الثلاثاء، 10 يوليو 2012

نوميديا ( مملكة امازيغية جزائرية )



خريطة نوميديا



نوميديا هي مملكة أمازيغية قديمة عاصمتها سيرتا (حاليا تسمى قسنطينة) قامت في الجزائر. امتدت من غرب تونس حاليا لتشمل الجزائر الحالية وجزءاً من المغرب الحالي، وكانت تسكنها مجموعتين كبيرتين، إحداهما تسمى: المازيليون، في الجهة الغربية من مملكة نوميديا، وهم قبيلة تميزت بمحالفة الرومان والتعاون في ما بينهم ضد قرطاج، اما القبيلة الأخرى فكانت تسمى بالمسايسوليون وهم على عكس المازيليين كانوا معادين لروما متحالفين مع قرطاج وكان موطنهم يمتد في المناطق الممتدة بين سطيف والجزائر العاصمة ووهران الحالية. وكان لكل قبيلة منهما ملك يحكمها إذ حكم ماسينيسا / ماسينيزا على القبيلة المزيلية في حين حكم سيفاكس على المسايسوليين.



نوميديا في عهد ماسينيسا


يعتبر ماسينيسا أشهر الملوك النوميديين، ولد ماسينيسا بسيرتا التي عرفت أيضا بقسنطينة واتخذ منها عاصمة له ولا يزال قبره موجودا هناك. تميز ماسينيسا بقدراته العسكرية بحيث تمكن من هزم خصمه الأمازيغي سيفاكس، كما تمكن من هزم حنبعل القرطاجي اعظم الجنيرالات التاريخيين، في معركة زاما بتونس الحالية سنة 202 قبل الميلاد. ولربما لأسباب عاطفية تكمن في تزوييج القرطاجيين خطيبته : صوفونيسا لخصمه المسايسولي سيفاكس، رافعا شعاره الشهير: أفريقيا للأفارقة، متحالفا مع روما، عاملا على تأسيس دولة امازيغية قادرة على مواجهة التحديات الخارجية. وفي عهده برزت نوميديا في ميادين عسكرية وثقافية متبعا التقاليد الأغريقية في ما يتعلق بالطقوس الملكية، ومتبنيا الثقافة البونيقية في الميادين الثقافية. كما جهز الأساطيل ونظم الجيش وشجع على الاستقرار وتعاطي الزراعة وشجع التجارة الشيء الذي جعله يعتبر ابرز الملوك الأمازيغ القدماء.


نوميديا أثناء حكم ماسينيسا

ماسينيسا الذي بلغ من الكبر عتيا لم يأخذ بالحسبان المطلوب القوة الرومانية، كما أنه لم ينظم أمور الملك، فبعد وفاته قامت صراعات بين أبنائه لحيازة العرش، فتدخل الرومان ووزعوا حكم نوميديا التي أصبحت الخطر القادم بعد انهيار قرطاج، على ثلاثة من أبنائه، ونصبوا مكيبسا حاكما لنوميديا وعمل على مد جسور العلاقات الودية مع روما، في حين جعل أخوه غيلاسا قائدا للجيش، بينما جعل الأخ الثالث: ماستانابال القائد الأعلى في مملكة نوميديا، غير ان ميسيسا سينفرد بالملك بعد وفاة اخوته في وقت مبكر.


نوميديا بعد ميسيبسا

بعد وفاة ميسيبسا سيندلع أيضا صراع بين أبناء ميسيبسا وهم: هيمبسل وأدهربل واحد أبنائه الذي هو حفيد لماسينيزا، وعلى غرار التجربة الأولى عملت روما على التدخل لتوزيع مملكة نوميديا قصد اضعفها غير ان يوغرطا تميز بقوميته على غرار جده ماسينيسا حالما بإنشاء مملكة نوميدية امازيغية قوية، بعيدة عن تأثير القوة الرومانية.

نوميديا في عهد يوغرطة

بعد الصراع بين أبناء ميسيبسا تمكن يوغرطة من القضاء عليهم، ومن مدينته سيرتا التي اختارها كمنطلق لحروبه ضد الرومان كبد روما خسائر كبيرة في جنودها، غير انه وحسب الروايات المتداولة فان أحد ملوك موريطنية الأمازيغ التي وجدت في منطقة المغرب الحالي وهو بوخوس غدر به في فخ روماني، وبذلك تم القبض عليه وسجن إلى ان تمكن منه الموت.

يوغرطة



نوميديا بعد هزيمة يوغرطة

تم تقسيم مملكة نوميديا إلى ثلاثة مماليك، استأثر فيها بوخوس بالجزء الغربي جزاء عمالته، في حين حصل غودا على الجزء الشرقي، اما ماستانونزوس فقد حصل على الجزء الأوسط من مملكة نوميديا الموزعة.


نوميديا في عهد يوبا الأول

بعد خلفاء بوخوس الذين تميزوا باقامات علاقات ودية مع روما، ظهر ملك امازيغي نوميدي آخر، وهو حفيد ليوغرطا وكان اسمه يوبا الأول. هذا الآخير حلم على نهج اجداده يوغرطا وماسينيسا لبناء دولة امازيغية نوميدية مستقلة تكفيهم التدخلات الأجنبية. وفي سنة 48 قبل الميلاد بدت الفرصة سانحة لتحقيق هذا المأرب، ذلك ان صراعا قام بين بومبيوس وسيزر حول حكم روما. واعتقد يوبا الأول ان النصر سيكون حليفا لبوميوس وراهن على حلف بينهما غير ان النصر كان مخالفا لتوقعات يوبا الأول وتمكن سيزر من هزم خصمه بومبيوس. ففي سنة 48 قبل الميلاد تمكن الجنود الرومان وجنود كل من بوشوس الثاني وبوغود الثاني من تحقيق نصر مدمر ضد جيوش يوبا الأول وبومبيوس. وعلى الرغم من تمكن يوبا الأول من الفرار إلى انه انتحر بطريقة فريدة دعا فيها أحد مرافقيه من القادة الرومان إلى مبارزة كان الموت فيها حليفا لكل منهما.

نوميديا كمقاطعة رومانية

بعد هزيمة جوبا الأول فقدت نوميديا استقلالها السياسي، وكانت نهايتهاعام 46 ق.م بعد مرور مائة سنة على ذكرى قرطاجة سنة 146 ق.م وبهذا دخلت نوميديا فترة جديدة وهي فترة الحكم الروماني
.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...
هاك ترقيم صفحات بلوجر