺑﻣﻥ ﻗﺗﻝ ﺍﺑﺎﻩ ﺃﻭ ﺃﺧﺎﻩ ﻓﻳﺟﻠﺳﻬﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﺋﺩﺓ ﻭﺍﺣﺩﺓ ﻭﺇﺫﺍ ﺑﻠﻎ ﺍﻟﺟﺎﻧﻲ ﺗﻭﺍﺻﻰ ﺃﻫﻝ ﺍﻟﺑﻠﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﻳﻘﻳﻡ ﺑﻪ ﺃﻣﻥ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻭﺳﻬﻡ ﻟﻡ ﻳﻣﺽ ﻋﻠﻳﻪ ﻳﻭﻡ ﺇﻻ ﻋﻧﺩﻩ ﺁﻻﻑ ﺍﻟﻧﺎﺱ ﻳﻁﻌﻣﻬﻡ ﻭﻳﻛﺳﻭﻫﻡ ﻭﻳﻘﺿﻲ ﺟﻣﻳﻊ ﻣﺂﺭﺑﻬﻡ ﺣﺗﻰ ﻟﻘﻲ ﷲ ﻭﻻ ﻳﺳﺄﻟﻪ ﺃﺣﺩ ﺣﺎﺟﺔ ﺇﻻ ﺃﻋﻁﺎﻩ ﺇﻳﺎﻫﺎ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﻣﺎ ﺑﻠﻐﺕ" . ﻭﻳﻘﻭﻝ ﺃﺣﺩ ﺍﻟﺑﺎﺣﺛﻳﻥ ﺍﻟﻣﻌﺎﺻﺭﻳﻥ ﻣﺗﺣﺩﺛﺎ ﻋﻥ ﻣﻛﺎﻧﺔ ﺍﻟﺷﻳﺦ ﺳﻳﺩﻳﺎ ﺍﻟﺳﻳﺎﺳﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻳﺔ ﻻ ﻳﻭﺟﺩ ﺷﻙ ﻋﻧﺩ ﺩﺭﺍﺳﻲ ﺍﻟﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻣﻭﺭﻳﺗﺎﻧﻲ، ﺣﻳﺙ ﻳﻌﺗﺑﺭﻭﻥ ﺍﻟﺷﻳﺦ ﺳﻳﺩﻳﺎ )ﺍﻟﻛﺑﻳﺭ( ﻣﺭﻛﺯﺍ ﻣﺳﻳﻁﺭﺍ ﺑﻳﻥ ﺍﻟﺯﻋﻣﺎء ﺍﻟﺳﻳﺎﺳﻳﻳﻥ ﻭﺍﻟﺩﻳﻧﻳﻳﻥ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﺑﻼﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺗﺎﺳﻊ ﻋﺷﺭ، ﻭﺣﻘﺎ، ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻟﺟﻳﻝ ﺍﻟﻣﻭﺭﻳﺗﺎﻧﻲ ﺍﻟﻣﻘﺑﻝ ﻣﻥ ﻋﻠﻣﺎء ﺍﻟﺳﻳﺎﺳﺔ ﺃﻥ ﻳﻌﻳﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺷﻳﺦ ﺳﻳﺩﻳﺎ ﺣﻘﻪ ﻛﺄﻭﻝ ﺷﺧﺻﻳﺔ ﻭﻁﻧﻳﺔ، ﻟﻘﺩ ﻛﺎﻧﺕ ﺣﻳﺎﺓ ﺍﻟﺷﻳﺦ ﺳﻳﺩﻳﺎ ﺍﻟﺳﻳﺎﺳﻳﺔ ﺍﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻟﻼﺳﺗﻘﻼﻝ ﻓﻲ ﺣﻘﺑﺔ ﺳﻧﻭﺍﺕ1950. ﻳﻭﺿﺢ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﺃﻳﺿﺎ ﻓﻲ ﺳﻳﺎﻕ ﺁﺧﺭ ﺍﻟﻘﺿﺎء ﺍﻟﻣﻛﺎﻧﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺷﻣﻠﻪ ﺗﺄﺛﻳﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺷﻳﺦ ﺳﻳﺩﻳﺎ ﻗﺎﺋﻼ: ».. ﻭﻋﻧﺩ ﻣﻭﺕ ﺍﻟﺷﻳﺦ ﺳﻳﺩﻳﺎ ﺳﻧﺔ 1968، ﻋﻥ ﻋﻣﺭ ﻳﻧﺎﻫﺯ ﺛﻼﺛﺎ ﻭ ﺗﺳﻌﻳﻥ ﺳﻧﺔ، ﻛﺎﻥ ﺯﻋﻳﻡ ﺃﻭﻻﺩ ﺃﺑﻳﻳﺭﻱ ﺍﻟﺫﻳﻥ ﺍﺻﺑﺣﻭﺍ ﺑﺩﻭﺭﻫﻡ ﻣﻥ ﺃﻗﻭﻯ ﺍﻟﺗﺟﻣﻌﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺟﻧﻭﺏ ﺍﻟﻣﻭﺭﻳﺗﺎﻧﻲ ﺍﻗﺗﺻﺎﺩﻳﺎ ﻭﺍﺟﺗﻣﺎﻋﻳﺎ، ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻠﺷﻳﺦ ﺳﻳﺩﻳﺎ ﻧﻔﺳﻪ ﺍﺗﺑﺎﻉ ﻣﻥ ﻓﻭﺗﺎ ﺟﺎﻟﻭﻥ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺟﻧﻭﺏ ﺍﻟﻣﻐﺭﺑﻲ، ﻭﻣﻥ ﻓﻭﺗﺎ ﺗﻭﺭﻭ ﺍﻟﻰ ﺗﻳﻣﺑﻛﺗﻭ، ﻭﻛﺎﻥ ﺳﻳﺩﻳﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﻠﺔ ﻋﻥ ﻁﺭﻳﻕ ﺍﻟﻣﺭﺍﺳﻠﺔ ﺑﺭﺟﺎﻝ ﻓﻲ ﻣﻛﺔ، ﻭﺑﻭﻻﻥ ﺳﺎﻥ ﻟﻭﻳﺱ ﻣﻊ ﺳﻠﻁﺎﻧﻳﻥ ﻣﺗﻌﺎﻗﺑﻳﻥ ﻓﻲ ﻣﺭﺍﻛﺵ، ﻭﻣﻊ ﺍﺛﻧﻳﻥ )ﻭﺭﺑﻣﺎ ﺍﺭﺑﻌﺔ( ﻣﻥ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﺟﻬﺎﺩ ﻓﻲ ﻏﺭﺏ ﺍﻓﺭﻳﻘﻳﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺗﺎﺳﻊ ﻋﺷﺭ ﻭﻗﺩ ﺍﺻﺑﺢ ﺻﺎﻧﻊ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺷﺅﻭﻥ ﺍﻟﺩﻳﻧﻳﺔ ﻓﺭﻳﺩﺍ ﺑﻼ ﻣﻧﺎﺯﻉ ﻓﻲ ﺑﻼﺩ ﺷﻧﻘﻳﻁ. ﻭﻗﺩ ﺗﺭﻙ ﺭﺳﺎﺋﻝ ﻟﻬﺎ ﻣﺿﺎﻣﻳﻥ ﺍﺟﺗﻣﺎﻋﻳﺔ ﻭ ﺳﻳﺎﺳﻳﺔ ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻷﻫﻣﻳﺔ ﻭﺳﻧﺗﻁﺭﻕ ﻟﺑﻌﺿﻬﺎ.
ﻋﻼﻗﺎﺗﻪ ﺑﻣﺣﻳﻁﻪ : ﻳﻔﻬﻡ ﻣﻥ ﺭﺳﺎﺋﻝ ﺍﻟﺷﻳﺦ ﺳﻳﺩﻱ ﺍﻟﻣﺗﻌﺩﺩﺓ ﺃﻧﻪ ﺣﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻳﺿﻊ ﻣﺷﺭﻭﻋﺎ ﺗﻧﻅﻳﻣﻳﺎ ﻟﻣﺟﺗﻣﻌﻪ ﻭﻳﺗﺟﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﺃﺳﺎﺳﺎ ﻓﻲ ﺟﻣﻠﺔ ﻣﻥ ﺍﻻﺟﺭﺍءﺍﺕ ﻛﺎﻋﺗﻣﺎﺩ ﺍﻟﻧﻘﺑﺎء ﺩﺍﺧﻝ ﻗﺑﻳﻠﺔ ﻛﻝ ﻧﻘﻳﺏ ﺃﻭ ﻣﺟﻣﻭﻋﺔ ﻧﻘﺑﺎء ﻳﻣﺛﻝ ﺑﻁﻧﺎ ﻣﻌﻳﻧﺎ ﻭﻳﻛﻭﻥ ﻋﺩﺩ ﺍﻟﻧﻘﺑﺎء ﺑﺣﺳﺏ ﺍﻟﻛﻡ ﺍﻟﺩﻳﻣﻐﺭﺍﻓﻲ ﻟﻠﺑﻁﻥ، ﻭﻭﻅﻳﻔﺔ ﺍﻟﻧﻘﻳﺏ ﻫﻲ ﺣﻝ ﺍﻟﻣﺷﺎﻛﻝ ﺍﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻳﺔ ﺍﻟﻣﺷﺗﺭﻛﺔ، ﻭﻳﻛﻣﻝ ﺍﻹﺟﺭﺍء ﺍﻟﺗﻧﻅﻳﻣﻲ ﺍﻟﻣﺎﺿﻲ ﺃﻳﺿﺎ ﺍﺟﺭﺍء ﺁﺧﺭ ﻭﻫﻭ ﺗﺷﻛﻳﻝ ﺟﻬﺎﺯ ﻗﺿﺎﺋﻲ ﺑﺗﻌﻳﻳﻥ ﻗﺎﺽ ﻟﻛﻝ ﺑﻁﻥ. ﻭﻗﺩ ﺗﻡ ﺗﺧﺻﻳﺹ ﻁﺎﺋﻔﺔ ﻣﻥ ﺍﻟﺗﻼﻣﻳﺫ ﺑﻭﻅﺎﺋﻑ ﻣﺎﻟﻳﺔ ﻣﻥ ﺣﻳﺙ ﺗﺳﻳﻳﺭ ﻣﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟﺣﺭﺓ ﺍﻟﻣﺎﻟﻳﺔ ﻣﻥ ﺣﺭﺍﺛﺔ ﻭﺳﻘﻲ ﺍﻟﻣﺎﺷﻳﺔ ﻭﻫﺩﺍﻳﺎ. ﻭﻟﻡ ﻳﻣﻬﻝ ﺍﻟﺟﺎﻧﺏ ﺍﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﺣﻳﺙ ﺗﺧﺻﺹ ﺑﻌﺽ ﺍﻟﻌﻠﻣﺎء ﺍﻟﻣﺎﻫﺭﻳﻥ ﻓﻲ ﻧﻘﻝ ﺍﻟﻛﺗﺏ ﻭﺍﻟﻘﻳﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻣﻛﺗﺑﺔ. ﻭﻗﺩ ﻧﺷﻁﺕ ﺩﺑﻠﻭﻣﺎﺳﻳﺔ ﺍﻟﺷﻳﺦ ﺳﻳﺩﻳﺎ ﻭﻛﺛﺭ ﺳﻔﺭﺅﻩ ﺧﺎﺻﺔ ﻭﻫﻭ ﻳﺗﺻﻝ ﺑﺎﻹﻣﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻣﻭﺭﻳﺗﺎﻧﻳﺔ، ﻓﻘﺩ ﺍﺗﺻﻝ ﺍﻟﺷﻳﺦ ﺳﻳﺩﻳﺎ ﻋﻧﺩﻣﺎ ﺍﺳﺗﻘﺭ ﺑﺣﺿﺭﺗﻪ ﺑﺑﻌﺽ ﺍﻷﻣﺭﺍء ﻭﺍﻷﻋﻳﺎﻥ ﻓﻲ ﺯﻣﻧﻪ ﻣﻥ ﺫﻟﻙ ﺃﻣﻳﺭ ﺍﻟﺗﺭﺍﺭﺯﻩ ﺃﻋﻣﺭ ﺑﻥ ﺍﻟﻣﺧﺗﺎﺭ ﺍﻟﻣﺗﻭﻓﻰ ﺳﻧﺔ 1245ﻫـ ﻭﻫﻭ ﺍﻷﻣﻳﺭ ﺍﻟﺛﺎﻧﻲ ﻋﺷﺭ ﻣﻥ ﺃﻣﺭﺍء ﺍﻟﺗﺭﺍﺭﺯﻩ، ﻭﻗﺩ ﺗﺭﻛﻬﺎ ﺃﻋﻣﺭ ﺑﻥ ﺍﻟﻣﺧﺗﺎﺭ ﺳﻧﺔ ﻓﻲ ﺃﺑﻧﺎﺋﻪ ﻣﻥ ﺑﻌﺩﻩ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺍﺑﻧﻪ ﺍﻷﻣﻳﺭ ﻣﻥ ﺑﻌﺩﻩ ﻣﺣﻣﺩ ﻟﺣﺑﻳﺏ )ﺗﻭﻓﻲ 1277 ﻫـ /860
ﻭﻓﻲ ﺳﻔﺭ ﺍﻟﺷﻳﺦ ﺳﻳﺩﻱ ﻫﺫﺍ ﻧﺣﻭ ﺃﻣﻳﺭ ﺍﻟﺗﺭﺍﺭﺯﻩ ﻗﺎﻝ ﻗﺻﻳﺩﺗﻪ ﺍﻟﺗﻳﻠﻣﻳﺔ ﻧﺳﺑﺔ ﺍﻟﻰ ﺍﺑﻲ ﺗﻠﻣﻳﺕ ﺍﻟﺗﻲ ﻳﺳﺗﺳﻘﻲ ﻓﻳﻬﺎ ﻭﻣﻁﻠﻌﻬﺎ : ﺍﻻ ﻋﻡ ﺻﺑﺎﺣﺎ ﻳﺎ ﺍﺑﺎ ﺗﻠﻣﻳﺗﺎ .... ﻭﺣﺯ ﻣﻥ ﻧﺟﺎﺡ ﻣﺎ ﺍﺭﺩﺕ ﻭﺷﻳﺗﺎ ﻭﺳﺎﻕ ﺇﻟﻳﻙ ﷲ ﻛﻝ ﻓﺿﻳﻠﺔ .... ﻭﺟﺎﺩ ﺑﺄﺭﺿﻙ ﺍﻟﺟﺩﺍ ﻓﺣﻅﻳﺗﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﻧﻳﻑ ﻋﻠﻰ ﺧﻣﺳﻳﻥ ﺑﻳﺗﺎ . ﻭ ﻛﻣﺎ ﻛﺎﻧﺕ ﺍﻟﺭﺳﺎﺋﻝ ﺗﺭﻭﺡ ﻭﺗﻐﺩﻭ ﺑﻳﻧﻪ ﻭﺑﻳﻥ ﺍﻷﻣﺭﺍء ﺃﻭﻻﺩ ﺍﻟﺳﻳﺩ ﻣﻥ ﺍﻟﺑﺭﺍﻛﻧﻪ ﻭ ﺑﻳﻧﻪ ﻭ ﺑﻳﻥ ﺑﻛﺎﺭ ﺑﻥ ﺍﺳﻳﻭﻳﺩ ﺍﺣﻣﺩ ﺃﻣﻳﺭ ﺇﻳﺩﻭﻋﻳﺵ ﻭﻛﺫﻟﻙ ﺍﻷﻣﻳﺭ ﺃﺣﻣﺩ ﺑﻥ ﻋﻳﺩﻩ ﺃﻣﻳﺭ ﺁﺩﺭﺍﺭ ﻭﻛﻣﺎ ﺭﺍﺳﻝ ﺍﻷﻣﺭﺍء ﻓﻘﺩ ﺭﺍﺳﻝ ﻗﺑﺎﺋﻝ ﺍﻟﻣﻐﺎﻓﺭﺓ ﻭ ﺃﻋﻳﺎﻧﻬﻡ.
ﺟﻬﺎﺩ ﺍﻟﺷﻳﺦ ﺳﻳﺩﻱ ﻟﻠﻔﺭﻧﺳﻳﻳﻥ: ﻋﺭﻑ ﻋﻬﺩ ﺍﻟﺷﻳﺦ ﺳﻳﺩﻱ ﺑﺩﺍﻳﺔ ﺍﻟﺗﺣﺭﻙ ﺍﻟﻔﺭﻧﺳﻲ ﻓﻲ ﻣﻭﺭﻳﺗﺎﻧﻳﺎ، ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺫﻱ ﺳﻳﺗﻭﻟﺩ ﻋﻧﻪ ﺍﻻﺳﺗﻌﻣﺎﺭ ﺍﻟﻣﺑﺎﺷﺭ. ﻓﻘﺩ ﻋﺭﻓﺕ ﺍﻟﻣﻧﻁﻘﺔ ﺃﻭﺍﺳﻁ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺗﺎﺳﻊ ﻋﺷﺭ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻔﺗﺭﺓ ﺍﻟﺗﻲ ﻋﺎﺩ ﻓﻳﻬﺎ ﺍﻟﺷﻳﺦ ﺳﻳﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻣﻧﻁﻘﺗﻪ-ﺗﺣﺭﻛﺎ ﻓﺭﻧﺳﻳﺎ ﻋﺎﻣﺎ. ﻓﻛﺎﻥ ﺭﺟﻭﻉ ﺍﻟﺷﻳﺦ ﺳﻳﺩﻱ ﻣﻥ ﻣﻧﻁﻘﺔ ﺃﺯﻭﺍﺩ ﻭﺍﺳﺗﻘﺭﺍﺭﻩ ﺑﺎﻟﻛﺑﻠﺔ ﻣﻊ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻋﺷﺭﻳﻧﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺗﺎﺳﻊ ﻋﺷﺭ ﺃﻱ ﻓﺗﺭﺓ ﺩﺧﻭﻝ ﺍﻹﺳﺗﻌﻣﺎﺭ ﺍﻟﻔﺭﻧﺳﻲ ﻟﻠﺟﺯﺍﺋﺭ )1830.( ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻔﺭﻧﺳﻳﻭﻥ ﻳﻭﻣﻬﺎ ﻗﺩ ﻭﻁﺩﻭﺍ ﺃﻗﺩﺍﻣﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﺳﻧﻐﺎﻟﻳﺔ ﺣﻳﺙ ﺃﺳﺳﻭﺍ ﺣﺎﻣﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﺩﻳﻧﺔ ﺳﺎﻥ ﻟﻭﻳﺱ ﻭﺑﺳﻁﻭﺍ ﻧﻔﻭﺫﻫﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺿﻔﺔ ﺍﻟﻳﺳﺭﻯ ﻟﻧﻬﺭ ﺍﻟﺳﻳﻧﻐﺎﻝ ﻓﻛﺎﻧﺕ ﺑﺫﻟﻙ ﻣﻭﺭﻳﺗﺎﻧﻳﺎ ﻣﺣﻁ ﺃﻧﻅﺎﺭ ﺍﻟﻔﺭﻧﺳﻳﻳﻥ ﻭﺗﻁﻠﻌﻬﻡ ﻣﻥ ﺍﻟﺷﻣﺎﻝ ﻭ ﺍﻟﺷﻣﺎﻝ ﺍﻟﺷﺭﻗﻲ ﺑﺎﻟﺟﺯﺍﺋﺭ ﻭﻣﻥ ﺍﻟﺟﻧﻭﺏ ﺏ ﺍﻟﺳﻧﻐﺎﻝ . ﻭﻟﻥ ﻧﺻﻝ ﺇﻟﻲ ﺣﺩﻭﺩ ﺳﻧﺔ 1270 ﺣﺗﻰ ﻳﻌﻳﻥ ﺍﻟﺭﺍﺋﺩ ﻓﻳﺩﺭﺏ ﻣﻔﻭﺿﺎ ﻋﺎﻣﺎ ﻟﻠﺳﻧﻐﺎﻝ ﻭﻛﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﺑﺎﻟﺗﺣﺩﻳﺩ 16ﺩﺟﻣﺑﺭ 1854ﻡ، ﻭﻗﺩ ﻋﺭﻓﺕ ﻋﻼﻗﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺣﺎﻛﻡ ﻣﻊ ﺍﻟﻣﻭﺭﻳﺗﺎﻧﻳﻳﻥ ﻓﺗﺭﺍﺕ ﺗﻭﺗﺭ ﺷﺩﻳﺩﺓ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻣﺟﻣﻭﻋﺗﻳﻥ ﺍﻟﺗﺭﻭﺯﻳﺔ ﻭﺍﻟﺑﺭﻛﻧﻳﺔ . ﻭﻟﻡ ﻳﻛﻥ ﺍﻟﺷﻳﺦ ﺳﻳﺩﻱ ﺫﻭ ﺍﻻﺗﺻﺎﻝ ﺍﻟﻭﺛﻳﻕ ﻣﻊ ﺍﻷﻣﻳﺭﻳﻥ ﺍﻟﺗﺭﺯﻱ ﻣﺣﻣﺩ ﻟﺣﺑﻳﺏ ﻭﺍﻟﺑﺭﻛﻧﻲ ﺍﻣﺣﻣﺩ ﺑﻥ ﺳﻳﺩﻯ، ﻏﺎﺋﺑﺎ ﻋﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺻﺭﺍﻉ ﺍﻟﻔﺭﻧﺳﻲ ﺍﻟﻣﻭﺭﻳﺗﺎﻧﻲ. ﻓﻘﺩ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺷﻳﺦ ﺳﻳﺩﻱ ﻁﺭﻓﺎ ﺑﻝ ﻁﺭﻓﺎ ﺃﺳﺎﺳﻳﺎ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺻﺭﺍﻉ ﺍﻟﻔﺭﻧﺳﻲ ﺍﻟﻣﻭﺭﻳﺗﺎﻧﻲ. ﻭﻳﺅﻛﺩ ﺍﻟﻔﺭﻧﺳﻲ ﻟﻭﺷﺎﺕ )le chateier( ﺃﻥ ﻣﻭﺍﻗﻑ ﺍﻟﺷﻳﺦ ﺳﻳﺩﻳﺎ ﺍﻟﻣﻧﺎﻫﺿﺔ ﻟﻠﻔﺭﻧﺳﻳﻳﻥ ﻭﺍﻟﻣﺣﺭﺿﺔ ﺿﺩﻫﻡ ﻗﺩ ﺃﺫﻛﺕ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻛﺭﺍﻫﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺟﻬﺎﺩ ﻓﻲ ﺟﻣﻭﻉ ﺍﻟﺑﺭﺍﻛﻧﻪ ﺿﺩ ﺍﻟﺗﻭﺍﺟﺩ ﺍﻟﻔﺭﻧﺳﻲ ﺑﺎﻟﻣﻧﻁﻘﺔ ﺍﻭﺍﺳﻁ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺗﺎﺳﻊ ﻋﺷﺭ. ﻭﻳﺷﺭﺡ ﻟﻭ ﺷﺎﺗﻠﻳﻳﻪ ﻣﻼﺑﺳﺎﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻣﻌﺭﻛﺔ، ﺣﻳﺙ ﻛﻠﻑ ﻗﺎﺋﺩﻫﺎ ﺍﻟﺭﺍﺋﺩ ﺩﻭ ﺑﻭﺩﻭﺭ ﺑﺎﻻﻧﺯﺍﻝ ﺑﺎﻟﺿﻔﺔ ﺍﻟﻳﻣﻧﻰ ﻟﻠﻧﻬﺭ ﺍﻟﺳﻧﻐﺎﻟﻲ ﻋﻧﺩ ﻣﻭﺿﻊ ﺍﻟﺭﻛﺑﺔ »ﺍﻣﺑﺎﻧﺎﻡ« ﺑﻭﻻﻳﺔ ﺍﻟﺑﺭﺍﻛﻧﻪ ﺣﺎﻟﻳﺎ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺭﺍﺋﺩ ﺍﻟﻣﺫﻛﻭﺭ ﻣﻛﻠﻔﺎ ﺑﺣﻣﻠﺔ ﺿﺩ ﺍﻷﻣﻳﺭ ﺍﻟﺑﺭﻛﻧﻲ ﺃﻣﺣﻣﺩ ﺑﻥ ﺳﻳﺩﻱ ﻭﻣﻥ ﻣﻌﻪ. ﻭﺗﺗﻛﻭﻥ ﺍﻟﺣﻣﻠﺔ ﺍﻟﻔﺭﻧﺳﻳﺔ ﺍﻟﻣﺟﻬﺯﺓ ﺗﺟﻬﻳﺯﺍ ﺗﺎﻣﺎ ﻣﻥ 850 ﺭﺟﻼ ﻣﻥ ﻣﺧﺗﻠﻑ ﺍﻷﺻﻧﺎﻑ. ﻭ ﺑﻌﺩ ﺍﻻﻧﺯﺍﻝ ﺍﺗﺟﻪ ﺍﻟﺟﻳﺵ ﻧﺣﻭ ﻣﺣﻠﺔ ﺍﻟﺑﺭﺍﻛﻧﺔ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻭﻗﻌﻬﻡ ﻓﻲ ﻛﻣﻳﻧﻪ ﻭﻓﻝ ﺷﻣﻠﻬﻡ ﻭﻫﻡ ﻳﺟﻣﻌﻭﻥ ﺑﻌﺽ ﺍﻟﻐﻧﺎﺋﻡ ﻓﺎﻧﻛﺷﻔﺕ ﺍﻟﺣﻣﻠﺔ ﻋﻥ ﻫﺯﻳﻣﺔ ﺍﻟﻔﺭﻧﺳﻳﻳﻥ ﻭ ﻣﻭﺕ 23 ﻣﻧﻬﻡ ﻭﺟﺭﺡ 15. ﻭ ﺗﻛﺷﻑ ﺑﻌﺽ ﺍﻟﻣﺭﺍﺳﻼﺕ ﺍﻟﺷﻳﺦ ﺳﻳﺩﻱ ﻣﻊ ﺍﻟﺣﺎﻛﻡ ﻓﻳﺩﻳﺭﺏ ﺍﻟﻣﺫﻛﻭﺭ ﻋﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺟﻭ ﺍﻟﺳﺎﺧﻥ ﻭ ﺍﻟﻣﻧﺎﻫﺿﺔ ﺍﻟﺷﺩﻳﺩﺓ، ﻭﻗﺩ ﻭﺟﺩﻧﺎ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻟﻔﺩﻳﺭﺏ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻣﻧﺣﻰ ﻭ ﺟﻭﺍﺏ ﺍﻟﺷﻳﺦ ﺳﻳﺩﻱ ﻟﻬﺎ. ﻭﻳﺭﻛﺯ ﺍﻟﺣﺎﻛﻡ ﺍﻟﻔﺭﻧﺳﻲ ﻓﻳﺩﻳﺭﺏ ﻓﻲ ﺭﺳﺎﻟﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺗﺭﻏﻳﺏ ﻭ ﺍﻟﺗﺭﻫﻳﺏ ﺣﻳﺙ ﻳﺷﻳﺩ ﺑﺎﻟﺷﻳﺦ ﺳﻳﺩﻱ ﻭ ﺑﻣﻧﺯﻟﺗﻪ ﺍﻟﻣﺗﻣﻳﺯﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺍﻟﻣﻭﺭﻳﺗﺎﻧﻲ ﻭﻓﻲ ﻧﻔﺱ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻳﻬﺩﺩ ﻓﻳﺩﻳﺭﺏ ﺑﻌﺽ ﺗﻼﻣﻳﺫ ﺍﻟﺷﻳﺦ ﺳﻳﺩﻱ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺃﻭﻻﺩ ﺃﺣﻣﺩ ﺍﻟﺫﻳﻥ ـ ﺣﺳﺏ ﻓﻳﺩﻳﺭﺏ ـ ﻗﺩ ﻧﻬﺑﻭﺍ ﺑﻌﺽ ﺍﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎﺕ ﺍﻟﻔﺭﻧﺳﻳﺔ. ﻭﻳﺭﺩ ﺍﻟﺷﻳﺦ ﺳﻳﺩﻱ ﻋﻠﻰ ﻓﺩﻳﺭﺏ ﻗﺎﺋﻼ: ﺑﺳﻡ ﷲ ﺍﻟﺭﺣﻣﻥ ﺍﻟﺭﺣﻳﻡ ﻭ ﺍﻟﺣﻣﺩ  ﺍﻟﻣﻠﻙ ﺍﻟﺣﻕ ﺍﻟﻌﻠﻲ ﺍﻟﻌﻅﻳﻡ ﻭ ﺍﻟﺻﻼﺓ ﻭ ﺍﻟﺳﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺳﻳﺩﻧﺎ ﻣﺣﻣﺩ ﻧﺑﻳﻪ ﻭ ﺭﺳﻭﻟﻪ ﺍﻟﻛﺭﻳﻡ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺻﺣﺑﻪ ﻭﻣﻥ ﺗﺑﻌﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻧﻬﻡ ﺍﻟﻘﻭﻳﻡ. ﻫﺫﺍ ﻭ ﺇﻧﻪ ﻣﻥ ﻋﺑﺩ ﺭﺑﻪ ﺳﻳﺩﻱ ﺑﻥ ﺍﻟﻣﺧﺗﺎﺭ ﺑﻥ ﺍﻟﻬﻳﺑﺔ ﻁﻬﺭ ﷲ ﻣﻧﻪ ﺍﻟﺟﻳﺏ ﻭ ﺳﺗﺭ ﺑﻪ ﺍﻟﻌﻳﺏ ﻭ ﺃﺻﻠﺢ ﺍﻟﺷﻬﺎﺩﺓ ﻭ ﺍﻟﻐﻳﺏ ﺇﻟﻰ ﻓﺿﺭﺏ ﺃﻣﻳﺭ ﺃﻧﺩﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺧﻔﻲ ﻋﻠﻳﻪ ﻛﺛﻳﺭ ﻣﻥ ﺣﻘﻳﻘﺔ ﺃﻫﻝ ﺍﻟﻭﺑﺭ ﺳﻼﻡ ﻋﻠﻲ ﻣﻥ ﺍﺗﺑﻊ ﺍﻟﻬﺩﻯ ﻭ ﺧﺎﻑ ﻣﻘﺎﻡ ﺭﺑﻪ ﻭ ﻧﻬﻰ ﺍﻟﻧﻔﺱ ﻋﻥ ﺍﻟﻬﻭﻯ، ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺩ ﻓﺎﻋﻠﻡ ﻳﺎ ﻓﺿﺭﺏ ﺍﻥ ﻣﻛﺗﻭﺑﻙ ﻭﺻﻝ ﺇﻟﻳﻧﺎ ﻭﻗﺩﻡ ﺑﻪ ﺣﺎﻣﻠﻪ ﻋﻠﻳﻧﺎ ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻭ ﻣﺷﺗﻣﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﻠﻭﺏ ﻟﻛﻼﻡ ﻟﻡ ﻳﻭﺍﺟﻬﻧﺎ ﺑﻣﺛﻠﻪ ﺃﺣﺩ ﻣﻥ ﺍﻷﻧﺎﻡ ﻟﻣﺎ ﻓﻳﻪ ﻣﻥ ﺍﻟﺟﺭﺃﺓ ﻭ ﺍﻟﺗﻭﻋﺩ ﺑﺎﻻﻧﺗﻘﺎﻡ ﺇﻥ ﻟﻡ ﻧﺭﺩ ﺇﻟﻳﻙ ﻣﺎ ﻧﻬﺑﻪ ﺃﻭﻻﺩ ﺃﺣﻣﺩ ﻣﻥ ﻋﻳﺎﻟﻙ.. ﺛﻡ ﻳﺫﻛﺭ ﺍﻟﺷﻳﺦ ﺳﻳﺩﻱ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﺭﺳﺎﻟﺔ :ﻓﺎﻋﻠﻡ ﺃﻧﺎ ﻧﺩﻋﻭﻙ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻭ ﻧﺄﻣﺭﻙ ﺑﻪ ﺃﻣﺭﺍ ﺟﺎﺯﻣﺎ ﻟﺗﻧﺟﻭ ﺑﻪ ﻣﻥ ﺍﻟﻧﺎﺭ ﻭﺗﺧﻠﺩ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺟﻧﺔ ﺧﻠﻭﺩﺍ ﻣﻼﺯﻣﺎ ﻭ ﷲ ﻳﻬﺩﻱ ﻣﻥ ﻳﺷﺎء ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺻﺭﺍﻁ ﻣﺳﺗﻘﻳﻡ ﻭﻻ ﺣﻭﻝ ﻭ ﻻ ﻗﻭﺓ ﺇﻻ ﺑﺎ ﺍﻟﻌﻠﻲ ﺍﻟﻌﻅﻳﻡ ﻓﺎﺳﻠﻡ ﺗﺳﻠﻡ ﻳﺅﺗﻙ ﷲ ﺃﺟﺭﻙ ﻣﺭﺗﻳﻥ ﻭﺗﻔﺯ ﺑﻣﺎ ﻓﻳﻪ ﻟﻙ ﻗﺭﺓ ﺍﻟﻌﻳﻧﻳﻥ ﻭ ﺍﻧﺑﺫ ﻋﻧﻙ ﺷﻬﺎﺏ ﺍﻟﻛﻔﺭ ﺑﺩﺧﺎﻧﻪ ﻭ ﺍﺳﺗﺿﻰ ﻣﻥ ﺫﻧﻭﺑﻙ ﻭﺭﺣﻣﺗﻪ ﻭﺭﺿﻭﺍﻧﻪ ﻷﻥ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻳﺟﺏ ﻣﺎ ﻗﺑﻠﻪ ﻭ ﻳﻧﺷﺭ ﷲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺑﺩ ﺑﻪ ﺭﺣﻣﺗﻪ ﻭ ﻧﻌﻣﺗﻪ ﻭ ﻓﺿﻠﻪ . ﻭﻗﺩ ﺣﻣﻠﺕ ﻣﻭﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻔﺭﻧﺳﻳﻳﻥ ﺍﻟﺷﻳﺦ ﺳﻳﺩﻳﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺗﺩﻋﺎء ﻟﻘﺎء ﻋﺎﻡ ﻷﻣﺭﺍء ﺍﻟﺑﻼﺩ ﺣﻳﻧﻬﺎ ﺣﻳﺙ ﺍﻟﺗﺋﻣﻭﺍ ﻓﻲ ﺗﻧﺩﻭﺟﻪ ﻣﻘﺭﺍﻟﺷﻳﺦ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻥ ﺍﻟﺣﺎﺿﺭﻳﻥ ﻣﺣﻣﺩ ﺣﺑﻳﺏ ﺃﻣﻳﺭ ﺍﺗﺭﺍﺭﺯﻩ ﻭﻣﺣﻣﺩ ﺑﻥ ﺳﻳﺩﻱ ﺃﻣﻳﺭ ﺍﻟﺑﺭﺍﻛﻧﻪ ﻭ ﺃﺣﻣﺩ ﺑﻥ ﻋﻳﺩﻩ ﺃﻣﻳﺭ ﺁﺩﺭﺍﺭ ﻭﻣﺑﻌﻭﺛﺎ ﻋﻥ ﺑﻛﺎﺭ ﺑﻥ ﺃﺳﻭﻳﺩ ﺃﺣﻣﺩ ﺃﻣﻳﺭ ﺇﺩﻭﻋﻳﺵ، ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺩﻑ ﺍﻟﺷﻳﺦ ﺳﻳﺩﻱ ﻣﻥ ﺍﻟﻠﻘﺎء ﺇﻳﺟﺎﺩ ﺟﺑﻬﺔ ﻣﻭﺣﺩﺓ ﻟﻠﻭﻗﻭﻑ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻔﺭﻧﺳﻳﻳﻥ. ﻭﻗﺩ ﺫﻛﺭ ﺍﻟﺣﻭﻟﻳﺎﺕ ﺍﻟﻔﺭﻧﺳﻳﺔ ﺑﺩﺍﻳﺔ ﺳﻧﺔ 1856 ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺣﺩﺍﺙ، ﻳﻘﻭﻝ ﻓﻳﺩﻳﺭﺏ : "ﻭﻗﻊ ﺣﺩﺙ ﻫﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺑﻳﻅﺎﻥ، ﺇﺫ ﺗﻡ ﻋﻧﺩ ﺍﻟﺷﻳﺦ ﺳﻳﺩﻱ ﺷﻳﺦ ﻟﺑﺭﺍﻛﻧﻪ ﺍﻟﺟﻠﻳﻝ ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻳﺩﻳﻥ ﻟﻪ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺟﺯء ﻣﻥ ﺍﻟﺻﺣﺭﺍء ﻋﻘﺩ ﺍﺟﺗﻣﺎﻉ ﻣﻭﺳﻊ ﺇﻟﺗﺋﻡ ﻓﻳﻪ ﺭﺅﺳﺎء ﺍﻟﻘﺑﺎﺋﻝ ﻟﻳﻧﻅﺭﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻻﺟﺭﺍءﺍﺕ ﺍﻟﺿﺭﻭﺭﻳﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﺳﺗﺗﺧﺫ ﺑﺷﺄﻥ ﺍﻟﺣﺭﺏ ﺍﻟﺗﻲ ﻳﺷﻧﻬﺎ ﺍﻟﻔﺭﻧﺳﻳﻭﻥ ﺿﺩﻫﻡ ، ﻭ ﻣﻊ ﻣﺎ ﺭﺍﺝ ﻣﻥ ﺷﺎﺋﻌﺎﺕ ﺣﻭﻝ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺗﻲ ﺍﺗﺧﺫﺕ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻠﻘﺎء ﻓﻘﺩ ﺗﺄﻛﺩ ﺣﺻﻭﻝ ﻣﺻﺎﻟﺣﺔ ﺑﻳﻥ ﻣﺣﻣﺩ ﺣﺑﻳﺏ ﻭﻭﻟﺩ ﻋﻳﺩﻩ ، ﻛﻣﺎ ﺃﻣﻳﺭ ﺍﺗﺭﺍﺭﺯﺓ ﻗﺩﻡ ﺑﻌﺽ ﺍﻟﺗﻧﺎﺯﻻﺕ ﻟﺑﻌﺽ ﺍﻷﻣﺭﺍء ﻋﺎﺋﻠﺗﻪ ﻣﻣﻥ ﻛﺎﻧﻭﺍ ﻻﺟﺋﻳﻥ ﻓﻲ ﺁﺩﺭﺍﺭ ﻭﺭﺟﻊ ﻫﺅﻻء ﺇﻟﻰ ﻭﻁﻧﻬﻡ ﻟﻠﻣﺷﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺣﺭﺏ ﺿﺩﻧﺎ، ﺃﻣﺎ ﺳﻳﺩ ﺃﻋﻝ ﻭﻫﻭ ﺃﻣﻳﺭ ﻟﺟﺯء ﻣﻥ ﻟﺑﺭﺍﻛﻧﻪ ﻭﺣﻠﻳﻑ ﻟﻧﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻡ ﻳﺳﺗﻌﺩ ﺃﻭ ﻟﻡ ﻳﺷﺄ ﺍﻟﺫﻫﺎﺏ ﻣﻊ ﺍﻵﺧﺭﻳﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺷﻳﺦ ﺳﻳﺩﻱ".



ﻭﺗﺩﺧﻝ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﺷﻳﺦ ﺳﻳﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺳﻠﻁﺎﻥ ﺍﻟﻣﻐﺭﺏ ﺍﻟﻣﻼ ﻣﺣﻣﺩ ﺑﻥ ﻋﺑﺩ ﺍﻟﺭﺣﻣﻥ ﺑﻥ ﻫﺷﺎﻡ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺳﻳﺎﻕ، ﻓﺎﻟﻭﺍﺿﺢ ﺃﻥ ﺍﻟﺷﻳﺦ ﺳﻳﺩﻱ ﻁﻠﺏ ﻣﻥ ﺳﻠﻁﺎﻥ ﺍﻟﻣﻐﺭﺏ ﺗﺯﻭﻳﺩﻩ ﺑﺑﻌﺽ ﺍﻟﺳﻼﺡ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﺗﺻﻧﻳﻊ ﺍﻟﻌﺳﻛﺭﻱ ﻟﻡ ﺗﻛﻥ ﺑﻌﺩ ﻗﺩ ﺗﻁﻭﺭﺕ ﻛﺛﻳﺭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﻐﺭﺏ ﻛﻣﺎ ﻳﺗﺿﺢ ﻣﻥ ﺭﺩ ﺍﻟﺳﻠﻁﺎﻥ، ﻟﺫﻟﻙ ﺍﻋﺗﺫﺭ.. ﻭﻳﺑﺩﻭ ﻣﻥ ﺧﻼﻝ ﺑﻌﺽ ﺍﻟﺭﻭﺍﻳﺎﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﺷﻳﺦ ﺳﻳﺩﻱ ﻟﻡ ﻳﻛﺗﻑ ﻋﻧﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺣﺩ ﺑﻝ ﺣﺎﻭﻝ ﻓﻲ ﻁﻣﻭﺡ ﻻ ﻳﻌﺭﻑ ﺍﻟﺣﺩﻭﺩ ﺃﻥ ﻳﺻﻧﻊ ﺍﻟﺳﻼﺡ ﻓﻲ ﻣﻧﻁﻘﻪ ﻓﺎﺳﺗﻭﺭﺩ ﺍﻟﺻﻧﺎﻉ ﻭ ﺍﺳﺗﺟﻠﺏ ﺍﻵﻻﺕ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻣﺷﺭﻭﻉ ﻟﻡ ﻳﻛﺗﺏ ﻟﻪ ﺍﻻﻛﺗﻣﺎﻝ. ﻭﻳﺳﺗﺻﺭﺥ ﺍﻟﺷﻳﺦ ﺳﻳﺩﻱ ﻣﺣﻣﺩ ﻭﻫﻭ ﻳﻌﻳﺵ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺟﻭ ﺍﻟﺟﻬﺎﺩﻱ ﺍﻟﻌﺎﺭﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻗﺎﺩﻩ ﻭﺍﻟﺩﻩ ﻭﺣﺭﻙ ﺃﻁﺭﺍﻓﻪ ﻭﻛﺎﻥ ﻗﻁﺏ ﺭﺣﺎﻩ ﻳﺳﺗﺻﺭﺥ ﺍﻟﻣﺳﻠﻣﻳﻥ ﻓﻲ ﻧﺹ ﺷﻌﺭﻱ ﺟﻣﻳﻝ ﺣﻳﺙ ﻳﻘﻭﻝ: ﺣﻣﺎﺓ ﺍﻟﺩﻳﻥ ﺇﻥ ﺍﻟﺩﻳﻥ ﺻﺎﺭﺍ .... ﺃﺳﻳﺭﺍ ﺍﻟﻠﺻﻭﺹ ﻭﻟﻠﻧﺻﺎﺭﻯ ﻓﺎﻥ ﺑﺎﺩﺭﺗﻣﻭﻩ ﺗﺩﺭﺍﻛﻭﻩ .... ﻭﺇﻻ ﻳﺳﺑﻕ ﺍﻟﺳﻳﻑ ﺍﻟﺑﺩﺍﺭﺍ ﺑﺄﻥ ﺗﺳﺗﻧﺻﺭﻭﺍ ﻣﻭﻟﻲ ﻧﺻﻳﺭﺍ .... ﻟﻣﻥ ﻭﺍﻟﻲ ﻭﻣﻥ ﻁﻠﺏ ﺍﻧﺗﺻﺎﺭﻱ ﻭﺃﻥ ﺗﺳﻧﺗﻧﻔﺭﻭﺍ ﺟﻣﻌﺎ ﻟﻬﺎ .... ﻣﺎ ﺗﻐﺹ ﺑﻪ ﺍﻟﺳﺑﺎﺳﺏ ﻭﺍﻟﺻﺣﺎﺭﻱ ﺗﻧﻲ ﺭﺑﺩ ﺍﻟﻧﻌﺎﻡ ﺑﺣﺎﻓﺗﻳــــﻪ .... ﻭﺗﻌﻳﺎ ﺩﻭﻥ ﻣﻌﻅﻣﻪ ﺍﻟﺣﺑﺎﺭﻱ ﺗﻣﺭ ﻋﻠﻲ ﺍﻷﻣﺎﻋﺯ ﻭﺍﻟﺛﻧﺎﻳﺎ .... ﻗﻧﺎﺑﻠــــــــــﻪ ﻓﺗﺗﺭﻛﻬﺎ ﻏﺑﺎﺭﺍ ﻟﻘﺩ ﻛﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺷﻳﺦ ﺳﻳﺩﻱ ﺍﻟﻛﺑﻳﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺟﻬﺎﺩ ﺿﺩ ﺍﻟﻭﺟﻭﺩ ﺍﻻﺳﺗﻌﻣﺎﺭﻱ ﺣﺎﺿﺭﺍ ﺑﻝ ﻛﺎﻥ ﻣﻥ ﺍﺑﺭﺯ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﺳﻳﺎﺳﻳﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﻋﺭﻓﺗﻬﺎ ﻣﻭﺭﻳﺗﺎﻧﻳﺎ ﻓﻲ ﻣﻧﺗﺻﻑ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺗﺎﺳﻊ ﻋﺷﺭ ﻭﻫﻭ ﻣﻭﺿﻭﻉ ﺑﺣﺎﺟﺔ ﺍﻟﻰ ﺗﻭﺳﻊ ﻭﺑﺣﺙ ﺧﺎﺻﺔ ﻭﺃﻥ ﺑﻌﺽ ﻣﺭﺍﺟﻌﻪ ﻣﺎﺯﺍﻝ ﺿﻣﻥ ﺍﻟﻭﺛﺎﺋﻕ ﺍﻟﻔﺭﻧﺳﻳﺔ ﺍﻟﻣﻌﺎﺻﺭﺓ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﺣﻘﺑﺔ. ﻧﻣﺎﺫﺝ ﻣﻥ ﺭﺳﺎﺋﻝ ﺍﻟﺷﻳﺦ ﺳﻳﺩﻱ ﺍﻟﻛﺑﻳﺭ :ﻣﻥ ﺑﻳﻥ ﺍﻟﻘﺿﺎﻳﺎ ﺍﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻳﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﺍﻋﺗﻧﻰ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺷﻳﺦ ﺳﻳﺩﻱ ﻣﺣﺎﻭﻟﺗﻪ ﻟﻡ ﺷﺗﺎﺕ ﻗﺑﻳﻠﺔ ﺃﻭﻻﺩ ﺃﺑﻳﻳﺭﻱ، ﻭﻣﻥ ﺫﻟﻙ ﺳﻌﻳﻪ ﻓﻲ ﺍﺭﺟﺎﻉ ﺑﻁﻥ "ﺇﺩﺍﺑﻬﻡ" ﺇﻟﻰ ﺃﺭﺽ ﺃﻭﻻﺩ ﺃﺑﻳﻳﺭﻱ ﻭﺇﺩﺍﺑﻬﻡ ﻣﺟﻣﻭﻋﺔ ﻣﻥ ﺃﻭﻻﺩ ﺃﺑﻳﻳﺭﻱ ﻛﺎﻧﺕ ﺗﺳﻛﻥ ﻣﻧﻁﻘﺔ ﺗﻛﺎﻧﺕ، ﻭﻗﺩ ﻛﺗﺏ ﺇﻟﻳﻬﻡ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻳﻘﻭﻝ ﻓﻳﻬﺎ: ﺑﺳﻡ ﷲ ﺍﻟﺭﺣﻣﻥ ﺍﻟﺭﺣﻳﻡ ﻭﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﻰ ﺳﻳﺩﻧﺎ ﻣﺣﻣﺩ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺻﺣﺑﻪ ﻭﺳﻠﻡ ﺗﺳﻠﻳﻣﺎ، ﻭ ﺍﻟﺣﻣﺩ  ﻭﺣﺩﻩ ﻭﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﻰ ﻣﻥ ﻻ ﻧﺑﻲ ﺑﻌﺩﻩ. ﻫﺫﺍ ﻭ ﺇﻥ ﻣﺎ ﺍﺣﺗﺞ ﺑﻪ ﻣﺣﻣﺩ ﻣﺣﻣﻭﺩ ﺑﻥ ﻣﻳﻠﻭﺩ ﺑﻥ ﻣﺣﻡ ﻭﺳﻳﺩﻱ ﻋﺑﺩ ﺍﻟﻝ ﺑﻥ ﻟﻣﺭﺍﺑﻁ ﻋﻠﻰ ﻋﺩﻡ ﺩﺧﻭﻝ ﺇﺩﺍﺑﻬﻡ ﻓﻲ ﻋﺎﻗﻠﺔ ﺃﻭﻻ ﺍﺑﻳﻳﺭﻱ ﻣﻥ ﻋﺩﻡ ﺣﺿﻭﺭ ﺑﻌﺿﻬﻡ ﻟﺗﻭﺯﻳﻊ ﺟﻧﺎﻳﺔ ﺍﺑﻥ ﺍﻟﻁﺎﻟﺏ ﻳﻭﺳﻑ ﻭﻏﻳﺭﻫﺎ ﻣﻥ ﺟﻧﺎﻳﺎﺕ ﺃﻭﻻﺩ ﺃﺑﻳﻳﺭﻱ ﻭ ﺍﻣﺗﻧﺎﻋﻬﻡ ﻣﻥ ﻋﺎﻗﻠﺔ ﺃﻭﻻﺩ ﺃﺑﻳﻳﺭﻱ ﻷﻥ ﻋﺩﻡ ﺣﺿﻭﺭ ﺑﻌﺽ ﺍﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﻟﻣﺛﻝ ﺫﻟﻙ ﻋﻣﺩﺍ ﻭ ﺍﻣﺗﻧﺎﻋﻪ ﻣﻥ ﺍﻟﻌﻁﺎء ﻓﻳﻪ ﻋﻣﺩﺍ، ﻻ ﺩﻟﻳﻝ ﻓﻳﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺧﺭﻭﺝ ﻣﻥ ﺍﻟﻌﺎﻗﻠﺔ ﻭ ﺇﻧﻣﺎ ﻓﻳﻪ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﺍﻟﺷﺭﻉ ﺑﺎﻟﺗﺳﺑﺏ ﻓﻳﻣﺎ ﻳﻔﺳﺩ ﺍﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﻭﻓﻲ ﺃﻛﻝ ﻣﺎ ﻳﺣﺭﻡ ﺃﻛﻠﻪ ﻣﻥ ﺣﻘﻭﻗﻬﺎ. ﻭﺃﻣﺎ ﺍﺣﺗﺟﺎﺟﻬﻣﺎ ﺑﺷﻬﺎﺩﺓ ﺃﺣﻣﺩ ﻣﺣﻣﻭﺩ ﺑﻥ ﻣﺣﻡ ﺑﻥ ﺑﺎﺏ ﻭﻋﺎﻟﻲ ﺑﻥ ﻋﺑﺩﻱ ﺑﺄﻥ ﺇﺩﺍﺑﻬﻡ ﻟﻳﺳﻭﺍ ﻣﻥ ﺃﻭﻻ ﺃﺑﻳﻳﺭﻱ، ﻓﻼ ﺣﺟﺔ ﻟﻬﻣﺎ ﻓﻳﻪ ﺃﻳﺿﺎ ﻟﻣﺎ ﺑﻠﻐﻧﺎ ﻋﻥ ﺑﻌﺽ ﺍﻟﺛﻘﺎﺓ ﻣﻥ ﺇﺩﺍﺑﻬﻡ ﺃﻧﻬﻣﺎ ﺇﻧﻣﺎ ﺷﻬﺩ ﺍ ﺑﺫﻟﻙ ﺩﻓﻌﺎ ﻟﻅﻠﻡ ﺑﻧﻲ ﺣﺳﺎﻥ ﺍﻟﺫﻳﻥ ﻳﻁﺎﻟﺑﻭﻥ ﺃﻭﻻﺩ ﺍﺑﻳﻳﺭﻱ ﺑﻼ ﺃﻏﻔﺎﺭ ﻋﻥ ﺇﺩﺍﺑﻬﻡ ﺭﻓﻘﺎ ﺑﻬﻡ ﻭ ﺷﻔﻘﺔ ﻋﻠﻳﻬﻡ، ﻭ ﺍﻟﻛﺫﺏ ﻓﻲ ﻣﺛﻝ ﺫﻟﻙ ﻗﺩ ﻳﺟﺏ ﻭﺫﻟﻙ ﺍﻟﺫﻱ ﺣﻣﻠﻬﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺷﻬﺎﺩﺓ. ﻭﺃﻣﺎ ﻣﺎ ﺫﻛﺭﺍﻩ ﻋﻥ ﻭ ﺛﻳﻘﺔ ﺍﻟﺗﻔﺎﺳﺦ ﻣﻊ ﺃﻫﻝ ﺍﻟﺣﻳﻭﻝ ﺑﺧﻁ ﺻﺎﻟﺢ ﺑﻥ ﻋﺑﺩ ﺍﻟﻭﻫﺎﺏ ﻣﻥ ﻛﻭﻥ ﺇﺩﺍﺑﻬﻡ ﻏﻳﺭ ﺩﺍﺧﻠﻳﻥ ﻓﻲ ﺷﻲء ﻣﻥ ﻟﻭﺍﺯﻡ ﺃﻭﻻﺩ ﺍﺑﻳﻳﺭﻱ ﻓﻐﻳﺭ ﺻﺣﻳﺢ ﻷﻥ ﻭﺛﻳﻘﺔ ﺍﻟﺗﻔﺎﺳﺦ ﻫﺎﻫﻲ ﻋﻧﺩﻧﺎ ﻭﻟﻳﺱ ﻓﻳﻬﺎ ﺫﻟﻙ ﻭ ﺇﻧﻣﺎ ﻓﻳﻬﺎ ﺃﻥ ﺟﻣﻳﻊ ﻣﻥ ﻳﻁﻠﻕ ﻋﻠﻳﻪ ﺇﺳﻡ ﺃﻭﻻﺩ ﺃﺑﻳﻳﺭﻱ ﻣﻥ ﺃﻭﻻﺩ ﺃﻣﺭﺍﺑﻁ ﻣﻛﻪ ﻭﺇﺩﺍﺩﺟﺱ ﻭ ﺇﺩﺍﺑﻬﻡ ﻭ ﺇﺩﻣﻳﺟﻥ ﻭ ﺇﺩﺑﻌﻣﺭ ﻭﺃﻭﻻﺩ ﺃﻧﺗﺷﺎﻳﺕ ﻭ ﺃﻭﻻﺩﺍﻋﺩﺝ ﻭ ﺃﻭﻻﺩ ﻣﻭﺳﻰ، ﻓﻬﻭ ﺩﺍﺧﻝ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺗﻔﺎﺳﺦ ﻛﺑﻳﺭﻫﻡ ﻭﺻﻐﻳﺭﻫﺎ ﺫﻛﺭﻫﻡ ﻭ ﺃﻧﺛﺎﻫﻡ .... ﻭﺃﻣﺎ ﻗﻭﻟﻬﻣﺎ ﺇﻥ ﺇﺩﺍﺑﻬﻡ ﻟﻡ ﻳﺩﺧﻠﻭﺍ ﻭﻟﻡ ﻳﻌﻁﻭﺍ ﺟﻧﺎﻳﺔ ﺍﻟﻛﻧﺗﻲ ﺇﻟﺦ ... ﻓﻐﻳﺭ ﺻﺣﻳﺢ ﺃﻳﺿﺎ ﻷﻥ ﺇﺩﺍﺑﻬﻡ ﻟﻡ ﻳﺗﻭﺍﻓﻘﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺇﻋﻁﺎءﻫﺎ ﻭﻻ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﺩﺧﻭﻝ ﻭﻟﻌﻝ ﺍﻟﻣﻣﺗﻧﻊ ﻣﻧﻬﻡ ﺣﻳﻧﺋﺫ ﻫﻭ ﺍﻟﻣﻣﺗﻧﻊ ﺍﻵﻥ، ﻭﻟﻳﺱ ﻓﻲ ﺍﻣﺗﻧﺎﻋﻪ ﺣﺟﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺩﻡ ﺩﺧﻭﻝ ﺇﺩﺍﺑﻬﻡ ﻓﻲ ﻋﺎﻗﻠﺔ ﺃﻭﻻ ﺃﺑﻳﻳﺭﻱ ﻭﺇﻧﻣﺎ ﻓﻳﻬﺎ ﺍﺭﺗﻛﺎﺏ ﻣﺎﻻ ﻳﺟﻭﺯ ﻭ ﷲ ﻳﻐﻔﺭ ﻟﻧﺎ ﻭ ﻟﻪ ﻭﻳﺗﻭﺏ ﻋﻠﻳﻧﺎ ﻭﻋﻠﻳﻪ ﻭ ﻳﻬﺩﻳﻧﺎ ﻭﺇﻳﺎﻩ ﻻﺗﺑﺎﻉ ﺍﻟﺳﻧﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﻣﻝ ﺑﻣﺎ ﻳﻭﺟﺏ ﺩﺧﻭﻝ ﺍﻟﺟﻧﺔ. ﺛﻡ ﺇﻥ ﺩﺧﻭﻝ ﺇﺩﺍﺑﻬﻡ ﻓﻲ ﺃﻭﻻﺩ ﺃﺑﻳﻳﺭﻱ، ﻭﻗﺭﺍﺑﺗﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻧﺳﺏ ﺇﻟﻳﻬﻡ، ﻣﻣﺎ ﻻ ﻳﺟﻬﻠﻪ ﺫﻭ ﻋﻘﻝ ﺳﻠﻳﻡ، ﻭ ﻻ ﺫﻭ ﺗﻣﻳﻳﺯ ﻣﺳﺗﻘﻳﻡ، ﻓﻲ ﺟﻣﻳﻊ ﺍﻷﻗﻁﺎﺭ، ﻣﻥ ﺃﻫﻝ ﺍﻟﺑﻭﺍﺩﻱ ﻭ ﺍﻷﻣﺻﺎﺭ، ﻭﻗﺩ ﺫﻛﺭﻩ ﺃﻫﻝ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺍﻟﻣﺗﻛﻠﻣﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻷﻧﺳﺎﺏ ﻛﻣﺎ ﻓﻲ ﺷﺟﺭﺓ ﺍﻟﻧﺳﺏ ﺍﻟﺣﺳﺎﻧﻲ ﺍﻟﻣﻧﺳﻭﺑﺔ ﻟﺷﻳﺧﻧﺎ ﺍﻟﺧﻠﻳﻔﺔ ﺑﻥ ﺷﻳﺧﻧﺎ ﺍﻟﻛﺑﻳﺭ ﺳﻳﺩﻱ ﺍﻟﻣﺧﺗﺎﺭ ﺭﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﻬﻣﺎ ﺇﺫ ﻓﻳﻬﺎ ﺃﻥ ﺃﺑﻬﻡ ﻭ ﺃﺩﺟﻬﺱ ﻷﺑﻳﻳﺭﻱ. ﺍﻟﻣﺭﺟﻊ: ﻛﺗﺎﺏ ﺗﺭﺍﺟﻡ ﺍﻷﻋﻼﻡ ﺍﻟﻣﻭﺭﻳﺗﺎﻧﻳﻳﻥ ـ ﺍﻟﺟﺯء ﺍﻷﻭﻝ. ﺟﻣﻊ ﻭﺗﺭﺗﻳﺏ : ﺩ.ﺍﺑﺭﺍﻫﻳﻡ ﺑﻥ ﺍﺳﻣﺎﻋﻳﻝ ﺑﻥ ﺍﻟﺷﻳﺦ ﺳﻳﺩﻱّ ـ ﺃ. ﺳﻳﺩﻱ ﺃﺣﻣﺩ ﺑﻥ ﺃﺣﻣﺩ ﺳﺎﻟﻡ ـ ﺍﻧﻭﺍﻛﺷﻭﻁ ـ 1997ﻡ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...
هاك ترقيم صفحات بلوجر